Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2015-07-11 15:25:30
عدد الزوار: 3689
 
في #مخيم_الزعتري..مستقبل الأطفال "التعليمي" ينبئ بكارثة!
 
 

الأردن – ياسر شطناوي: لم يكن الطفل السوري سالم ذات العشرة سنوات ومن حوله من الصبية يعلمون أن مساوئ اللجوء ربما تتجاوز ما شاهدته أعينهم ما حدث في وطنهم سوريا من القتل والخراب والدمار قبل أن ينزحوا فارين إلى الأردن صوب مخيم الزعتري الصحراوي ،ليذوقوا الويلات في كيفيه التأقلم مع واقعهم الجديد.

الطفل سالم صاحب الوجه الشاحب والإبتسامة الجميلة يقول بأسى "للمستقبل": تركنا مدارسنا وعبرنا الحدود إلى الأردن قبل عامين ،اتمنى أن أعود إلى سوريا بلادي قريباً .

سالم يعيش مع أفراد أسرته التسعة، والداه وإخواته الستة، في خيمه متهالكه لا تتجاوز مساحتها 3 متر مربع كانوا قد تلقوها كإعانة من إحدى المنظمات الإغاثية قبل عام وما أن مضى عليها الحول حتى صارت أشلاءً لا يمسكها إلا بعض الحبال والأربطة من أطرافها .

ولم يستطع سالم أن يتمالك أعصابه حتى أجهش في البكاء ،قبل أن يصف "للمستقبل" حالة أفراد اسرته واخواته اللواتي تركن الدراسة حتى يتفرغن للعمل بهدف تأمين الطعام لوالدهن الذي يعاني  من عدة امراض مزمنة لا تسعفه على النفقة على اولاده وزوجته ،فهم يعيلون أنفسهم مما تجود عليهم المنظمات من دنانير لا تتجاوز 50 ديناراً شهريا.

إذا هو الفقر والحرمان والالم ،الذي يعصف بسالم وامثاله من الأطفال القاطنين بالمخيم والذي يتجاوز عددهم 150 الف طفل الذين حرموا من منازلهم في وطنهم وبات حق التعليم حلم لا يستطيعون الوصول اليه سبيلا ولم يعد لا بوسعهم إلا الشكوى لله وإنتظار الفرج.

العمل بدلاً عن الدراسة

يسرد سالم قصة نزوح وتشرد عائلته حيث يقول: "خرجنا من سوريا بعد أن كنا نرتاد مدرسة حكومية قريبة من منزلنا في محافظة حمص وسط سوريا، وما أن بدأنا بالمراحل الإعدادية ،حتى إشتعلت الازمة وإنتقلنا إلى مخيم الزعتري في الأردن ،بعد عناء كبير خلال رحلة السفر التي إستغرقت يومين .

ويتابع :" في الزعتري لا يوجد متسع لجميع الاطفال للإلتحاق بالمدارس فأغلب الصبية تركوا دراستهم ولم يعودوا لها ، مشيراً الى أن اغلبيتهم بدأ يبحث عن العمل ليعيل أسرته ويجمع القليل من المال ليسد رقمه من الجوع" .

وكانت منظمة الامم المتحدة للطفولة "اليونسيف" حذرت في آخر تقرير لها عن الاطفال في الزعتري من حرمان تعليم جيل كامل من الاطفال من التعليم في المخيم .

التقرير ذكر أن ما يقدر ب 78% من الاطفال في مخيم الزعتري للاجئيتن السوريين لا يذهبون إلى المدارس ،مؤكداً أن نسبة تسرب الطلبة تصل إلى 95% .

ولم يخفي التقرير أن من أبرز الأسباب التي تمنع الاطفال من إرتياد المدرسة حول ما لديهم من قناعة بأنهم سيعودون إلى بلادهم سوريا قريباً ،وأن يلتحقوا بمدارسهم التي كانوا فيها سابقاً .

مخاوف من العنف

السيدة ام محمد البالغة من العمر 45 عاماً تقول في حديثها مع "للمستقبل" خلال زيارة خيمتها في المخيم ،أن ابنها محمد البالغ من العمر 13 عاماً قد ترك الدراسة منذ أن وصلوا إلى الأردن قبل 3 سنوات ،بعد أن قتل زوجها في درعا جنوب سوريا، خلال المعارك .

ام محمد أوضحت أنها وكثير من نساء المخيم يخشون من تعرض ابنائهم للعنف  والتحرش الجنسي خلال طريق الذهاب والعودة الى المدرسة ، لذا يفضلون بقاء أطفالهم الى جانبهم.

