الله وحده كان يعلم ما يدور في رؤوس الإرهابيين، وهم يجهزون وسائل القتل وآلات الدمار، ويعدون العدة للانقضاض على الآمنين..
لا يمكن للخيال أن يتصور الحالة لو قُيّضَ لهم أن يحققوا مآربهم الشيطانية بعد أن يتم لهم قتل من يقتلون، وتمزيق البشر بالمتفجرات ونثر الأشلاء هنا وهناك..
ماذا لو نجحوا في ايقاض الفتنة وتمكنوا من اشعال فتيل الطائفيةـ وراح الأخ يقتل أخاه والجار ينتقم من جاره دون ذنب ارتكبه ولا خطأ اقترفه..
ماذا لو تمكنوا من فتح الطريق أمام الأفاعي البشرية، وخرجت هذه الافاعي من حجورها وأوكارها، لتقضي على أي أمل بمستقبل وعلى كل لحظة سلام في حاضر مطمئن...
ماذا لو قيض للتطرف أن تكون له المبادرة في قطع الرؤوس واغتصاب النساء وإعادة عصور الرق، واحياء الجاهلية، ولكن بدون فضائلها ..
ماذا لو اشاعوا الرعب والخوف، وقتلوا في النفوس الأمل وقضوا على التسامح والمحبة والتآلف، وفرطوا العقد الاجتماعي، فلا يعود لنا مكان نأوي اليه ولا سكن نلوذ به..
إنه كابوس رهيب يحضر في كل مرة نتحدث فيها عن الارهاب يحضر مائلاً أمامنا، ولكنه لم ينل من عزيمتنا، ولم يَفلَّ من رباطة جأشنا، لأن لنا إرادة قوية في الحياة الكريمة، ورغبة عارمة في بناء وطننا ودولتنا، وعندنا حكومة واعية، ووزارة داخلية يقظة وقوى امنية متمكنة،والله ناصرنا على أعدائنا.
الكويتيون مدعون لليقظة كذلك الاعلام الكويتي، مدعوا ايضا للصبر واللجوء الى الحكمة، كي نحقق الانتصار على أنفسنا فلا تقودنا الغرائز، ولا يستفزنا الظن، ولا تقودنا ردات الفعل، فيعاقب بعضنا بعضاً بلا ذنب أو جريرة. وأن لا نطلق العنان لشهوة الانتقام فيقودنا ذلك إلى ما يتمناه الإرهابيون .
وأن نظلَّ يداً واحدة دائما وأبداً كما كنا بالأمس القريب من أجل الكويت الغالية..
|