هكذا كتب أحد الأطباء الفرنسيين على باب عيادته: «الطبيب يداوي واالله يشفي»، من حيث أن الآجال بيد الله والطبيب لا يمكن أن يتجاوز حدود امكانية البشر الذين لا يملكون القضاء على الموت او اعادة الحياة إلا في نطاق ما يستطيعونه، وما هم مؤهلون له..
انطلاقاً من هذه المسلَّمة، ينبغي التعاطي مع الطبيب، على أساس أنه يمكن ان يصيب، ويمكن أن يخطئ.. وكون العملية كلها تتعلق بالروح الانسانية التي اغلاها الله، وأمر بالحفاظ عليها، وعدم التهاون بها، كان لزاماً على الطبيب، أن يكون متمكناً في مهنته، مستوفياً لشروط الانسانية والمهنية، حذرا كل الحذر في مزالق الخطأ رغم أن الخطأ قضية انسانية مرتبطة بالعمل البشري، فالذي لا يخطيء هو الذي لا يعمل.
ومن المؤكد أن الطبيب لا يتعمد الخطأ، وبالتالي فإن خطأه لا يكون مقصوداً، لذلك من حقه علينا أن نغفر له على أساس أنه بشر معرض للخطأ..
أما ما لا يمكن غفرانه أو التغاضي عنه فهو الاهمال وعدم استيفاء الشروط، وعدم الاحاطة بكل ما يمكن أن يتسبب بالخطأ..
أحيانا كثيرة يتسبب خطأ الطبيب بموت المريض، وهنا لا يمكننا التعاطي مع هذه المأساة إلا بحذر شديد حتى لا نظلم الطبيب، وكي لا نضيع حق الضحية، لأن هذا الامر لا يؤخذ بمباشرة انفعالية شعواء، عبر ردة فعلٍ قد تكون ناتجة ع شحنة عاطفية، لا ترتكز الى واقع ولا تستند الى يقين، هنا يجب تكليف من له علم بهذا الامر والبحث بهدوء وموضوعية عن التفاصيل تمهيدا لاتخاذ موقف يرتكز الى العدالة والانصاف..
وقانا الله شر التطرف في المواقف التي يغني فيها التروي والهدوء.
|