فلسطين– مها عواودة: أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية  وكبير المفاوضين الفلسطينيين د.صائب عريقات أن حكومة العدو تواصل معركتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى المجتمع الدولي وضع حد لهذه الممارسات التي تقتل حل الدولتين وخيار عملية السلام.
 وكشف عريقات في حوار خاص مع صحيفة "المستقبل" عن اتصالات مكثفة تجريها السلطة الفلسطينية مع جامعة الدول العربية من أجل تنسيق التحركات اتجاه مجلس الأمن الدولي لافتا الى أن السلام لن يتحقق إلا بالانسحاب الكامل لقوات العدو من الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان المحتل والأجزاء المتبقية من الأرض المحتلة من لبنان .

تحية الى الكويت وشعبها
المسؤول الفلسطيني وجه رسالة شكر للكويت قيادة وشعباً، قائلاً "نثمن جهود الكويت أميراً وحكومة وشعباً لوقوفه الدائم والمستمر الى جانب القضية الفلسطينية، وبتسخيرهم كل الإمكانيات الدبلوماسية واتصالاتهم الدولية والطاقات لخدمة قضيتنا ونقول شكراً لهم جميعاً، ونبارك لسمو الأمير الشيخ صباح الجابر الصباح الذي حاز على لقب عظيم والذي نفخر به كعرب، لقب المدافع عن الإنسانية".
ترحيب بالجهود الاوروبية
وحول الجهد الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي، أعلن عريقات ترحيبه بالأمر قائلا: "رحبنا باقتراحهم بتوسيع الجهود من أجل عملية السلام  ولإيجاد جبهة لإنجاح جهود الرباعية الدولية، ورحبنا بالأفكار التي تتحدث عن إحياء عملية السلام، وكان الاتحاد الأوروبي واضحاً عندما أدان في بيان له الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية،لا وترجمت جهود الاتحاد الاوروبي عندما طلب من كيان العدو وقف مخطط هدم قرية سوسيا الفلسطينية بالضفة الغربية، قضاء يطا، وردت الحكومة الإسرائيلية بطرح بناء مئات الوحدات الاستيطانية في مستوطنة "معالية أدوميم" و" بزقات زئيف " و"بيت ايل " ولا زالت تهدد بتطهير عرقي في قرية سوسيا وتهجير أهلها, حيث يقطنها 370 شخص وفيها مدرسة وعيادة بهدف ضم أراضي هذه القرية الفلسطينية لصالح المستوطنات المجاورة , إضافة إلى  تهجير التجمع البدوي أبو النوار بالقرب من العيزرية بالقدس المحتلة حيث تهدد بترحيل 105 عائلات لضم هذه المنطقة لمستوطنة "كيدار".
وأشار عريقات إلى أن هذه الأفعال الإسرائيلية تدفعنا لتوجيه سؤال للاتحاد الأوروبي قائلين لهم:"أنتم طالبتم بعملية سلام وبالعودة إلى مسار المفاوضات ونحن كطرف فلسطيني وعربي رحبنا بذلك, الآن على ضوء رفض الحكومة الإسرائيلية ورفضها لكل مخططات السلام والتي تتحدث بلغة الإملاءات والمستوطنات وخلق الحقائق على الأرض وتدمير خيار حل الدولتين ما هي خطواتكم التالية؟ هل ستحاسبون إسرائيل ؟ ".
عريقات عتبر ان "ما تقوم به إسرائيل مخالف لكل المواثيق والأعراف الدولية  خاصة اتفاقية جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي الأخير وقد أكدت كل الأطراف الدولية أن ما ارتكبته إسرائيل في عدوانها الأخير على غزة الصيف الماضي يرقى لجرائم حرب, فعلى دول الاتحاد الأوروبي أن تبادر لفعل شيء ولديها الكثير لتفعله أهمه إجبار العدو على وقف الاستيطان والاعتراف بحدود عام 67 كحدود للدولة الفلسطينية والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين حتى يتسنى إطلاق عملية السلام".
ملفات الجنائية الدولية
عريقات أكد أن "إسرائيل" هي من أوقفت المفاوضات لافتا الى أن الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي لا زالت موجودة لأننا تحت احتلال, مضيفاً" على الاتحاد الأوروبي وواشنطن والعالم أجمع الانتقال من مربع الأقوال والدعوات والتحذيرات إلى مربع التنفيذ على الأرض "  .
