يتجوّل ألطيران الروسي في الفضاء السوري كما لو انه لا أحد أمامه ، يضرب على اﻷرض كأنه لا أحد هناك سوى أهدافه ، ويعود آمنا الى قواعده كأن لا أحد رآه .. وهكذا يحقّق أو يتحقق كل ما يجول ويدور في رأس بوتين الصغير الكبير ....!
تشتعل اﻷرض ، تسقط اﻷحلام ، تنسحق العزيمة ، وتتلاشى الرهانات ..وتبدأ الدماء بالغليان ...
إنها آخر أيام الحرب ، هكذا يعتقد قرّاء المشهد اليومي ، ويحللون ويفككون ويرون بأنه حين ترفع الدول العظمى العصا ، ما على الصغار سوى أن يفتحوا أيديهم ، ليتلقوا الضربات بكل أدب واحترام ، ويتقبلون كل ما يُطلب منهم دون اي اعتراض ، فقط يحق لهم أن يتألموا ..فقط أن يتألموا .. ويتألمون ...
ألطيران الروسي في الفضاء السوري ، وتتجه اﻷنظار الذكية نحو الصواريخ اﻷمريكية على اﻷرض ، واﻷسئلة الكبيرة تنهض من نومها ، تغتسل ..تتبرّج .. وترتدي اجمل ثيابها وحُلاها وتبدأ ..
  ماذا لو وصلت الصواريخ اﻷمريكية المضادة للطائرات الى المسلحين ...؟!
ماذا سيكون رأي بوتين ؟!
كيف سيرد بوتين ؟! 
ما هو مصير المنطقة ... ؟!
وهل ستحتاج روسيا لعدّاد يحصي لها كوارسها الجديدة المحتملة ...؟!
فباﻷمس اتجهت العيون إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد بدء العمليات الجوية الروسية في سورية، وذلك لمعرفة أو للتأكّد إن كانت ستزود أمريكا التنظيمات المسلحة أنظمة صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف لضرب الطائرات الروسية .
وجاء رد مطمئن ، رد لا يخلو من الحنكة والذكاء ، إذ صرح مصدر في البنتاغون أن الولايات المتحدة لا تنوي تزويد المعارضة السورية بمثل هذه الأنظمة، التي يمكن أن تستخدم لشن هجمات على الطائرات العسكرية الروسية.
في الوقت نفسه ذكرت صحيفة "ديلي بيست" نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية: «نحن لا ننوي إسقاط الطائرات الروسية ونحن لا نريد مهاجمة قواعدهم في سوريا ونحن لن نزود مقاتلي المعارضة بمنظومات دفاع جوي محمولة» فهذا قد يؤدي الى خلل كبير في الرؤية الجديدة للحلول المتوقعة ...
في المكان اﻵخر من الصورة كان متحدثون باسم ميليشيا «الحر» قد طالبوا من سموهم «أصدقاء الشعب السوري» بتزويدهم بصواريخ محمولة ومعدات حديثة لاستهداف الطيران الروسي الذي قالوا أنه يستهدفهم ولا ينحصر بتنظيم داعش....
وهكذا كل فريق  على المسرح يخاف على ليلاه ...
ألشجرة واحدة ، وكل واحد يراها تحمل الثمار التي يشتهي و يحب...
وحدها الشعوب الضعيفة المتهالكة المسكيتة تدفع ضريبة تلك الصراعات التي وحده الله يعلم الى اين ستصل ..
وإلى ذلك الوقت .. نبقى ننتظر ربما موتنا أو نهايتنا لكن بعيون اﻵخرين ... ( بقلم : ميسون منصور)