لاعب المنتخب المغربي لكرة القدم، ثم أستاذ بالسلك الثانوي يلتحقان بداعش..ليس خبرا عاديا، ولا حتى مزحة، بل هي الحقيقة الجديدة التي أصبح على المجتمع المغربي أن يعيها ويتعامل معها.
أن يلتحق أمي بتنظيم إرهابي كيف ما كانت تسميته: القاعدة، فجر ليبيا، طالبان، داعش..له ما يبرره، من جهل وطموح إلى المال والاهتمام، وبعض النساء..في الدنيا، أو حتى الفوز برياض الجنة والحور العين اللواتي لاشغل لهن غير إرضاء «الإنفجاريين» الذين فضلوا امتطاء كبسولة الحزام الناسف، أو السيارة المفخخة، أو السيف ذو القرنين، للالتحاق بهن، متشبهين بأناس حملتهم إلينا كتب «التراث».
يصعب تصديق أو تبرير تحول إنسان رياضي مشبع بأخلاق الرياضيين وشغوف باعتلاء منصات التتويج، وكله روح متنافسة تقبل الهزيمة كما الإنتصار إلى شبح يخيف حتى أهله ورفاقه، أو أن يلتحق مربي، أستاذ، رجل تعليم بقاطعي الرؤوس..هنا يجب أن نتوقف مكاننا..لا ندير ظهرنا، فقد نبت الخطر بيننا كالفطر السام.
ما الذي يجعل شباب مقبل على الحياة أن يقبل على الموت؟ من مداعبة الكرة إلى مداعبة القنابل، ومن أستاذ يحارب جهل الأطفال ويمحو أميتهم إلى قاتل؟ بدّل الطبشورة بالبارود، والسبورة بلوحة الرماية، ودمى التدريب برؤوس البشر.
لاعب كرة القدم بالمنتخب المغربي يهاتف أهله من سوريا، بعد أن ولج الساحة المفخخة بالألغام، ويحكي أنه في طريقه إلى النعيم..أي نعيم يا جاهل وسط القنابل؟.
وأستاذ استشاط غصبا من وزارته التي تسمى التربية الوطنية، سلك الفجاج، واقتحم الموقعة برأس فارغة، هو الآن يحشو المدافع بالديناميت ويذر البارود من قراب القتلة، كان أستاذا محترما، جار عليه الوزير، فانتقم من نفسه وأسرته، ظنا أنه بلغ الآمان..
ولو يدري؟ أي ذل سقط فيه، وأي مصير ينتظره؟، الفقر والوساخة والقتل، لا إله يقبل بعبد قذر، أن يكون من عُبّاده، فما بالك يا من كدت أن تكون رسولا؟ وأنت تتأبط رؤوسا مؤمنة حتى الإنسانية، حتما هي أفضل منك..
لا تعد.. بل مت مكانك حيث أنت، بين بقايا الجثث، وقد أدركت ولو بعد حين.. أن لا جنان للقتلة، ولا حور عين تعشق الباطشين.
الرجل من يقتحم العقبة في مخدعه، ويعارك الحياة، ويقول للظالم: أنت ظالم، لا أن يغادر إلى أرض ليست له، ولا حتى لأجداده، تحت راية خطّها قاطعي الطرق، لينشر في الأرض موتا..
أنت الآن.. لا فرق بينك وبين من أحرقوا الرضيع، تستسهلون الموت باسم «الرب» في العلا وأنتم في مكانكم الوضيع.
|