عندما يتعلق الأمر بالمصير، تبرز أهمية الدراسات العلمية التي تكشف ما ينتظرنا في الآتي من الزمان، على ضوء ما نفعله الآن ونحن نبني بالبُنى التحتية والمداميك التي تمثل نقطة ارتكاز استقرار المستقبل..
أثبتت الأحداث التي تجري في العالم عدم الثقة المطلقة بالكتلة المالية والتي يمكن أن تذهب سدىً بعد عاصفة تحدث بسبب أو بدون سبب، وحيث أننا ببلد يعتمد بشكل يكاد يكون مطلقاً على النفط وعلى مشتقاته كمصدر وحيد للدخل القومي، وهنا تكمن المشكلة، وقد بدأنا نلاحظ الآثار السلبية على الاقتصاد إزاء تراجع اسعار النفط.. والمتوقع أن العالم بأسره بحث عن مصادر للطاقة المتجددة، لذلك علينا التنبه للآتي، وتجنب المآسي والكوارث، وأول ما يجب التنبه له هو الأمن الغذائي، الذي ينبغي أن نوليه الأهمية التي يستحق..
ربما لا يكون بلدنا بلداً زراعياً يمتاز بمقومات الزراعة، وأنا كاتبة هذه الافتتاحية متأكدة من ذلك وخاصة أن الكويت تفتقر للمياه وللاراضي النموذجية لزراعة متطورة تؤمن لنا أمننا الغذائي ولأجيالنا القادمة، وبرغم ذلك يمكننا فعل الكثير بالتنسيق بين القطاع الخاص والهيئة العامة للزراعة واعتماد الدراسات العلمية لايجاد الزراعات التي تناسب بيئتنا القاسية.
والأمر الذي يلفت الانتباه أننا نملك اطلالة واسعة على المحيط امتدادا من مياه الخليج، وبقليل من الجهد وقليل من المال يمكن أن نصير من كبار صائدي الاسماك وكبار المصدرين لها.
ثم إننا قادرين وبقليل من الجهد وبقليل من المال أن نبنيي مزارع للاسماك، ونقوم بتربيتها وتصديرها، ناهيك عن الاستهلاك المحلي..
أقول ذلك انا كاتبة هذه الافتتاحية آملة من المعنيين أن ياخذوا زمام المبادرة حتى نفعل الممكن من أجل ضمان حاضرنا ومستقبل اجيالنا.. فهل سنجد آذاناً صاغية؟!
|