ما من بيت في فلسطين إلا ومثقوب من رصاصة أو من قذيفة أو مضروب بجرافة قد تزعم بأنها كانت تعبر بالصدفة وتعتذر ...
ما من عائلة إلا ومفجوعة بإستشهاد عزيز أو بجرح أو فقدان أو سجن حبيب ...
ما من شارع الا وما زال الدم يغلي فيه ..ما من مدرسة الا وتحكي قصة اطفال ارتجفوا حتى تمادوا وصارت رجفتهم رقصة جيل عاش ومات .. جيل مات وما زال يموت ..
كل هذا أصبح مشهدا عادي ، يتقبله الفلسطيني كما يتقبله كل العرب ، ويرفضه كما يرفضون بسكوت متكرر...
سكوت يسمونه الصمت .. وكم تتشابه اﻷشياء والتسميات....
وباﻷمس طالبت حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني الأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية، للتحقيق في ملابسات مقتل الفتاة هديل الهشلمون البالغة من العمر 18 عاما ...
نشعر في هذه اللحظة بموت كل الذين ماتوا قبل هديل .. وكأننا بتنا أمام فلسطين ما قبل هديل وفلسطين ما بعد هديل ...
وهديل فتاة قتلها جنود الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن أطلقوا النار عليها مباشرة أثناء عبورها البوابات الحديدية على حاجز "الكونتينر" المقام على مدخل شارع الشهداء في مدينة الخليل ، حيث أظهرت صور نشرها تجمع "شباب ضد الاستيطان" في مدينة الخليل اللحظات الأخيرة التي سبقت إطلاق جنود الاحتلال النار عليها ، دون أن تشكل على جنود الاحتلال أي خطر، وهو ما يفند مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بمحاولتها طعن جندي، علماً بأن الاحتلال ترك الفتاة تنزف لأكثر من نصف ساعة، ومنع الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إليها لتقديم الإسعاف اللازم لها .. خطوة تعتبر جريئة رغم غرابتها ، خطوة تعتبر بغير مكانها نظرا لمئات الحالات التي تعتبر ربما اكثر تعسفا وظلما واستخفافا بحياة اﻷبرياء ...
ولم ينته اﻷمر عند هذا ، حيث جددت الحكومة الفلسطينية مناشدتها المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، من أجل وقف جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ووضع حد لسياسة الاحتلال القائمة على استسهال قتل الشعب دون حسيب أو رقيب...
جميل ربما هذا ما يجعلنا نطمئن على اننا امام من بدأ يعرف كيف يحذر ويهدد ويرفع الصوت عاليا ..وهذا ما يجب ان تعرفه إسرائيل ..فاللعبة السياسية ضرورة الى جانب البندقية ..هي تشبه الروح للجسد ، وبدونها لا إستمرارية ..
لهديل رب برحمته يحتضنها .. وإليه دائما نرفع شكوانا أن اهدنا الصراط المستقيم ... ( بقلم : بقايا)
|