الدانمارك - بعد عشر سنوات على التظاهرات الدامية التي انطلقت ضد الرسوم الكاريكاتورية التي تمثل النبي محمد ونشرت في الدنمارك، يعرب صاحبها كورت فيسترغارد عن شعوره "بالغضب" لكن ليس بالأسف.
فيسترغارد، البالغ 80 عاما والذي يقيم تحت حماية الشرطة منذ أن رسم رجلا ملتحيا على رأسه قنبلة مكان العمامة، قال في مقابلة هاتفية مع "فرانس برس": "شعوري العميق لطالما كان الغضب، وما زال. عندما نتعرض للتهديد اعتقد ان الغضب رد فعل جيد، لانه بمثابة هجوم مضاد معنوي".
الرسام: رسمي ليس تهجما على الإسلام
الرسام الملحد الذي شب في عائلة مسيحية محافظة، قال: "ليست لدي مشكلة مع المسلمين بمجملهم، وسأكافح دوما من اجل حق الناس في ممارسة ديانتهم ومعتقداتهم. هذه مسألة خاصة"، معتبرا أن "رسمه ليس تهجما على الاسلام بل انتقادا للارهابيين الذين يستوحون ذخيرتهم الروحية من آيات قرآنية".
رسوم ييلاندز بوستن عادت إلى الذاكرة الجماعية بعد الهجوم الذي استهدف في باريس في كانون الثاني/يناير هيئة تحرير صحيفة "تشارلي ايبدو" التي اعادت نشرها.
وكسائر العاملين في ييلاندز بوستن، الصحيفة اليمينية في منطقة زراعية ومحافظة، صدم فيسترغارد بالعنف الذي ولده عمله. وقال متذكرا: "على مر السنوات رسمت الكثير من الاعمال التي تنتقد الطبقة السياسية، بالتالي كان هذا عملا روتينيا. لم يكن اكثر من يوم كغيره في العمل".
الرسام: التبعات كانت محتمة
وبعد عقد على تلك الاحداث، اعتبر الرسام ان التبعات كانت محتمة. وقال: "حسنا، رسوم الكاريكاتور هي التي ولدت هذه المواجهة او الصدام، لكن كان يمكن ان يكون المحفز عملا آخر، كتابا او اي شيء".
ومع وشوك مرور عشر سنوات على انطلاق شهرته العالمية، أكد أنه "لا يسعه الانتظار ليرى كيف ستتذكر وسائل الاعلام الدنماركية الحدث، لكنه لا يتوقع نشر رسوم جديدة"، معتبرا ان الامر خطير جدا، مشددا على أن الفطر الظلامي لن ينتصر. وقال: "لا يمكن ردع او منع الصحافيين والمثقفين والمبدعين من ممارسة حريتهم في التعبير". "/المستقبل/" انتهى ل . م
|