في اللوحة المعلقة على الجدار ..اللوحة المبهمة الحرة.. ترك الرسام لنا فيها حرية اﻹختيار ..انه الفن الرائع الذي يشارك فيه المتلقي الفكرة ويكمل المعنى على طريقته.
خمسة أشخاص هناك ..قال اﻷول في اللوحة شجرة خريفية يائسة تحكي حال امرأة تذبل بغياب غيم الحبيب الذي مشى الى المكان اﻷخر ..انظروا الى اقدامه كيف رسمها بإتجاه آخر .. ولا اوراق حتى صفراء على اﻷرض وهو غياب اﻷمل ....
قال الثاني في اللوحة أرى المرأة العنيدة ، التي هزمت الريح وبقيت واقفة ، ورغم السيول التي أخذت كل اوراقها الخضراء والصفراء ...
قال الثالث انا ارى اﻷمل والجمال ونعومة الداخل .. انظروا الى الروح بعد تخلت عن كل قشورها كيف هي شفافة ناعمة وخلابة .. وتبدو وكأنها تنتظر حبيبها لترتمي بكامل تعبها بين أحضانه ...
قال الرابع لا اعرف لماذا لا أتفق مع اي واحد منكم .. انا رأيي يختلف عن جميع ارائكم .. انا أرى عجوزا في آخر أيامه يريد ان يمشي الى قبره على قدميه .. انظرو كيف رسم باﻷوراق طريقا نحو نهايته الجميلة ..
هنا وقف الخامس حائرا تائها وقال بصوت يسكنه التردد .. أنا أرى بأن ننتظر ليصل ذاك الرسام ومنه نسمع رأيه ..ونرى بشكل افضل ما كان يدور في رأسه تلك اللحظة المشؤومة ..وما هي الا دقائق حتى وصل ذاك الفنان ، حيث بدا بشعره المنفوش ولباسه المنكوش شبيها تمام لتلك اللوحة الغريبة المتعددة الوجوه .. وما إن سألناه عن ما يريد قوله من لوحته ..حتى اتنفض كالمجنون وقال بصوت يشبه الرعد .. انها السؤال ...
السؤال ...!!؟؟؟ هكذا نحن صرخنا بصوت واحد ..فأجاب نعم انها لوحة السؤال الذي ظل واقفا بلا جواب لم نقل شيئا ..ومشينا بلا اي كلمة .. بخجل وأسف كبيرين ..كيف لم نعرف ...
|