وزيرا خارجية اميركا وروسيا في الدوحة لبحث سبل حل ازمات المنطقة

ضجت العاصمة القطرية أمس بالوفود السياسية، العربية والاجنبية لبحث ملفات ازمات المنطقة، حيث استقبلت بالاضافة الى وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وزير الخارجية الاميركية جون كيري قادما من مصر، بالاضافة الى وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الذي وصلها ليل الاحد، وعقد عددا من اللقاءات.
وركزت جميع الاجتماعات الثنائية والموسعة على ضرورة حل ازمات المنطقة لا سيما ازمتي سوريا واليمن عن طريق الحوار، بالاضافة الى التأكيد على ضرورة التنسيق لمواجهة تمدد التنظيمات المتطرفة في المنطقة لا سيما تنظيمي داعش والقاعدة.
لافروف والقادة القطريين
لافروف استهل زيارته بلقاء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة بحث خلاله قضية التسوية السلمية في سوريا واليمن وليبيا، لايجاد الحلول لهذه الازمات، كما بحث مسألة التصدي للارهاب المتمثل بتنظيم "الدولة الاسلامية" و"القاعدة" وغيرها من التنظيمات المتطرفة.
كما بحث لافروف دور إيران ومكانتها في الشؤون الإقليمية بعد التوصل إلى الاتفاق النووي في فيينا بين الجمهورية الإسلامية والدول الستّ، بالاضافة الى بحث آفاق تعزيز العلاقات الثنائية بين روسيا وقطر.
وسبق للخارجية الروسية ان اعلنت ان لافروف سيلفت اهتمام قطر إلى المبادرة الروسية لإنشاء منظومة الأمن الجماعي في هذه المنطقة الاستراتيجية، والتي تقوم موسكو بتفعيلها خلال السنوات الأخيرة.
كما التقى لافروف مع نظيره القطري خالد بن محمد العطية.
لقاء لافروف بمشعل
وعلى هامش زيارته للدوحة، إلتقى لافروف مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، حيث تمنى لع بأن يكون هناك "وطن دائم لكل الفلسطينيين".
وتناول الطرفان تطورات القضية وآفاق المصالحة الفلسطينية والوضع في المنطقة والتحركات السياسية تجاهها. وبحث الجانبان ايضا الظروف التي يعيشها قطاع غزة بعد الحرب الإجرامية العام الماضي، والإرهاب الإسرائيلي في الضفة واعتداءاته على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. ووجه لافروف دعوة لقيادة الحركة لزيارة موسكو حيث قبل مشعل الدعوة وسيحدد الموعد لاحقا.
كما إلتقى لافروف برئيس الائتلاف السوري الأسبق معاذ الخطيب حيث بحث معه تطورات الأزمة السورية.
والتقى لافروف ايضا في الدوحة نظيريه الاميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير، حيث تناول اللقاء البحث عن تسويات لازمتي سوريا واليمن، وسبل تنسيق جهود المجتمع الدولي من أجل تحالف فعال ضد تنظيم داعش الارهابي.
كما التقى لافروف نظيره العماني يوسف بن علوي وبحث معه العلاقات الثنائية والأزمة اليمنية.
امير قطر يستقبل الوزراء الخليجيين
من جهته، استقبل الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير قطر، امس وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتم خلال اللقاء استعراض آفاق العمل الخليجى المشترك نحو عدد من القضايا الإقليمية والدولية، إضافة إلى مناقشة آخر تطورات الأوضاع فى المنطقة.
واستبق وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، لقائهم مع وزير خارجية اميركا جون كيري، باجتماع تنسيقي عقدوه في الدوحة أمس الاول للإعداد للقاء الذي انعقد امس وبحث الاتفاق النووي مع إيران والأزمة السورية.
كيري ونظرائه الخليجيين
من جهة  اخرى بحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري في قطر امس مع نظراءه الخليجيين، الملف النووي الايراني لطمأنتهم حيال الاتفاق.
بعد الاجتماع عقد كيري مؤتمرا صحفيا مع نظيره القطري خالد بن محمد العطية، أكد فيه ان الاتفاق النووي مع ايران سيساهم في تعزيز امن دول الخليج، معلناً ان "دول الخليج شريكة في حربنا ضد الارهاب".
ولفت كيري الى ان كل الحوارات التي أجراها في قطر "اظهرت ان اميركا ودول الخليج متفقتان على ان الشراكة بيننا مهمة" مشددا على ان "الاتفاق النووي يمنع ايران من تطوير السلاح النووي".
وقال ان الاجتماع بحث ايضا الوضع في سوريا حيث تم التأكيد على ان "لا حل عسكري في سوريا بل سياسيا".
واذ لفت كيري الى ان "حكومة العراق بحاجة إلى الكثير من الإصلاحات"، أشار الى "اننا نستمر في مساعدة حكومة العراق للقضاء على "داعش"، وان واشنطن ستقدم 162 مليون دولار إضافي للعراق". وفي الشأن اليمني اكد ضرورة الالتزام بنتائج الحوار الوطني مديناً "الأعمال العسكرية للحوثيين في اليمن".
وكان مسؤول في الخارجية الاميركية اعلن ان زيارة كيري للدوحة هي “فرصة فعلية كي يعمق وزير الخارجية النقاش مع نظرائه في مجلس التعاون الخليجي للرد على اي سؤال متبق ولطمأنتهم وضمان دعمهم لجهودنا في المضي قدما”.
وتخشى دول الخليج من طموحات ايران الاقليمية في اعقاب الاتفاق مع الدول العظمى في مجموعة 5+1 التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا.
وسبق لكيري ان اكد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الى القاهرة والتي انتهت امس، ان الاتفاق التاريخي مع ايران سيعزز الامن في الشرق الاوسط.
العطية يؤيد الاتفاق النووي
من جهته أكد وزير الخارجية القطري خالد العطية ان الاتفاق النووي "سيجعل المنطقة اكثر أماناً واستقراراً"، مشيداً بمعالجة الملف النووي الايراني عن طريق الحوار. العطية لفت الى انه تمت مناقشة "قمة كامب دايفد وعمل اللجان المشتركة وسبل تطوير العلاقات مع اميركا". كما اشار الى انه تم بحث الاوضاع في سوريا واليمن لافتا الى ان المواقف مع الولايات المتحدة متشابهة في هذه المسائل.
التعليق الايراني
وكانت ايران جددت امس الاول التأكيد على ان الاتفاق النووي مع القوى الكبرى سيخلق “مناخا جديدا” لتسوية الازمات الاقليمية مثل اليمن وسوريا.
وقال الرئيس الايراني حسن روحاني في خطاب متلفز انه من المؤكد تماما ان الاتفاق النووي سيخلق مناخا جديدا لتسويات سياسية اكثر سرعة” للازمات في المنطقة. وشدد على “ان الحل في النهاية سيكون سياسيا في اليمن وسوريا وان الاجواء ستكون افضل قليلا للتحركات التي سنقوم بها، كما سنحافظ على مبادئنا”.