آلاف الفلسطينيين شاركوا في تشييعه إلى مثواه الأخير

فلسطين - بعد أكثر من أسبوع على مقتل الرضيع علي دوابشة حرقاً على أيدي يهود متطرفين، توفي والده سعد متأثرا بجروحه مما يمكن ان يؤجج التوتر في الاراضي الفلسطينية.
أما والدة الطفل رهام (26 عاما) فهي مصابة بحروق من الدرجة الثالثة في كل  جسمها تقريبا وما زالت في حال حرجة في احد مستشفيات اسرائيل بينما بدأ الابن الثاني للزوجين احمد دوابشة (اربعة اعوام) بالشفاء ببطء.
أكثر من عشرة آلاف مواطن شاركوا بعد ظهر السبت في تشييع الشهيد دوابشة الى مثواه الاخير في مقبرة قرية دوما وسط صيحات تطالب بالانتقام.
والمسيرة الجماهيرية إنطلقت من مدخل قرية دوما مشيا على الاقدام باتجاه مقبرة القرية مسافة تقدر باكثر من ثلاثة كليو مترات بمشاركة الالاف من المواطنين وعشرات المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية واعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وعدد كبير من ممثلي الفصائل الوطنية الفلسطينية وممثلي الاجهزة الامنية ومدراء المؤسسات الرسمية والخاصة.
المشاركون رددوا في المسيرة هتافات تطالب بالانتقام لاستشهاد سعد دوابشة وابنه علي ابن العام والنصف، ومن هذه الهتافات "بالروح بالدم نفديك يا شهيد" و"يا شهيد ارتاح ارتاح احنا بنواصل الكفاح".
كما رفع المشاركون الاعلام الفلسطينية واعلام الفصائل خلال الجنازة التي شهدت مشاركة رسمية واسعة غابت عن الانظار لسنوات طويلة في الشارع الفلسطيني.
الجهات الرسمية في السلطة الوطنية الفلسطينية  أصرّت بدورها على تشريح جثة الشهيد في المشرحة التابعة لجامعة النجاح الوطنية لاستكمال الاجراءات القانونية والطبية لتقديم الملف الى محكمة الجنايات الدولية رسميا من قبل السلطة الفلسطينية.
حماس تتحضر للرد على الجريمة
حركة المقاومة الاسلامية "حماس" وصفت في بيان من جهتها سعد دوابشة بـ"أحد  ضحايا الإرهاب والتطرف والحقد الإسرائيلي الدفين على كل ما هو عربي وفلسطيني"، مؤكدة أن "المقاومة الباسلة في الضفة الغربية تتجهز للرد على جريمة استشهاد  الرضيع علي وارتقاء والده سيجعل المقاومة أشد حرصاً على إيلام العدو والثأر  لدماء أبناء الشعب الفلسطيني".
الناطق باسم الحركة حسام بدران دعا من جهته أهالي الضفة الغربية الى البدء بمواجهة مفتوحة وشاملة مع الاحتلال من دون انتظار قرار من أحد أو أخذ إذن من أي جهة كانت، مؤكداً أن "المقاومة في الضفة صارت حقا وواجبا وسبيلا للدفاع عن النفس"، مشيرا  الى ان "هؤلاء المستوطنين القتلة لا يردعهم الا المبادرة بالهجوم عليهم وليس  انتظارهم حتى يصلوا قرانا وبيوتنا".
الزق لـ"المستقبل": الجريمة تدفعنا للتوحد
أما محمود الزق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي فقال في تصريح خاص لصحيفة  " المستقبل ": " نحن أمام جريمة بشعة بامتياز فاقت في وحشيتها جرائم الفاشيين" معتبرا ان "هذة الجريمة يجب أن تحفزنا للسعي وبكل جدية للسير قدماً في إبراز الرواية الفلسطينية التي تؤكد بأن شعبنا هو ضحية لاحتلال فاشي لا يتورع عن حرق عائلة في بيتها بإشعال النار في المنزل والاستمتاع بمشهد الموت لسكان هذا المنزل".
الزق شدد على ان هذه الجريمة "يجب أن تدفعنا للإدراك بأن مجابهة الاحتلال تتطلب منا سعى صادق لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة حتى نتمكن من تفعيل طاقة جماهيرنا النضالية ضد هذا الاحتلال الفاشى" مؤكداً أنه من دون الوحدة الوطنية لن ننجز فعلاً نضالياً مؤثراً وناجعاً ضد الاحتلال وجرائمه.
الزق دعا ايضا الى ان تكون هذه الجريمة عنواناً نضالياً لكافة سفاراتنا الفلسطينية في العالم من حيث تظهير هذه الجريمة البشعة وضرورة تنظيم فعاليات فى أماكن تواجد تلك السفارات الفلسطينية" مشيراً إلى أن الفعل النضالي الشعبي سينفجر في وجه الاحتلال وبكافة الأشكال النضالية للتعبير عن رفض الشعب الفلسطيني  لهذه الجريمة الفاشية.
وكانت محكمة اسرائيلية مددت الثلاثاء الماضي اعتقال مئير اتينغر الذي يشتبه بأنه أوحى بأعمال العنف الاخيرة في الضفة الغربية.
وأوقف شابان آخران بعد هجوم دوما. ويشتبه بتورطهم جميعا في نشاطات متطرفة لكن لم توجه اي تهمة مباشرة اليهم بقتل الطفل الفلسطيني. "/المستقبل/" انتهى ل . م