من حقنا نحن الكويتيين أن نفخر بحضارتنا، وما نحن عليه وما ننفرد به، ونمتاز بأدائه.. رغم أننا دولة صغيرة، من حيث الحجم السكاني والمساحة الجغرافية، فإننا نقوم بأعمال ومساهمات في محيطنا العربي والاسلامي..
ولسنا بصدد تعداد ما قمنا نحن الكويتيين بتقدميه لاخواننا العرب والمسلمين، ولا لشيء إلا لأننا لا نحب أن نمنن على الاخرين، أو أن نتسبب بالاحراج المعنوي لأحد.
فالكويت، مثلاً امتازت عن غيرها من بلاد العرب والاسلام، أنها بادرت إلى اصدار المجلات المتخصصة والمتنوعة، ثم راحت توزعها بالمجان تقريبا في البلاد العربية في اطار نشر المعرفة والوعي الاجتماعي، ومساهمة منها في العمل على دفع الانسان العربي الى المطالعة والقراءة من حيث أن العرب هم أقل شعوب الار اهتماماً بالقراءة والمطالعة.
ومن جهة اخرى نرى كيف أن دولة الكويت انشأت صناديق مالية لمساعدة الدول العربية والاسلامية لكي تستطيع هذه الشعوب ان تصمد في عالم متوحش في ظل غطرسة المال وتعسف الدول العظمى الغنية فاحشة الثراء.
هذا من جهة الدولة والهيئات الرسمية، أما من جهة الافراد فإن عطاء المقتدرين منهم بالغ الاهمية وواسع الاثر وذلك لأن «الناس على دين ملوكهم» كما جاء في القول المأثور، وهنا نذكر مبادرات أمير البلاد المفدى الذي كان ولا يزال القدوة الحكيمة لمواطنيه، حين شمل اهتمام سموه اطفال سورية فاغدق عليهم من سخائه، ما ساهم في حياة الكثيرين في البلاد المنكوبة، ومسح دمعة يتيم او اقال عثرة مهجر.
نعم عطاء الكويتيين خالص لله والانسانية لأنهم لا يفعلون ذلك من أجل كسب اراض ومستعمرات ولا من أجل هيمنة وبسط نفوذ، حتى انهم لا يمهدون لوجود أسواق ولا لانشاء ميليشيات يفعلون ذل انطلاقا من قوة الخير في نفوسهم وفي ارادة الحياة لبني البشر الذين عصفت بهم الفتن وهجرتهم الحروب.
لهذا نحن نفخر ونعتز بأننا نفهم الحضارة على انها اساس قيمٌ انسانية وبنيان اخلاقي وليس مجرد طريق او ساحة عامة او ملاعب رة قدم وما الى ذلك.
هكذا نفهم الحضارة وهكذا علمنا سمو الامير المفدى أن العمل الانساني هو خلاصة الحضارة وان بناءها المادي يأتي في الثانية من مراتب الاهتمام.
|