سوريا - مجموعات إسلامية وقوات موالية للنظام في سوريا توصّلت الى وقف لاطلاق النار لمدة 48 ساعة في عدة مدن تشهد معارك بشمال غرب البلاد على طول الحدود مع لبنان، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
المرصد، أضاف ان وقف إطلاق النار في الزبداني، آخر معقل للمعارضة السورية على الحدود اللبنانية السورية، بدأ عند الساعة 6،00 (3،00 تغ). وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "حصل إتفاق على وقف لاطلاق النار لمدة 48 ساعة في الزبداني والفوعة وكفريا". وأضاف ان "الاتفاق وقعه مقاتلون من تنظيم احرار الشام ومقاتلون محلوين من جهة وحزب الله اللبناني من جهة اخرى".
يشار الى ان الفوعة وكفريا هما بلدتان شيعيتان في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، وهما آخر بلدتان لا تزالان تحت سيطرة النظام في المنطقة ويحاصرهما مقاتلو المعارضة. كما أوضح عبد الرحمن ان مفاوضات تجري من أجل إنسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني وكذلك رفع الحصار عن الفوعة وكفريا.
العفو الدولية تتهم النظام بإرتكاب جرائم حرب
وفي سياق آخر، منظمة "العفو الدولية" اتهمت النظام السوري بارتكاب "جرائم حرب" في الغوطة الشرقية ضد المدنيين المحاصرين، محذرة من ان استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان. المنظمة حمّلت فصائل مقاتلة في الغوطة الشرقية مسؤولية ارتكاب عدد من التجاوزات، داعية مجلس الامن الى فرض عقوبات على جميع أطراف النزاع المسؤولة عن إرتكاب جرائم حرب في سوريا.
المنظمة الحقوقية، وفي تقرير جديد أصدرته بعنوان "تُركوا للموت تحت الحصار: جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان في الغوطة الشرقية"، أضافت ان "حصار الحكومة السورية للغوطة الشرقية والقتل غير القانوني لمدنييها المحاصرين، الذي يجري كجزء من هجوم واسع النطاق، فضلاً عن كونه هجوماً منهجياً على سكان مدنيين، يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية".
القائم بأعمال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة "العفو الدولية" سعيد بومدوحة، أشار إلى "ان توقيت ومكان هذه الهجمات يبدو منسقا بصورة متعمدة لتحقيق أقصى قدر من الضرر أو سقوط ضحايا من المدنيين، في محاولة بشعة من جانب قوات الحكومة السورية لترويع السكان". وأضاف: "من خلال قصفها مرارا مناطق مكتظة بالسكان في سلسلة من الهجمات المباشرة والعشوائية وغير المتناسبة، فضلا عن الحصار غير القانوني للمدنيين، قامت قوات الحكومة السورية بارتكاب جرائم حرب وأظهرت قسوة لا حدود لها تجاه المدنيين في الغوطة الشرقية".
والتقرير يكشف أن "الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة وخصوصا جيش الإسلام مذنبة في مجموعة من التجاوزات، بما فيها عمليات خطف واحتجاز تعسفي وقصف عشوائي". ويقول ان "استخدامها للأسلحة غير الدقيقة مثل مدافع الهاون وصواريخ غراد في المناطق المأهولة بالسكان يصل إلى مستوى جرائم حرب". و"جيش الاسلام" يُعد أبرز فصيل إسلامي مقاتل في ريف دمشق، ويتحصن تحديدا في منطقة الغوطة الشرقية حيث يقاتل قوات النظام مع فصائل أخرى. وشدد بومدوحة على ان "الانتهاكات الواسعة النطاق من جانب الحكومة السورية لا تبرر السلوك المروع لجيش الإسلام، الذي يشن الهجمات العشوائية أيضاً، ولم يوفر الحماية للمدنيين وحرمهم من الحصول على الغذاء أو الرعاية الطبية". وقال ان المدنيين ازاء هذا الواقع "عالقون في الغوطة الشرقية بين طرفين معاديين يتنافسان للحصول على مكاسب خاصة بهما". "/المستقبل/" انتهى ل . م
|