أبدع السوريون في تركيا في إيجاد حلول لمشاكل غربتهم عن طريق مجموعاتهم على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" والتي تضم السوريين عموما حتى انه تم تشكيل مجموعات لكل مدينة على حدا، وأصبح هناك مجموعات للسوريين تضم سكان كل حي في اسطنبول على حدا.
تلك المجموعات ساعدت السوريين كثيرا على التأقلم مع الحياة الجديدة والصعبة التي فرضتها عليهم ظروف الهجرة واللجوء وحاجز اللغة الذي يقف في مواجهتهم في هذه البلاد.
تأجير بيوت.. شراء المفروشات المستعملة.. دورات تعليم اللغة.. الدروس خصوصية.. خدمات مختلفة للباحثين عن الهجرة.. للراغبين بتأمين الأوراق الثبوتية التي فقدوها في رحلات هجرتهم..
لا ينكر أي سوري الفائدة التي يحصل عليها من هذه المجموعات سواء في رحلته لاستئجار منزل أو البحث عن لوازمه المنزلية والالكترونية وحتى أوراقه اللازمة له من جواز سفر أو شهادات أو طرق للتواصل مع أهله في داخل وخارج البلاد.
النساء السوريات أبدعن أيضا في هذه الناحية فقد شهدت المجموعات النسائية إقبالا شديدا من قبل السوريات اللواتي جمعت بينهن ظروف الهجرة واللجوء في تركيا، فكانت تحرص فيها السوريات على ضمان الثقة بكل من تنضم لهن على قدر المستطاع، وتحولت هذه المجموعات الى وسيلة بينهن للتشاور في الأمور التي تهم النساء ويستفدن منها ويعقدن فيها صفقات بيع لمستلزمات بيوتهن الفائضة أو يعرضن إنتاجهن من الأطعمة أو المشغولات اليدوية وتجارتهن أيضا.
الكثير من الفائدة ..الكثير من النصح والمشورة .. الكثير من الخدمات .. قدمتها هذه المجموعات للسوريين المقيمين في تركيا وقد تبعتها مجموعات كثيرة للسوريين المقيمين في أرض الغربة كأوروبا والبلاد العربية وأستراليا والأمريكيتين.
وظهرت أخيرا خدمة جديدة وهي خدمة الزواج السوري السوري بعد أن فرقت المسافات أبناء الوطن الواحد والذي ما زال يرى في زواجه من بلده نوعا من الأمان الذي تمنحه عادات وتقاليد وثقافات وظروف واحدة.
الزواج عبر "فيس بوك" هو الوسيلة التي ابتكرتها النساء السوريات بأيديهن الآمنة بعد أن كثر تجار الفضاء الوهميين، و فيها تضع الأمهات أو الصبايا معلوماتهن لدى رئيسة المجموعة أو مؤسستها والتي غالبا ما تكون معروفة لدى الأغلبية واهل للثقة ومن ثم تستطيع أن تقدم المعلومات للنساء الأخريات الراغبات بتزويج أولادهن من بنات بلدهم ليكون اللقاء بعدها على برنامج السكايب بعد أن كانت هذه الأمور كلها تدار بشكل شخصي.
ما تزال الحرب السورية تقدم الأفكار والحلول وتبتكر الوسائل بوتيرة توازي ما تقدمه من دماء وآلام ومصائب ومصاعب لشعب ما.
بقلم عبير النحاس
|