ضعف الخدمات ومشاكل إجتماعية

الناطق باسم مخيمات السوريين غازي السرحان يشرح "للمستقبل" أن مخيم الزعتري والذي يقطن فيه ما يقارب 280 الف لاجئ لا يحتوي الا  على مدرستين تضمان 10 الاف طالب ،فيما يحتاج ما يقارب 25 الف آخرين إلى الانخراط بالدراسة .

السرحان يشير إلى أن الوضع الإجتماعي والمالي هو السبب الأساسي لنفور الطلبة من الذهاب للدراسة ، فالتحرش الجنسي الذي يتم بين الطلبة أنفسهم ،وبعد المدراس عن أماكن سكناهم، والإنخراط بسوق العمل ،وسوء التغذية وغيرها من الأسباب الاخرى التي تدفع الاطفال لترك الدراسة .

وحذر السرحان من إستمرار هذا الحال قائلاً أن رفض الأطفال للالتحاق بالمدارس سيعمل على دمار مستقبل أكثر من 150 الف طفل ،مطالباً السلطات والجهات الدولية الى الإسراع لإيجاد حلول جذرية ،لاسيما وأن امد الازمة السورية بتدهور وان امل  العودة قد لايكون قريب.

الإحباط والعزلة

ولا يمكن لمتأمل شارع" الشانزيليزيه" في المخيم والذي يقع في منطقة صحراوية ، الا رؤئة مشاهد البؤس التي تحيط فيه من كل جانب.

الخبيرة الإجتماعي اخلاص العبادي تشرح "للمستقبل" أن واقع الحال في المخيم يعطي الاهل والاطفال شعور بفقدان الامل من الدراسة ومن أهميتها، مشيرة الى أن التعليم لم يعد اولوية أمام مشاكل نقص الغذاء وقلة المياه والخوف من حالات التحرش ،والمشاجرات التي تحدث بين اليوم والاخر.

وتضيف العبادي أن اهل الزعتري قد ذاقوا الويلات على أكثر من جرعة ،منهم من فقد ذوية خلال المعارك هناك،وما تلا ذلك من رحلة اللجوء إلى الحدود الأردنية وما تخللها من مخاطر ومخاوف خلال سيرهم على الاقدام وأصوات الرصاص تترنح فوق رؤوسهم إلى ان وصلوا ارض للمخيم وما يعانيه من قله الموارد والامكانات الاساسية ،موضحة أن كل هذه الظروف ساهمت بتقليل أهمية التعليم للأطفال ،وبعثت في نفوسهم اليأس من جدوى التعليم.

الإكتظاظ وقلة الموارد

ولا يختلف الحال عن السوريين المتواجدين خارج المخيم فقد، كشفت إحصائيات رسمية صادرة من السلطات الأردنية ،أن ما يقارب 80 % من أصل 141 الف طفل سوري غير ملتحقين بالمدارس الحكومية أو الخاصة .

ولم تتجاوز الإجراءات الرسمية في البلاد إلا بالتأكيد على عدم جواز حرمان أي طفل سوري من حقه بالتعليم كونه واجباً أخلاقياً وقانونياً على الدولة الأردنية القيام به تجاه هؤلاء الاطفال، لكن هذه التحذيرات بقيت قابعة في مكانها بظل قلة الدعم الدولي، وتراجع نسب المساعدات من الدول المانحة والمؤسسات الإغاثية .

وحول جهود وزارة التربية والتعليم في البلاد، فقد عملت الوزراة على تقسيم فترات اليوم الدراسي إلى مرحلتين صباحية واخرى مسائية حتى تتمكن من إستيعاب حجم الإكتظاظ الكبير على المدارس الحكومية في المملكة ،مما خلف الكثير من الضغط على البنية التحتية للمباني والمرافق المدرسة ،فقد وصل عدد الطلبة بالغرفة الصفية الواحدة ما يزيد على 70 طالباً وفق ما قالته الوزارة في بياناتها الرسمية .

وبعد كل هذا فإن عدم قدرة الجهات المعنية والمؤسسات التربوية على إيجاد حل سريع وعاجل لعلاج مشكلة التسرب المدرسي ورفض التعليم للاطفال وما يرافقه من حالات نفسية وإجتماعي..سيشكل كارثة تربوية تهدد جيل بأكمله، ليس فقط على المستوى التعليمي بل على المستوى الأخلاقي  والاجتماعي وما سيرافق ذلك من إرتفاع معدلات الجريمة.

"/المستقبل/" انتهى ا.ع

المصدر : المستقبل

Addthis Email Twitter Facebook
 

تصنيفات :

 
 
 
 
 
أخبار ذات صلة
 
Al Mustagbal Website