Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2015-07-29 11:34:33

بقلم اريج سلمان

عدد الزوار: 2593
 
المظاهر الإنسانية حين لا تعود إنسانية
 

أنا ..أنت ..هو .. هي .. نحن ..هم ...

من يا ترى يحدد هويتنا للوهلة اﻷولى حين نكون في مكان يجتمع فيه كل طبقات المجتمع ، وكيف علينا قبل أن يجزم اﻵخر ويحدد نوعيتنا ، وبالتالي مكانتنا ..أن نقول له وبأقل كمية كلام من نكون ، اﻷمر صعب بل معقد جدا يا صديقي ، ، ، 

ثم لما أنت منشغل جدا بهذا اﻷمر ، الموضوع بغاية البساطة ، فشكلك أقصد ثيابك ، تسريحة شعرك ، نظارتك، ماركة عطرك ..عفوا ..كدت أنسى حذاءك .

جميعها مؤشرات ودلالات كافية ليعرف اﻷخرون من خلالها من أنت ..ما زلت أذكر حادثة تستحق استعادتها وسردها اﻷن ، ذات يوم قررنا ان نجعله فقط للتسوق ، إجتمعنا انا وبعض اﻷصدقاء وعند دخولنا أحد المحلاّت الفخمة، الشاهقة سحرا وجمالا ، استقبلنا الموظّف اﻷنيق جدا على الباب، وتأمَّلَنا للحظة وبإستخفاف من الرّأس الى أخمص القدَمَين أكثر من مرّة وكأنّه يُقيّم نوعيّة ثيابنا؛ ثمّ بادرنا  بالسّؤال بازدراء ظاهر، وذلك قبل أن يتأهّل بنا أو يسمح لنا بالدّخول، «هل عاملين budget..؟!!

سؤاله جعلنا نتحسس جيوبنا لنتأكد ، وإلا لربما اتصل بالشرطة ..إلا أننا نجونا وأكدنا لذاك الحريص على مكانة المكان بأننا نليق ونرفع الرأس...

كثُر في هذه الحياة الّذين يحكمون فقط على المظاهر. هؤلاء يُكرِّمون الأغنياء ويَزدَرون بالفقراء والبسطاء، يَتزلّفون للمشاهير ويَحتقِرون المجهولين، يتباهون بالمثقّفين ويُهملون الأمّيّين، يتفاخرون بكونهم يعرفون أصحاب المراكز ويخجلون بأقربائهم المتواضعين... ترى ....هناك أهل يربّون أولادهم على أنّهم مختلفين، أرقى من سائر النّاس، ومن طبقة مختلفة. وأنّه لا يجوز لهم أن يتصادقوا مع مَن هم من الطّبقات الأدنى (عفوًا... هذا تعبيرهم)، بدلاً من أن يعلّموهم احترام الإنسان، أيًّا كان، وتقديره بحسب أخلاقه واستقامته وصدقه... يا لها من تربية وثقافة!

بعضهم ليس متكبّرًا بالأصل لكنّه يرزح تحت عبء الجوّ العام السّائد، فيفقد ثقته بنفسه ويسعى لِمُجاراة الباقين، فيستدين المال لﻷسف ليشتري ما يُظهره بمظهر الغِنى و»الرّقيّ» وليكسب بالتّالي احترام الآخرين. يا لهذه العقليّة المريضة الّتي تحابي وتُميّز بين البشر بحسب المظاهر، ممّا يجعل الإنسان لا قيمة له. حتّى أن المثل الشّعبيّ القائل «مَعَك ليرة بتِسْوى ليرة» صار فلسفة حياة كثيرين .

وكأن الحياة بدأت تنزلق وتتجه الى حيث ما عاد احد يعلم الى أين ..اﻹنسان يغادر إنسانيته ..بل يرتدي وحشيته ..ويتسلق سلما قد يصل به الى الهاوية.

Addthis Email Twitter Facebook
 

كلمات و مفاتيح :

 
 
 
 
أخبار ذات صلة
 
Al Mustagbal Website