انهاء القطيعة بين واشنطن وهافانا فتح ابواب الأخيرة للعالم
نصف قرن من القطيعة السياسية بين الولايات المتحدة وكوبا انتهت أمس الاول بافتتاح السفارة الاميركية في كوبا واعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. علاقات اعادت كوبا الى الساحة السياسية والاقتصادية والثقافية بقوة بعد ان فتحت واشنطن أبواب العالم أمامها، فبدأت تشهد اقبال عالمي كبير على السوق الكوبي للاستثمار فيه بعد فك الحصار الاميركي عنه.
بالطبع الكويت لم تكن بعيدة عن هذا الاتجاه، وهي التي استبقت عودة العلاقات الاميركية- الكوبية، باتفاقات عدة آخرها كان توقيع الكويت وكوبا في 25 يونيو الماضي اتفاقية بشأن الإعفاء من تأشيرة الدخول لحملة جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة والرسمية. ويسود التفاؤل في الوسط الكويتي بتحسن العلاقات الاقتصادية مع كوبا عقب هذا الانفتاح الاميركي مع هافانا، بحسب ما أكده النائب عبدالرحمن الجيران في حديث خاص لـ"المستقبل".
اسباب القطيعة
وبالعودة الى علاقة العداء بين اميركا وكوبا والتي طويت صفحتها وباتت من الماضي بعد ان افتتح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الأول سفارة بلاده في العاصمة الكوبية هافانا رسميا ورفع علم الولايات المتحدة في الدولة للمرة الأولى منذ عام 1961، فإن علاقة العداء تلك، بدأت بعد الثورة الكوبية عام 1959، ودخول قوات فيديل كاسترو العاصمة يوم 8 كانون الثاني/ يناير 1959 ومن ثم تولي كاسترو رئاسة الحزب ودخول البلاد في العصر الشيوعي.
وفشلت الولايات المتحدة مرات عدة باغتيال كاسترو واصبحت كوبا هذه الدولة الجزيرة الصغيرة ثاني أكبر قوة مسلحة في أمريكا اللاتينية بعد البرازيل وجزءا مهما من الاتحاد السوفيتي الذي كان يشهد حربا باردة مع الولايات المتحدة.
كما شهد عام 1961، هجرة مئات الآلاف من الكوبيين لبلادهم نحو واشنطن، بعد فشل عملية غزو خليج الخنازير عام 1961 التي حاولت إسقاط الحكومة الكوبية من خلال القوة التي دربتها الولايات المتحدة من المنفيين الكوبيين مع دعم عسكري أمريكي.
حاصرت واشنطن كوبا اقتصاديا ففرضت عليها حظرا يحرم عليها المتاجرة والتعاون مع كوبا. وتولت دائرة المصالح الأمريكية في هافانا مسألة التمثيل الدبلوماسي، وتعادلها دائرة للمصالح الكوبية في العاصمة واشنطن، وكلا الدائرتين يتبعان للسفارتين السويسرية في البلدين.
اوباما يُنهي العداء
لكن عهد الرئيس الاميركي باراك اوباما، الذي شهد توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الغربية وانسحاب القوات الاجنبية من العراق وافغانستان، اراده ايضا عهدا يُسجّل فيه انه انهى قطيعة دامت نصف قرن مع كوبا، فأعلن أن الوقت قد حان للولايات المتحدة لرفع الحظر عن كوبا، مشيرا إلى أن فرض العقوبات أثبت عدم فعاليته خلال الأعوام الخمسين الماضية، لافتا الى “اننا جاران ويمكننا الآن أن نكون صديقين“.كما طالب اوباما الكونغرس الأمريكي بإلغاء الحظر التجاري المفروض على كوبا وتبع ذلك جولات عدة من المفاوضات حول فتح السفارتين المتبادلتين. وعملت الولايات المتحدة على تخفيف التقييدات التجارية بين البلدين وحلت مشكلة تمويل قسم رعاية المصالح الكوبية في واشنطن (جهة تمثل مصالح هافانا في الولايات المتحدة حاليا)، بالإضافة إلى شطب كوبا من قائمة الدول الممولة للإرهاب.
|