مواطنون في الشارع وتضارب مع القوى الأمنيّة

لبنان - لا يزال ملف النفايات التي تكدّست في الشارع اللبناني مدار بحث بين الوزراء وإحتجاج بين المواطنين.
وفي جديد الملف، فقد أعلن وزير البيئة اللبناني إرجاء عملية فض العروض لمعالجة أزمة النفايات الى الثلاثاء، قائلا: "الثلاثاء المقبل ستجتمع اللجنة الوزارية مجددا ونأمل في ان نصل إلى ما يرضي الضمير واللبنانيين جميعا في ملف النفايات، وقد أرجأنا عملية فض العروض لمعالجة أزمة النفايات إلى الثلاثاء حفاظاً على الشفافية وعلى مصلحة المواطن".
وفي مؤتمر صحافي من مجلس الانماء والاعمار في بيروت، أضاف: "إذا أردنا تتويج عملنا بإنجاز واضح فعلينا ان نكون واضحين وملتزمين، إذ اننا نعالج اليوم مشكلة المناقصات وكارثة وطنية تطال الجميع". وأشار إلى ان "هناك 3 شركات إستشارات دولية ونحن نؤمن أن لهولاء الأشخاص أدوارهم على الصعيد الفني".
المشنوق شدد على انه "لا يجوز أبدا المساواة بين المطمر والمكب فهناك فرق كبير بين المصطلحين"، لافتا إلى ان "للمطامر الصحية إيجابياتها وهي في كل العالم موصوفة لتحسين الأرض". وقال: "لا يجوز لأي غبي أن يساوي بين المطمر والمكب في معالجة النفايات".
في المقابل، نفذت حملة "طلعت ريحتكم" تحركاً في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، مقابل السراي الحكومي، متّهمين الحكومة بالفساد. وقد شهد التحرك إشتباكات بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي تواجدت في المكان حيث حاول المعتصمون تجاوز السياج الشائك في محاولة منهم للوصول إلى السراي الحكومي، فحصل تضارب بينهم وبين العناصر الأمنيّة والتي لجأت رشّهم بخراطيم المياه في محاولة منها لتفرقتهم.
القوى الأمنية قامت بإعتقال عدد من المتظاهرين الذين أكدوا أنهم يتجهون إلى التصعيد في ظلّ تقاعس الدولة عن القيام بواجباتها.
وفي ملفّ النفايات أيضاً، موظّفو وعمال مرفأ بيروت علّقوا إضرابهم التّحذيري، الّذي كانوا قد بدأوه صباح  الأربعاء وكان مقرراً أن يستمرّ لمدّة يومين، وذلك بعد الوعد الّذي أطلقه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام بعدم وضع أي نفايات في هذه المنطقة، بعد اتصال تلقاه من وزير الصحة وائل أبو فاعور.
ورئيس نقابة الموظّفين في المرفأ بشارة الأسمر أنّ "تعليق الإضراب لا يعني إلغاءه"، محذّراً من أنّ "أي عودة عن القرار ستؤدّي إلى إقفاله من جديد".
وكان الموظّفون قد بدأوا اعتصامهم احتجاجاً على بدء التحضيرات لتجميع النفايات، ما يؤثر سلباً ومباشرة على صحة العاملين في المرفأ، لاسيما الأمن الغذائي ككلّ داخل المرفأ.
من جهته، وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني آلان حكيم زار المرفأ واجتمع مع الموظفين، حيث أكد أنه سيقوم بـ"خطواتٍ عملية للتصدي لهذه الكارثة البيئية التي تنعكس أولاً على صحة المواطن، وثانياً على الدورة الاقتصادية".
بري: لا للإستمرار بسياسة إدارة الظهر
في ظلّ الجمود السياسي الذي يشهده لبنان على صعيد الملف الرئاسي وعمل الحكومة ومجلس النواب، دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الى "رؤية النصف الملآن من الكوب اللبناني".
بري قال: "على الرغم من استمرار عدم الاستقرار السياسي والشلل الحاصل في المؤسسات، فإن لبنان هو الافضل في المنطقة على صعيد الوضع الامني. واذا كان اللبنانيون قد نجحوا في هذا المجال، فلماذا لا يستكملون نجاحاتهم على مستوى تأمين مصالح الناس وأمور معشيتهم وتسيير عجلة الدولة؟".
ونقل النواب عن بري بعد لقاء الأربعاء النيابي الأسبوعي في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، قوله ان لا جديد على مستوى الاتصالات المتعلقة بالخروج من دائرة التعطيل المستمر، وانه "لا يجوز استمرار سياسة ادارة الظهر في ظل هذا الوضع والازمات التي تصيب الاقتصاد واحوال الناس".
بري أضاف: "إذا لم ننجح حتى الآن في معالجة الازمة السياسية، فعلينا على الاقل الالتفات الى ما يصيب لبنان من أضرار على المستوى الاقتصادي والمالي، وما يفاقم الازمات المتعلقة بالملفات الحياتية والاجتماعية والبيئية".
الحديث في اللقاء تطرّق الى ملف النفايات وتداعياته، ونقل النواب عن بري تأكيده أنه يأمل في ان تكون الامور اليوم قد وضعت على سكة الحلول، داعيا الى معالجة هذا الملف بصورة جذرية.
وحول الوضع والحراك في المنطقة، قال ان "مدخل او بداية حل ازمات المنطقة قد تكون اشارته من اليمن، وهو ما سيؤدي الى انفراجات على مستوى الملفات الاقليمية العالقة". "/المستقبل/" انتهى ل . م