في الوقت الذي بتنا نصدق فيه بأننا جثثا لموت قادم .. لموت آخر ربما ليس موتنا ...
وبأنه ليس من حقنا ان نحيا .. وبأن هزائمنا هي امر الهي ولا علينا ان نعصي الله .. وتقبل الهزائم هو رضا بقضاء الله وقدر ...
في هذا الوقت الذي تغير فيه كل شيء من افكار الناس ..من اطباع الناس .. من حركات الناس ومزاجاتهم الغريبة ..نجد بأنه هناك في مكان آخر من لا يزال يرفض فكرة الخضوع وفكرة توزيع الموت بالجملة وبالمجان على الناس اﻷبرياء الذين لا يريدون سوى العيش بسلام بجوار اهلهم في اﻹنسانية ...
ففي بريطانيا مثلا .. تلك البلاد البعيدة جغرافيا عن الفكرة .. حيث لا يصل الى هناك رائحة الدم .. ولا غيوم الدخان اﻷسود القاتم .. ولا صراخ اﻷطفال من جوع او الم او خوف .. في تلك البلاد البعيدة اجتمع ما لا يقل عن ثلاثين ألف مواطن .. بكامل حريتهم واستقلالهم وقرروا ان يوقعوا على عريضة يطالبون بها حكومتهم بإعتقال عاشق الدم والموت ومحطم اﻷرقام القياسية بإرتكاب المجازر البشعة بحق اﻹنسانية بنيامين نتانياهو. وهذا اﻷمر ليس بغريب و قد يحقق شيئا من الممكن الصعب  المستحيل .. إذ يجيز القانون في تلك البلاد تحقيق هكذا مطالب لكن على ان يتعدى عدد الموقعين ليصل الى مئة ألف شخص ...
إذا اﻷمال جميعها تتجه الى زيارة نتانياهو الشهر القادم الى بريطانيا .. وسيتم العمل بشكل دؤوب لجمع العدد المناسب من التوقيعات التي تسمح بتحقيق الفكرة وهي اعتقال رجل الدم والموت فور وصوله الى المطار ..
الى ذلك اليوم يأخذ الحلم كل فضائه ليطير كما يشاء ..
وهل لنا نحن العرب سوى الرهان على ايدي اﻷخرين للوصول الى اهدافنا الصعبة .