المانيا - الهجوم الإرهابي الاخير في فرنسا أظهر أن أوروبا مهددة فعليا، ويمكن أن تضربها الهجمات الإرهابية في أي وقت. "نهج جديد صارم في التصدي للإرهاب"، هذا ما وعد به وزير الداخلية الفرنسي، بعد الهجوم الإرهابي على مجلة "شارلي إيبدو" وعلى مواقع يهودية في باريس مطلع العام الجاري، كما وعد بتعزيز قوات الأمن من حيث العدة والعدد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى وعد بتكثيف المراقبة وتوعد بتشديد العقوبات.
فرنسا وبلجيكا والدنمارك تعرضت لهجمات هذا العام وتبدو أوروبا كلها مهددة، كما يرى خبراء أمنيون. ومنذ اعتداءات أيلول 2001، تعرضت القارة لعدة هجمات إرهابية كبيرة أشهرها اعتداء مدريد 2004، يومها سقط 191 قتيلا، وفي لندن 2005 حيث سقط 56 قتيلا. ولكن ألمانيا بقيت حتى الآن شبه محصنة من الهجمات الإرهابية، باستثناء محاولات بسيطة تم كشفها قبل وقوع الاعتداءات.
وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزير تحدّث عن وجود "مخاطر جدية"، ولكنه أضاف "ليس هناك أي سبب لرفع حالة التوتر"، ثم أردف الوزير: "لا يمكنني إعطاء المواطنين في ألمانيا ضمانا بعدم وقوع مثل هذه التفجيرات" في بلدهم.
بدوره، الخبير في شؤون الإرهاب البروفيسور بيتر نويمان، رأى أن ألمانيا غير بعيدة عن مثل هذه الأعمال الإرهابية: "ليس كل يوم ولا كل أسبوع، ولكن في المستقبل سنرى المزيد من هجمات مشابهة. ليس في فرنسا فقط، ولكن في ألمانيا أيضا ودول أوروبية أخرى، حيث يوجد العديد من المتطرفين المؤيدين لتنظيم الدولة الإسلامية".
من جهته، إستطلاع حديث أظهر تراجع الشعور بالأمن لدى المواطنين الألمان مقارنة بالعام الماضي. وأوضح الاستطلاع الذي أجراه معهد "إمنيد" لقياس مؤشرات الرأي في ألمانيا بتكليف من صحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية، أن "54 % من المواطنين الألمان لا يشعرون بأنهم محميون من الأعمال الإجرامية بقدر كاف". يذكر أن "النسبة بلغت 47% العام الماضي".
وفي المقابل انخفضت نسبة الأشخاص الذين يشعرون بالأمن من 48% في العام الماضي إلى 43 % في استطلاع هذا العام.
ودعا 69% من الأشخاص الذين خضعوا لهذا الاستطلاع لزيادة حضور قوات الشرطة في الأماكن العامة، ولكن لم يرغب 28 %منهم في ذلك. يشار إلى أن هذا الاستطلاع شمل 501 من المواطنين الألمان.
يذكر أن هناك ارتفاعاً في جرائم السطو والسرقة في ألمانيا خلال العام الماضي، وفي المقابل انخفض عدد أعمال العنف. "/المستقبل/" انتهى ل . م