من المتعارف عليه ، أن الدول الكبرى والقوية عادة ما يكون لديها مصالح في الدول الاخرى، وفي المناطق الاقتصادية القريبة والبعيدة على السواء .. ومن المتعارف عليه أيضاً، أن الدول الصغيرة عادة ما تقع في نطاق مصالح الدول العظمى او الدول القوية..
وتبعاً لذلك فإن وجود دولة صغيرة في نطاق مصالح دولتين قويتين، سيحرج هذه الدولة الصغيرة، ويوقعها في حيرة وبلبلة وسيفرض عليها الوضع الصعب أن تدفع ضريبة الجغرافيا وتبعات الموقع.. وهنا تبرز أهمية الديبلوماسية، في التوفيق بين الانتماء وبين الصداقة، خاصة وان من الطبيعي في حالة الصراع بين الدولتين القويتين نسبياً، أن تمتاز الدولة التي بينهما بالحكمة والروية، وأن تكون خطواتها معدودة في مجال أمنها وسلامتها، لأن مجرد خطوة ناقصة هنا أو اندفاع هناك قد يجلب لها الويلات والكوارث.
الحذر الحذر.. من الركون الى ظواهر الامور فما يبدو ساكناً هنا قد تهب عليه رياح المصالح فيهيج ويعصف.. وما يبدو عاصفاً قد يلين ويهدأ..
وهنا لا بد من اتباع القاعدة الفضلى في الديبلوماسية: اكره عدوك هونا ما عسى أن يصير صديقك يوما ما واحبب حبيبك هونا ما عسى أن يصير عدوك يوما ما..
|