وحول الملفات الفلسطينية التي قدمت للجنائية الدولية قال كبير المفاوضين الفلسطينيين "نحن لدينا الآن ثلاث ملفات أمام محكمة الجنايات الدولية هي ملف الاستيطان والحرب على غزة وملف الأسرى، ونقلنا هذه الملفات رسمياً  إلى الجنائية الدولية ونأمل من العالم أجمع أن يساندنا ويدعمنا ومن يخاف من المحاكم الدولية عليه أن يتوقف عن جرائمه فالإستيطان هو جريمة حرب يجب أن تتوقف فوراً".
المسؤول الفلسطيني أكد في الوقت ذاته أن دولة فلسطين في مكانتها القانونية الدولية أصبحت طرفا متعاقدا في اتفاقيات جنيف وعضو قي الجنائية الدولية، مضيفا "سنواصل الدخول إلى كل مؤسسات الشرعية الدولية لملاحقة العدو الإسرائيلي على جرائمه" .
التواصل مع جامعة الدول العربية
وحول الاتصالات الفلسطينية مع الدولة الدول العربية لتنسيق المواقف، قال عريقات "تحدثت مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ومع ناصر جودة وزير خارجية الأردن ومع عدد من وزراء خارجية الدول العربية ونحن على تواصل دائم معهم لبحث الانتهاكات الإسرائيلية المتواصل في فلسطين وسبل إحياء عملية السلام، فالأردن هو العضو العربي في مجلس الأمن الدولي وكل تحركاتنا هي تحركات مشتركة ومصر هي الدولة المكلفة ضمن قرارات قمة شرم الشيخ الأخيرة لمتابعة التحركات في مجلس الأمن  ".
وأوضح عريقات خلال حديثه أن الدول العربية شكلت لجنة ضمن قرارات القمة تترأسها مصر وعضوية كل من دولة الكويت والمغرب والأردن والسلطة الفلسطينية  وجامعة الدول العربية مؤكداَ وجود تعاون وثيق جداً مع جميع الدول العربية.
وعن المطالب العربية من أجل تحقيق السلام وما تستند إليه تلك المطالب قال عريقات :"نحن نتحرك على أساس أننا كعرب نسعى إلى السلام، وأن السلام لن يكون بأي ثمن, هناك العديد من المبادرات التي طرحت للسلام  لكن سلامنا هو ما جاء في مبادرة السلام العربية عام 2002، ونريد انسحاب كيان العدو من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والجولان العربي السوري المحتل ومزارع شبعا اللبنانية، ولن يكون هناك سلام حتى تستكمل إسرائيل عملية انسحابها, ثانياً، التحركات ستتعلق بقرار جديد في مجلس الأمن يأخذ بعين الاعتبار كل ما أسس له القانون الدولي, ثالثاً، هناك تحرك عربي تجاه مواثيق جنيف الأربعة وإنفاذها على الأراضي الفلسطينية المحتلة, رابعاً، هناك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة  في جنيف, وخامساً، لدينا المطالبة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وسادساً :تحركاتنا في محكمة الجنايات الدولية".
جهود سعودية وفرنسية لإنهاء الانقسام
وكشف عريقات في الوقت ذاته عن جهود عربية تقودها السعودية لإنهاء الانقسام الفلسطيني، قائلا :"نتمنى أن تنجح الخطوات التي تبذلها المملكة العربية السعودية  في هذا المجال من أجل إنهاء الانقسام، ونأمل أن توصلنا لإنفاذ واستكمال ما تم التوصل إليه في اتفاق مكة حيث كانت السعودية أول من بادر لإنهاء الانقسام الفلسطيني من خلال اتفاق مكة  عام 2007 آملين أن يتحقق ذلك بسرعة ".
كما أكد عريقات أن الجهد الفرنسي مازال مستمراً "لا نستطيع القول أن مبادرة فرنسا للسلام فشلت، فهي تقوم بجهود عظيمة وتقوم باتصالات كبيرة مع الولايات المتحدة وروسيا والصين، ونثمن عالياً هذه التحركات الكبيرة واجتماعات كثيرة تقودها فرنسا من أجل إحياء عملية السلام" .
دعوة لتوحيد البيت الفلسطيني
وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية وحكومة الوحدة اعتبر عريقات انه "إن لم نساعد أنفسنا في توحيد البيت الفلسطيني لن يساعدنا أحد والمطلوب تشكيل حكومة وحدة وطنية فصائلية بمشاركة الجميع بما فيها حركة حماس، ونحن شعب تحت الاحتلال ولا بد أن نواجهه كعدو، كفانا هذا البلاء والحصار والقتل والتهجير، ولن تكون قوتنا الفلسطينية في مواجهة تلك التحديات جميعها إلا من خلال وحدتنا الوطنية ولا حاجة فلسطينية أكثر من حاجتنا لإنهاء الانقسام الفلسطيني" .