طالما أن لكل مسألة وجهتين مختلفين، فمن المنطقي أن أختلف معك بحيث يصير لكلّ منا وجهة نظر خاصة به، ومن حقه أن يدافع عنها، وما يصح بالنسبة لي يكون صحيحاً بالنسبة لك، وعلى كل منا الاعتراف بحق الآخر وبحريته في تكوين وجهة نظره.. على أساس أنّ الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية، انطلاقاً من التكامل في الإختلاف طالما أننا بعيدون عن التنافر والعداء..
ولعل أيضا قول الشاعر قد اصاب كبد الحقيقة حين قال:
ما زلتَ مُحترما حقّي فأنت أخي آمنت بالله أم آمنت بالحجر
اذن الاختلاف بالرأي هو ظاهرة صحية في مجتمع ما، طالما أن هذا الاختلاف متمثل بطريقين الى الحقيقة، تختلفان ولا تتنافرن طالما انهما ترتكزان إلى الموضوعية بنسب متفاوتة، سيكون ظاهرة صحية إذا لم يكن كل طرف معتقداً أنه يمتلك الحقيقة كاملة وأن الآخر هو الباطل بعينه، فإذا انتفت هذه الصفة صار الاختلاف ظاهرة صحية ومقدمة لحوار ايجابي تكون الحقيقة ناصعة واضحة لا لبس فيها..
|