Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2015-07-29 11:32:18

بقلم بقايا

عدد الزوار: 2599
 
الإنسان المعنف الأول
 

وأنت تمشي على الطريق ، تشعر أحيانا وكأنك شريك مع كل ما هو حولك في هذه الحياة ، العصافير من جهة ، تبرق لك إطمئنانها حين تحط بالقرب منك ، وإن اقتربت لا تطير كإنها تود أن تؤكد لك ثقتها بك ومحبتها لك ، كذلك النمل كذلك النحل كذلك الفراشات .. تمشي قليلا فتمر قطة من امامك ، تدور وتدور فتموء وتمشي .. ولو انها تجيد الكلام لقالت لك نهارك سعيد ، تتابع سيرك لترى كلبا يركض نحوك من بعيد، لا ليأكلك بل ليرحب بك بحركات تبدو ممنهجة متقنة ومحببة ومدروسة ، وحتى ان لمس عدم تجاوبك يتابع كأنه يحاول إقناعك ...
هي كذلك الحياة على طبيعتها على حقيقتها بلا أي تلون او تزلف . 
لكن وللأسف هناك مشهد آخر مخالفا ومناقضا تماما للمشهد اﻷول ...
فعندما تتجول في الاحياء الشعبية في بعض القرى والمدن مثلا ، وتتفاجأ بعدم وجود قطط او كلاب ، او اي حيوانات اليفة. او انك ترى حيوانات متوجسة او تظهر عليها علامات العنف فإن ذلك لا يعد امرا مضحكا ويدعو للنكتة. بل هو مؤشر خطير على كم هائل من العنف يكمن في ذلك المجتمع. فنصل الى الحقيقة المرة الا وهي تعنيف الحيوانات ... 
فالقسوة التي يمارسها الانسان في تعامله مع الحيوانات من جهة ، والعنف تجاه البشر من جهة ثانية ، لهما خصائص مشتركة  كمثال, كلا الضحيتين (من الحيوانات او البشر) هما كائن حي يشعر بالألم والضيق وربما سيموت من الجراح التي سيتعرض لها. 
حتى وقت قريب اعتبر ان العنف ضد الاطفال والمسنين وغيرها من انواع العنف المنزلي غير مرتبطة بالعنف تجاه الحيوانات.
ولم يختلف التحليل النفسي والمنطقي حول عملية ربط سوء معاملة الحيوانات والعنف اﻷسري وأشكال أخرى من العنف اﻹجتماعي . وهناك كثير من الابحاث التي تناولت او دارت حول هذا الموضوع تشير الى ان الاشخاص الذين يمارسون العنف مع الحيوانات فمن النادر ان لا يمارسوا العنف ضد البشر، بحيث ان عملية إشباع النفس الشريرة المريضة تتم عبر اﻷذية .
في علم النفس يرى المختصون في مجال حماية الاطفال والحيوانات ان خطر هؤلاء اﻷشخاص قد يفوق التصورات وانهم قد يلجأون الى ابشع اﻷساليب في التعذيب من اجل اشباع رغباتهم الشيطانية ، ولا يخفون قلقهم من هذه الصلة حيث يرون ان هنالك صلة بين العنف تجاه الاطفال والحيوانات تربطهم بنوع من الادامة الذاتية في حلقة من العنف. 
مرة جديدة انه اﻹنسان بكل فكره وعلمه ورقيه ووعيه وحضارته يتجه الى نفسه اﻷمارة بالسوء ، فيمارس أبشع اشكال التعذيب للحيوان ، او للإنسان ولا نحتاج في هذه اﻷيام بالذات للبحث عن أمثلة وأدلة ونحن نشاهد بعضها ، فتبدو لقوتها ولكثرة التعنيف خيالية مبرمجة حيث لا عقل يقبلها ....
اﻹنسان المريض ..القاتل ..المعنف بكامل قواه اللا عقلية ..هذا اﻹنسان يحتاج لمن يمسك بيده ويعيده الى ذاته الناصعة اﻷمنة علنا نضمد جراح الحياة اليائسة .

Addthis Email Twitter Facebook
 
 
 
 
 
Al Mustagbal Website