عندما تكون في المكان الخاطئ وترى نفسك محقا ..
تبدو كمن يقف أمام المرآة ويسرح شعر سواه ، وقبل أن يمشي يبتسم ويرفع بيده لمن لا يعرف ....!!!
حقا تلك مهزلة وحالة مرضية بحتة حتما تحتاج لكمية كبيرة من العلاج الدقيق .
وأن تحبط وتشعر بالملل والفراغ ﻷنك قمت بكل شيء في الحياة من بسط وفرح ولهو وسعادة وتقرر اﻹنتحار ، في الوقت الذي نرى به التعساء في اﻷرض يعيشون كما القطط في شوارع اﻹنتظار ، ويسقون كما الكلاب ، ويبقون على أمل بأنها ستفرج يوما ما ، وستعود الحياة بكامل أدواتها لهم .. فتلك هي الغرابة التي تحتاج لمن يحللها ويفككها كي نفهمها نحن أصحاب العقول الصغيرة .
وأن تصبح ارهابيا ايها الجاهلي .. أيها اﻷحمق الكافر الغبي .. تذبح وتسبي وتحرق وتدمر كي تفوز بجنة عرضها السموات واﻷرض ربما ان تمحصنا جيدا ، ان فتلنا .. برمنا .. ودققنا لوجدنا لك العذر ، وأكثر ما يشفع لك مستواك الفكري واﻷخلاقي .. لكن ان تفعل هذا فقط ﻷنك لا تريد الروتين في حياتك ، وتترك اهلك ووطنك وأصدقائك فقط لكي تعيش لذة الغرابة والتشوق فهذا ايضا ما يحتاج لتحليل وتفكيك ومن ثم الى براهين كي نتأكد انك لا تمزح .
فباﻷمس وبعد ان سمعنا أغرب الغرائب عن أجانب زحفوا من كل بلاد العالم المتحضر المتطور الراقي الى بﻻدنا ليلبوا نداء الجهاد ، وليشاركوا في عملية بناء دولة الخلافة ، دولة اﻹلغاء لكل ما هو إنساني ، أعلن تنظيم داعش خبرا جديدا مفاده،  أن مواطناً أميركياً نفذ تفجيراً انتحارياً ضد القوات العراقية قرب مدينة بيجي شمال بغداد ، الخبر الذي وقع كديناصور في فنجان شاي ، نعم من سيصدق اﻷمر وكيف سنصدق اﻷمر ، وبعد ان هبت التساؤلات وتلتها اﻹجابات الغير مؤكدة جاء بيان التنظيم اﻹرهابي ليقول، «تقدم الأخ أبو عبدالله الأميركي بسيارة رباعية الدفع محملة بالمواد المتفجرة، لينغمس ويمتزج وينصهر ويفجر نفسه في ثكنات الجيش» جنوب غرب بيجي التي تبعد 200 كلم شمالي بغداد. وقام التنظيم بنشر صورة قال إنها للانتحاري الأميركي، وبدا فيها ملتحيا حليق الشارب، ويغطي رأسه بقطعة قماش لونها بني فاتح، وخلفه علم التنظيم اﻷسود .
والتفجير الذي نفذه الانتحاري الأميركي المبارك بإعتقاده..  هو واحد من 4 هجمات انتحارية أعلن التنظيم تنفيذها، في محيط بيجي، عبر انتحاريين طاجيكيين وآخر عراقي.
وكان التنظيم أعلن في الثالث من مارس أن أميركيا باسم «أبو داوود الأمريكي»، نفذ تفجيراً انتحارياً قرب تكريت التي استعادتها القوات العراقية مطلع أبريل.
وما يجعلنا نرتدي دهشتنا أكثر وأكثر ، هو ان التنظيم استقطب أيضا وأيضا الآلاف من المقاتلين الأجانب إلى صفوفه،وهذا ايضا ما أثار قلق حكومات بلادهم من عودتهم إليها لتنفيذ اعتداءات ، قد تجعلهم يحتاجون للكثير من الصلاة ليشفوا من تبعياتها المريرة.
إنهم اﻷجانب إن فرحوا انتحروا .. وان يئسوا بأسوأ التنظيمات القاتلة للحياة التحقوا ...فإلى اين نهرب منهم..
انه وجه الحضارة اﻵخر ..الذي  لطالما تغنوا به ورقصنا نحن مصدقين .
بقلم:  نعيمة المقدسي