فلسطين – مها عواودة: أثار اعتماد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) تعديلاً على قانون عملها من خلال إضافة مادة جديدة إلى قانون عمل الموظفين تحمل رقم (3.105) يسمح للمفوض العام للأونروا بوضع الموظفين في إجازة استثنائية دون راتب لمدة سنة ردود أفعال فلسطينية غاضبة .
فقد أعرب اتحاد موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في بيان له عن رفضه القاطع للقرار معتبراً ذلك انحدارًا خطيرًا يؤدي إلى تدمير المؤسسة وينذر برحيلها.
وأضاف الاتحاد "نرفض رفضاً قاطعاً أي مساومات حول تأجيل العام الدراسي ولو ليوم واحد لما له من آثار كارثية" مطالباً بإيجاد حلول لموظفي العقود المؤقتة وتثبيتهم "وليس الطرد الجماعي"، داعيًا القوى الفلسطينية واللجان الشعبية ورئاسة السلطة والمجلس التشريعي ومجالس أولياء الأمور أن يتحملوا مسئولياتهم لوقف هذا التدهور الخطير.
بدوره طالب رئيس اتحاد الموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا سهيل الهندي في تصريح صحفي المفوض العام بالتراجع عن القرار، محذراً من حيثيات هذا الموضوع وما يترتب عليها من أمور خطيرة مشيراً إلى أن قرار المفوض يمهد لقرارات أكبر وأخطر كموضوع تأجيل العام الدراسي، واصفاً إياه بالطامة الكبرى على الفلسطينيين في مناطق عمليات الوكالة الخمس.
تعديل مجحف
المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة أكد لصحيفة "المستقبل" أن هذا التعديل مجحف وغير قانوني بحق الموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا  وأن من شأن هذا القرار أن يؤدي إلى ضرر بالغ في الحياة اليومية لآلاف الموظفين كما سيكون لهذا التعديل تداعيات سلبية على القطاعات الثلاث التي تقدم الأونروا خدماتها لها وهي قطاع التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية".
ابو سعدة لفت الى ان "هذا القرار يأتي للأسف في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعاني منها الشعب الفلسطيني وخاصة أبناء قطاع غزة" مشيراً إلى أن مثل هذا القرار هو مقدمة لتصفية قضية اللاجئين واعتبار وكالة الغوث غير مسؤولة عن ملايين اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة وسوريا ولبنان والأردن .
وشدد على أن القرار يستوجب رداً فلسطينياً لعدم طمس قضية اللاجئين ولتبقى موجودة أمام العالم والمجتمع الدولي إلى حين تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحقيق حل عادل لقضية اللاجئين .
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أطلق نداء في بيان له لسد عجز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مناشدا "جميع الجهات المانحة التحرك بشكل عاجل لضمان حصول أونروا في أسرع وقت ممكن على مئة مليون دولار، تحتاج إليها كي يتسنى لأطفال فلسطين أن يبدؤوا سنتهم الدراسية 2015/2016 بدون تأخير".
 
أما نائبة المفوض العام لعمليات الأونروا في الشرق الأوسط ساندرا ميتشل فقد أكدت أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تواجه أزمة مالية، هي الأشد منذ سنوات وأصعب من أي مشكلة واجهتها الوكالة سابقاً. "/المستقبل/" انتهى ل . م