وأخيراً صار الاعلام سيفا في يد المحارب، وجيشاً في الحروب، ودخل الى البيوت بلا إذن، وفي كل مجال صار بلا طلب، صار له أدواته ومنابره، وامتلك ناصية الفضاء وسيطر على مسارب الارض مدناً وقرى وتجمعات..
نعم.. الاعلام صار مدرسة تتشكل فيها العقول ومعاهد يتقرر فيها طبيعة العقول وطرائف السلوك .
صار الاعلام كل شيء أو يكاد، صار سيفاً بحدين يمكن أن يكون عاملاً حاسما في البناء، أو وسيلة رخيصة للهدم.. إننا مدعوون للإفادة من هذا السلاح الحاسم حتى نحصن أنفسنا ضد الاخطار الوافدة من أربعة أقطار الأرض، وضد شرور أنفسنا..
فلنتخذ من الاعلام كتاب وعي لحقوق الانسان ووسيلة معرفة تقينا أوبئة الجهل والارتداد والنكوص الى الخلف وليكن اعلامنا هادفاً ومبادراً لفهم القوانين وعدالة قضاياه..
نعم نحن مدعوون لإعلاء منابر الاعلام المفضي الى الحرية الحقه والديمقراطية الحقه البناءة والهادفة الى استقرار المجتمع وانسجام الحياة فيه، وليكن وسيلة تفاهم بين السلطة والشعب، هذا يخدم وهذا يطيع فيتكامل الطرفان بعيداً عن المناكدة والكيدية، فلا يستبد قلم على قلم آخر، ونتعاطى مع مجريات الاحداث بموضوعية وحرية برعاية القوانين التي تكفل لنا هذا الحق. وبذلك نكون مؤتمنين على مصالح الناس اعلامياً في زمن طغت فيه الغرائز وصار فيه الإعلام مرتهناً لمراكز القوة وتجمعات الرأسمال، ولم تعد الحقيقة هي الهدف..
وقانا الله شر هذه البلاد وهدانا الى اعلام وطني معتدل ورصين..
|