بعد أن اكتوى العالم بنيران الحروب الكبيرة ولاسيما الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية، كان لا بد لهذا العالم ان يستفيد من العبر، بقدر ما تضرر من الحرب..
فكانت عصبة الأمم والأمم المتحدة بمثابة الرد المنطقي على دعاة الحروب، تمهيداً لاحلال السلام والدعوة اليه، من خلال منظمات دولية تابعة للامم المتحدة مهمتها العمل من أجل حقوق الانسان ومن اجل كرامته، أضف الى ذلك السهر على حقوق المرأة والطفل والمعوّق.
الذي يعرف عن المنظمات التابعة للامم المتحدة يستغرب كيف تم لهذه المنظمة العالمية ان يكون لها هذا التوسع وهذه الشمولية التي امتدت الى جميع نواحي الحياة الانسانية وغير الانسانية..
كم هو رائع دور الامم المتحدة وكم هي عظيمة تلك الفكرة التي تمخضت عنها هذه المؤسسات الرعائية الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.
غير أن الكمال لا يمكن أن يتم على الانسان أو أن نكون أقرب الى الكمال في عصرنا الراهن.. فالامم المتحدة لا تتمتع بحرية الاداء والتحرك والعمل، انها مقيدة ومرتبطة بمراكز القوى العالمية والدول العظمى الخمس التي تملك حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي.. وبالتالي فإن هذه الدول الخمس لا يمكن ادانتها ولا يمكن الاقتصاص منها مجتمعة أو متفرقة، وبالتالي فإن الادانة والاقتصاص لا يمكن أن يفلت منهما الضعيف، كما لا يمكن ان يصاب بهما الاقوياء..
من هنا تبرز لاعدالة الامم المتحدة، اقول ذلك انا كاتبة الافتتاحية وانا اريد لها الكمال في الاداء والممارسة في حماية الضعفاء بحيث تكون قراراتها في خدمة اصحاب الحق من الشعوب الفقيرة والمستعمرة أو تلك الواقعة تحت هيمنة الدول العظمى..
إن خيبة الامل جراء الحراك الضعيف في مواجهة الاحتلال الصهيوني لفلسطين واغتصابه لحقوق شعبها وممارسته التي تتنافى مع قوانين الامم المتحدة التي تقف مكتوفة الايدي امام غطرسة الارهاب والعقوبات الجماعية التي تمارسها اسرائيل ضد شعب بأكمله..
وكذلك الامر بالنسبة لحقوق الانسان، فها هنا وفي هذا المجال يجري الكيل بمكيالين، كما هي الحال بالنسبة للتمييز العنصري وتوزيع الثروات..
طبعا نحن ننظر بعين الرضا الى الكثير من انجازات بالغة الاهمية قامت بها الامم المتحدة وتقوم بها بالنسبة للتقليل من أضرار الحروب والمجاعات والكوارث جل ما نعنيه ونتمناه ان تكون هذه المنظمة الدولية مطلقة اليد غير مرتهنة إلا للإنسان والانسانية.
|