تدريبات لـ"الناتو" هي الأكبر منذ عقود في أوروبا
أوروبا - قيادة القوات البرية الأميركية في أوروبا أعلنت أن "الناتو" يجري حاليا تدريبات مشتركة تعد الأكبر لسلاح الجو وقوات المظلين في أوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة.
القيادة، وفي بيان لها أوضحت أن تدريبات "Swift Response 15" بمشاركة أكثر من 4800 عسكري من 11 دولة (بلغاريا وبريطانيا وألمانيا واليونان وإسبانيا وإيطاليا وهولندا والبرتغال والولايات المتحدة وفرنسا) انطلقت يوم السبت الماضي وستستمر حتى 13 سبتمبر/أيلول.
بيان القيادة أكد أن التدريبات تستهدف زيادة قابلية القوات للعمل المشترك وإظهار قدرات الحلف على نشر قواتها بسرعة واتخاذ خطوات عاجلة للحفاظ على أوروبا القوية والآمنة.
ومن المقرر أن تبلغ فعاليات التدريبات ذروتها يوم 26 أغسطس/آب الجاري، عند تنفيذ عمليتين لإنزال قوات مظلين في ميداني هوهنفلس (ألمانيا) ونوفو سيلو (بلغاريا)، إذ ستشمل كل عملية إنزال أكثر من ألف عسكري وآليات قتالية.
في المقبال، وحدات من القوات البحرية الروسية والصينية تبدأ اليوم المرحلة الثانية من مناورة "التعاون البحري 2015" في بحر اليابان قبالة الساحل الروسي.
المرحلة الأولى من هذه المناورة جرت في شهر مايو/أيار الماضي في البحر المتوسط.
فعاليات المرحلة الثانية التي تنفذها 20 بارجة بحرية روسية وصينية بمشاركة طائرات ومشاة البحرية، تتضمّن تنفيذ أعمال الدفاع المضاد لطائرات وغواصات وسفن العدو الافتراضي وأعمال الإبرار البحري.
ويشهد الغرب الروسي أيضا في نفس الوقت مناورات عسكرية بينها مناورة "التعاون 2015" بين روسيا وحلفائها من أعضاء منظمة الأمن الجماعي: أرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزيا وطاجيكستان. وتجري هذه المناورة في منطقة بسكوف في الفترة بين 22 و28 أغسطس/آب.
وفي شهر سبتمبر/أيلول تبدأ مناورة "الأخوية السلافية 2015" الروسية البيلاروسية الصربية المشتركة على شواطئ البحر الأسود.
وفي سياق متصل، كانت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي كارمن روميرو قد أكدت أن روسيا خططت لتدريبات في عام 2015 تفوق ما خطط له الناتو من التدريبات بـ10 مرات.
هذه التصريحات للمتحدثة باسم حلف "الناتو" جاءت في معرض تعليقها على تقرير لـ"شبكة القيادة الأوروبية" حمل عنوان "الاستعداد للأسوأ: هل تزيد التدريبات العسكرية لروسيا وحلف شمال الأطلسي من احتمال وقوع حرب في أوروبا؟"، قالت فيه هذه المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها إن "روسيا تستعد لنزاع مع حلف شمال الأطلسي، والحلف يستعد لمواجهة محتملة مع روسيا".
روميرو إنتقدت تقرير المنظمة البريطانية قائلة: "إن تقرير شبكة القيادة الأوروبية وضع خطأ تدريبات "الناتو" وروسيا على مستوى واحد. والواقع أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت عن أكثر من 4000 تدريب في العام الجاري، أي أكثر بـ 10 مرات من عدد التدريبات التي خطط لها الناتو وحلفاؤه في العام نفسه".
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في الـ31 من يوليو/تموز الماضي أن حلف شمال الأطلسي رفع عدد تدريباته قرب حدودها من 95 في العام إلى 150، فيما تضاعفت طلعات طائراته الاستطلاعية 9 مرات.
وكان رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف أعلن في أبريل/نيسان الماضي عن "زيادة حادة" في نشاطات الناتو العسكرية قرب الحدود الروسية، مشيرا إلى أن عدد تدريبات الحلف في العام الماضي زاد 1.8 مرة مقارنة بمؤشرات السنوات الماضية، كما زادت كثافة طلعات الطيران التكتيكي والاستطلاعي على طول الحدود الروسية مرتين، وتضاعفت طلعات طائرات الإنذار المبكر 9 مرات.
المتحدثة باسم "الناتو" أكدت في بيان أن "تدريبات الحلف العسكرية لا تؤدي، بحسب ما تشير التقارير، إلى زيادة احتمال الحرب في أوروبا"، مضيفة أن التدريبات "تقام ليكون لها تأثير معاكس تماما، لتعزيز الأمن والاستقرار في أوروبا في مواجهة تصاعد العدوان الروسي".
هذا التقرير ركّز على مناورتين كبيرتين، الأولى مناورة التحقق من جاهزية القوات المسلحة الروسية في مارس/آذار، والثانية سلسلة تدريبات الحلفاء في درع الناتو في يونيو/حزيران، وخلص إلى أن "هذه وتلك التدريبات أظهرتا أن الجانبين درسا الإمكانات المحتملة لدى بعضهما البعض، وبحثا نظريا خططا للحرب".
"شبكة القيادة الأوروبية" دعت في تقريرها حلف "الناتو" وروسيا إلى تعزيز الاتصالات بينهما بشأن التدريبات، إضافة إلى مناقشة فوائد ومخاطر تزايد أعدادها، حاثة إياهما على بدء عمل نظري في أقرب وقت تمهيدا لتوقيع معاهدة تضع حدا لنشر أنواع محددة من الأسلحة. "/المستقبل/" انتهى ل . م
|