المغرب- احمد برطيع: اكتفينا من رؤية رقابنا في أقفاص ملتهبة وجباه ساجدة، وهامات تغرق..اكتفينا !! سأنتظر أن أرى جماجم الصهاينة معلقة في مشانق بغداد وعلى بواباتها الكبرى..والطريق إلى الأقصى معبدة بأضلع الإحتلال.

كم يكفيك من الجماجم لترصع صولجانك المنقوش من أقفاص صدرية لرجال ونساء ماتوا واقفين الأشجار؟

كم يكفيك من القلوب التي شَتْها محارقك المملوءة بها حُفر الشام والعراق جوانب ليبيا؟

كم يكفيك من الآهات والعويل والصراخ الذي ملأت به أصقاع الٍأرض حتى ارتجت أوتادها خجلا مما تلاقيه ثكلى؟

كم يكفيك من الأرواح الطيبة تزهقها مرة واحدة لتهدأ دواخلك الممتزجة بالغبن والانتقام؟

لا إسلام في إمارتك، ولا ولاة تائبين يشبهون ولاة النبي، بل يحيطك رجال من عار، ويطوف بك المارد من نار، وقد انحنيت عندما أحرقت قلوب الأطفال.

بحثت لك عن فضيلة من دولة خلافتك، لم أجد إلا أكوام لحم منزوية في أركان مهجورة من بغداد، وبقايا نساء قابعات في الرقة، والقليل من الطيور التي أرهبها رماد الجثث.

تفننت في الإيذاء، بربك: أي رب هذا الذي تعبد؟ وأي إلاه هذا الذي يقبل واحدا على رأس دولته..؟ وأي حور عين تُمني نفسها بلقائك؟ وأنت الغارق في الدم، وغيرك يغرق في الشهادة.

بعد بغداد..الرقة، وبعد الرقة لن تلقَ مكانا آخر تلجأ إليه، تحسس أطرافك قبل التغيير ملابسك.

هل ما زلت تركب النوق؟ وتتدثر ببقايا وبرها؟ هل ما زلت تضبط مواقيت صلاتك بالشمس أم أن عقارب الساعة روليكس التي تتزين بها يمناك دارت إلى الخلف رعبا؟

الدين، من محمد إلى ياسين، كان حليما، رحيما، من رب عظيم لا يشبه إلاهك.. القاتل.. العربيد.. المتلذذ بأجساد اليافعات.

لم يعد أحد يهابك، أو يتردد في لعنك، الأعتى منك كان مُدمن أفلام جنس ومات في كوخ شبيه بأكواخ الضباع.

تفحص وجوه وُلاتك، واليك في نيجيريا رئيس فيلق بوكو حرام، زوج وحوشه من بنات الفصل الخامس ابتدائي، لم يتجاون 12 سنة، وواليك في ليبيا نحر 29 قبطيا كما تنحر الشياه، هؤلاء.. ممن بايعوك بعد ما باعوا الوطن، لن تجد فيهم وسيم، ولا فهيم ولا رجل عاقل، كلهم وجدوا عندك في دولة خلافتك، الملاذ واللذة المغموسة بالدم، والممزوجة بالدياثة.

أيها الخليفة..الهارب؟ ما يخيفك من أناس عزل؟ لا يملكون غير صدور عارية ومقل محمرة من شدة الوهن، ويتساءلون: كيف عجن ربك  جسدك؟  وأنبت فيه من الأطراف ما شاء حتى نسي البشر شكل الضباع.. من عفونتك.

فهل تذكر، أنك استجبت لبغلة تعثرت في بغداد؟ وخفت أن تُسأل عنها، هل حكمت فعدلت فنمت كما نام المقسطين؟ هل غزوة غير عذرية النساء؟ هل فجرت غير كبتك؟ هل حررت قبة الصخرة؟ أو أي قبة أخرى غير قبة النبي يونس؟ هل هدمت كبرياء رجل؟ أو اكتفيت بتفجير تماثيل شيدها قبلك الرجال؟

بربك من أنت؟

إن صادفتني يوما، ألقي ما أنت لاق، لأنني أملك ما يتلقف لقياك، قُمقُم قلم محشو بالعدم، واكتف أنت بأعقاب البنادق عندما تفرغ من الرصاص. واعلم أن أسوار دمشق وجدران بغداد مبنية على جثث التتار، حينها أقولك لك: ستبكي كالنساء ظلما ما عُرِفَت به الرجال.

"/المستقبل/" انتهى ع.د