Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2015-08-03 00:12:31

بقلم هادي العنزي

عدد الزوار: 4052
 
آثام العرب وربيب الماسونية.. داعش
 

كثير ما يردد - على غير هدى في أغلب الأحيان - بأنه لا يؤمن بنظرية المؤامرة، ويرجع الهوان والخراب الذي حل بشعوب ودول المنطقة لأسباب شتى يأتي في مقدمتها الأخطاء الكارثية المتكررة والتي وصلت حد الخطيئة عبر عقود رتيبة من زمن الوهن العربي، اصطبغت ملامحها بالجور والبطش وكبت الحريات والتعسف في استخدام السلطة بحجج واهية لأنظمة بالية متهالكة عفا عليها الزمن وتصلب الدم في أوردتها، حتى غدت في عزلة تامة عن مشاكل المتفائل وارث الفقر، الحي المقتول شقاءً مع إشراقة كل صباح وهمَّ كل مساء.. المواطن العربي البريء.
لا تجد تلك الأنظمة الغارقة في شتى أنواع الفساد الموغلة في التوحش والتي ولدت – في أغلبها – في ظلمات ليل بهيم كشفت الشمس بقايا الدماء المسفوكة غيلة على الرغم من المحاولات المستميتة بمحو آثار جريمتهم التي أوصلتهم لسدة الحكم، ردا على تلك المطالب المستحقة والتي تأتي كصرخات قهر هنا أو هناك في وطننا العربي الكبير العاجز، غير الجملة الأشهر والأكثر غباء في التاريخ المعاصر «الظروف الأقليمية العصيبة والمرحلة التاريخية المفصلية التي تمر بها الأمة تستدعي ...!» ليبدأ إعادة بث مسلسل الترويع للآمنين من المواطنين بطرق أمنية تعد الأحدث – فهم لا يتطورون إلا أمنيا - وتوافق متطلبات العصر .. و»ادبح يا زكي قدره»، ولسان حالهم دائما يردد دون هوادة « بالدم أتينا.. وبالدم وحده نذهب».
محق بلا ريب  من يعتمد هذه الجزئية لبناء رايه وقناعاته التي تنطلق بمعظمها من عاطفة مضطربة مشوبة باحباط وحنق شديدين، لا سيما إذا ما كان قصر النظر حاضرا والحكم على الأمور بواقعها و ليس بأسبابها ومسبباتها.
بدءا من منتصف القرن الثامن وحتى نهاية القرن الحادي عشر.. كنا أسياد العالم، تولينا قيادته فكريا في الفلسفة والأخلاق والأدب وعلوم التاريخ ومباحث العقل والفن وعلوم التاريخ والاجتماع والقانون، كما اثرينا البشرية بالعلوم والمعارف الانسانية.. وضعنا النظريات العلمية وأسس البحث في الفيزياء والصيدلة والطب والرياضيات والفلك والهندسة والكيمياء وغيرها من العلوم والمعارف المادية، متسلحين بقيمنا بعلمنا باجتهادنا بمثابرتنا، مؤمنين بعقيدتنا السمحاء المتفتحة على العالم، فكانت لنا الريادة وكان لبقية شعوب الدنيا اتباع الخطى والانصات جيدا لما نقول، يقول المؤرخ البلجيكي ومؤسس علم تاريخ العلوم جورج الفريد سارتون (1884-1956) «يتحتم على الشخص الذي كان يريد الإلمام بثقافة عصره، وبأحدث ما يجري من علوم، أن يتعلم اللغة العربية».. تماما كما هو الحال في هذه الأيام المزرية ولكن بوضع معكوس كليا، حتى أصبحنا نتعلم لغتهم ونحرص على تعليمها لأطفالنا في عمر مبكر!
اسباب شتى وراء تقهقرنا من القمة إلى أدنى مراحل الحضيض.. تكالبت علينا الأمم وانتشر الفساد بين ظهرانينا، حتى بتنا نثير عطفهم وشفقتهم بين حين وآخر، لكنهم أبدا لم يبرحوا يفاجئونا بمكائدهم المدروسة وشراكهم المستترة بأوجه عدة، يدعمون الطغاة و يستبدلونهم إذا ما اتيحت لهم الفرصة وتوافرت الوسيلة، يحبطون كل محاولة للنهوض بشتى الطرق الناعمة والقاسية إن تطلب الأمر، قطعوا أوصالنا في مايو 1916م ونهبوا ثرواتنا لأعوام عديدة بعدما نفذوا خطتهم المحكمة والتي أشرف على تفاصيلها الفرنسي فرانسوا بيكو والبريطاني مارك سايكس.
واليوم يقدمون لنا آخر ما تفتقت عليه أذهان دهاتهم، بعدما برزت ملامح خطة تقسيم أخرى شبيهة بسابقتها «سايكس بيكو» سيئة الذكر، وتحت مسمى «شرق أوسط جديد» .. سكين حادة النصل بالغة الأثر بتقطيع أوصال الأمة، تبث الفتنة بين أبناء الدين الواحد، الإسلام الرحب المتماسك العرى، الوسطي المنهج، المتآلف مع الآخر، آلتهم الحديثة سريعة في نشر الخراب حيثما حلت، مستبيحة الدماء الزكية حيثما تمكنت، الملعونة إلى قيام الساعة - هكذا لا نملك إلا اللعن -  ابنة الإرهاب تنظيم القاعدة وبنات أفكارنا المندثرة الضالة المنحرفة، وربيبة الماسونية.. داعش.
الغرب المتوحش هيأ السبل بوضع الخطط الاستراتيجية بعناية فائقة، زودوها بالسلاح وأغدقوا عليها المال الوفير بطرق سرية وإن لم تعد، فتحوا لها كبريات وسائل الاعلام، لتطعن الخواصر الرخوة في بلاد المسلمين بقسوة ووحشية لا نظير لها، أدهشت حتى مبتدعيها، وذكرتنا بوحشية جنود الاحتلال الفرنسي وهم يلتقطون الصور تباهيا وإلى جانبهم رؤوس شهداء الجزائر الخالدين.
لكن - جميلة هي أحيانا – علمنا التاريخ أن الشعوب دائما تنتصر، مهما اشتدت عليها المحن وفجرت الخصوم في طغيانها، وكما تعلمنا الشمس الوضاءة  كل يوم أن لكل ليل حالك السواد صباح ملؤه التفاؤل يجليه وينزع ما في النفس من آثاره السيئة، فكيف الحال بشعب يملك هذا الارث الإنساني العظيم.. غدا سننتصر.. بالوحدة والتعاليم السامية لدين الإسلام.

Addthis Email Twitter Facebook
 
 
 
 
 
Al Mustagbal Website