خرج العراق "الرسمي"، عن صمته ازاء الاعتداء التركي على اراضيه اذ وصفت الحكومة الهجوم على مقاتلين أكراد في شمال العراق بأنه تصعيد خطير واعتداء على السيادة العراقية.
وكانت طائرات تركية قصفت امس الاول مواقع حزب العمال الكردستاني في قضاء زاخو بمحافظة دهوك العراقية، فيما اقدمت امس على قصف معاقل الحزب في جبال قنديل شمال العراق.
لكن القصف التركي لحزب العمال الكردستاني كان قد بدأ السبت الماضي ضمن الحملة التي تشنها على معاقل حزب العمال في كردستان، في أعقاب سلسلة من الهجمات استهدفت قوات الأمن التركية وتقول انقرة ان الحزب مسؤول عنها.
وندد مجلس النواب العراقي، امس الاول الثلاثاء بالقصف التركي لأهداف داخل الاراضي العراقية، داعيا حكومة أنقرة لوقف ما وصفه بـ"الانتهاك".
وطالب المجلس الحكومة العراقية باتخاذ جميع الخطوات المطلوبة لوقف هذا الانتهاك، ومنع تكراره، وحماية سيادة العراق وامن مواطنيه".
لكن الحكومة التركية أعلنت أنها لن تتهاون مع المتمردين الأكراد، خصوصاً بعد تبني "حزب العمال"، قتل شرطيين تركيين عُثر على جثتيهما قرب الحدود السورية، وذلك رداً على هجوم انتحاري دموي وقع الإثنين قبل الماضي في مدينة سوروتش التركية، وقتل 32 شخصا مستهدفاً ناشطين يساريين مؤيدين للقضية الكردية.
وأكدت الحكومة التركية أن المقاتلات التركية قصفت ليل الجمعة - السبت الماضي 7 أهداف لـ"حزب العمال الكردستاني" في قواعده الخلفية في شمال العراق.
وبحث رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلو مع كبار الوزراء ومسؤولي الأمن السبت الماضي العمليات عبر الحدود حيث تم الاتفاق على إجراءات أمنية جديدة لمكافحة الإرهاب، وأُعطيت التوجيهات إلى السلطات المعنية».
وتحظر تركيا "حزب العمال" الذي يملك معسكرات تدريب ومواقع عدة في دهوك العراقية، إحدى المحافظات الثلاث لإقليم كردستان.
وتزامنا مع القصف التركي للحزب الكردستاني تعرض خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي بين ايران وتركيا الى هجوم. ورغم ان الحزب لم يتبن العملية الا ان بصماته حاضرة فيها خصوصا ان الحزب سبق ان استهدف انابيب الغاز.
الموقف الاميركي
رغم ان الادارة الاميركية لم تشأ ان توجه انتقادا مباشرا لتركيا وادانة قصفها لحزب العمال الكردستاني في العراق، الا انها حرصت على الاعلان عن وجود «تمايز» في المعركة ضد «داعش» من جهة، و»حزب العمل الكردستاني» من جهة أخرى، ودعت الى «وقف التصعيد» على الجبهة الكردية.
يُشار الى ان علاقة صداقة وطيدة تربط سلطات اقليم كردستان العراق بواشنطن.
المسؤول في البيت الأبيض بن رودس قال إن واشنطن «تشجّع العمل مع مختلف شركائنا ضد داعش ولدينا علاقة جيدة مع السلطات الكردية في شمال العراق. وفي الوقت ذاته، نعتبر أن حزب العمال الكردستاني هو منظمة إرهابية وتركيا لديها الحق في التحرك ضد أهداف ارهابية».
إلا أن الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أليستر باسكي، دعا الكردستاني» الى ادانة الإرهاب واستئناف المحادثات مع الحكومة التركية، وتمنى «على الجانبين تفادي العنف والتصعيد».