Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2015-08-24 13:32:51
عدد الزوار: 4425
 
لو ...
 
 

عارف شاب محب للحياة بشكل جنوني حتى انه يكاد ان يطير ، لشدة شغفه في الحياة ..لما لا.. وهو شاب لم يكمل العشرين بعد..هو بطبعه نشيط .. لا يعرف ان يمشي فهو على الطريق ان لم يركض يقفز ..لا يعرف الهدوء .. يمتاز بإبتسامته الدائمة التي سرعان ما تتحول لضحكة ..يقابلك وهو يتمايل كأنه يستعد لرقصة أو لقفزة ....
في طريقه الى البيت بسيارته الكشف الجميلة ..كان كمن يتحدى كل من هو امامه ، أو وراءه ..يريد ان يمازح الجميع .. يضحك مع الجميع ، ويسابق الجميع ..حتى ذلك العريس وعروسه لم يسلما منه ..فمشى امامهما على مهل واستفزهما وفي النهاية وبعد ان كاد العريس ان يتعارك معه وقف جانبا ووقف على مقعده معتذرا فضحك العريس وكذلك العروس ورموا نحوه وردة ومشوا بعد ان لمحوا في وجهه صورة روحه النقية ..هو عارف ..هكذا يعيش ويتحرك ويتصرف ..كمجنون لا عقل يلجمه ...
وبعد ان مرت جميع السيارات المزينة خلف العروس وهو يهلل رافعا صوته كما لو انه شقيق العريس ، عاد ليكمل طريقه ..وما هي إلا لحظات حتى سمع صوت سيارة إسعاف او ما شابه .. نظر في المرآة .. وإذ به سائق سيارة اﻹسعاف يبرق له بالضوء كي يفسح له الطريق.. هنا وجد عارف من يلهو معه ، وقال بينه وبين نفسه هو حتما يستغل سيارته ليتخطاني .. لا يا صديقي لن أصدقك ..إذا أردت ان تلهو انا جاهز ..لكن سائق اﻹسعاف زاد من سرعته أكثر وبدأ يلوح ويشير لعارف بيديه كأنه يريد تأكيد جدية اﻷمر بعد ان تأكد من عدم سماح ذاك السائق الذي امامه له بالمرور ..لكن عارف بقي كما هو يتجه يمينا وشمالا يقفل عليه الطريق كلما حاول المرور يمينا او شمالا ..وبقيا على هذه الحال..عارف يمزح ويضحك ويلهو ..وسائق اﻹسعاف خلفه يصرخ وينفعل ويشتم ويغلي غضبا...لكن ما برأس عارف لم يتغير ..لكن الطريق التي سيصلان الى نهايتها ستجعل عارف مرغما على فتح الطريق ..حيث سيدخل هو في اول مفرق نحو منزله ..وما ان أعطى اﻹشارة عارف لوح بيده لسائق اﻹسعاف مؤكدا له فوزه عليه ..لكن يبدو بأن السباق لم ينته.. إذ دخل سائق اﻹسعاف الطريق نفسها التي دخلها عارف ..يا ألله انه يوم مليء بالتشوق والمرح يا لحظك التعيس يا صديقي ..هذا ما قاله عارف لذلك السائق واستمر في اقفال الطريق عليه ضاحكا ممازحا متحديا ..والسائق المسكين طوال الوقت يرفع له بيده ليفتح له الطريق ..لكن عبثا يسمع صوته أحد ...الى ان وصل عارف الى المفرق الثاني وما قبل اﻷخير ..ففعل ما فعله في المفرق اﻷول ..لكن ما أذهله ان سائق اﻹسعاف ايضا دخل المفرق الثاني ..ضحك من جديد عارف ..إلا ان ضحكته بدت مسكونة بالتساؤلات ..ماذا يحدث يا ترى هل هو جدي ذلك الرجل .. لماذا أنا أصر على اللهو معه ..
يا ألله ربما انا تماديت معه في المزاح وقبل ان يصل عارف الى المفرق اﻷخير أوقف سيارته جانبا وظل واقفا مكانه ..مر السائق الذي ﻻ وقت لديه ليقف ويوبخه ..لكن حرك يديه بطريقة ما ، أراد من خلالها ان يوحي بها لعارف بأنه أخطأ كثيرا بفعلته ..
لكنه عارف الذي سرعان ما استعاد نفسه وضحكته ..مشى على مهل يغني ويصفق كأنه يريد ان لا يضيع لحظة واحدة من هذه الحياة ...
وصل الى البيت ..رن الحرس أكثر من مرة ..ربما انه جائع ..ربما ﻷنه اشتاق كثيرا ﻷمه التي تعد الدقائق لكي تأخذه بين أحضانه ... فهو يحبها ليس فقط ﻷنها امه ..وهي تحبه حبا لا تشعر به امهات اﻷرض ..وما ان فتحت أخته الباب حتى ارتمت بين أحضانه وهي تبكي والخوف يتملكها والحزن يسكنها ..ما بك أختي قولي ماذا حدث ..فأجابته بصوت يخنقه اليأس .. لقد وقعت أمي من على الشرفة .. ولم نستطع تحريكها ﻷنها وقعت على رأسها ..وقالوا لنا لا تحركوها كي لا تؤذوها ..فهذا عمل خاص يقوم به المختصون ..لكن يا أخي سيارة اﻹسعاف تأخرت كثيرا .. وعندما أخذوها بدا اليأس في عيون المسعفين ..انا خائفة كثيرا يا أخي ...عارف في هذه اللحظة تاه ضاع ..ما عاد يعرف ماذا يفعل ..وسألها بصوت يخنقه البكاء والصراخ ..آتقصدين بأن اﻹسعاف الذي جاء قبل قليل هو الذي أخذ امي الى المستشفى.....؟  فسقط أرضا .. صارخا بصوت ليس له .. كأنه استعارة قوة البحر ...وطار بسيارته الى المستشفى..سيارته الجميلة هي نفسها التي كانت قبل دقائق امام سيارة اﻹسعاف ..تؤخر وصولها بجهل قاتل أحمق ..  لكنه وصل الى المستشفى ليتأكد من ان امه قد غادرت الحياة .. وقال لهم الطبيب ..تأخرنا في الوصول إليها ..للأسف ..سامحونا ...
بقلم اريج سلمان

Addthis Email Twitter Facebook
 
 
 
 
 
أخبار ذات صلة
 
Al Mustagbal Website