Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2015-06-17 11:38:03
عدد الزوار: 3189
 
"أَخَرَقْتهَا لِتُغْرِق أَهْلهَا"
 
 

المغرب- أحمد برطيع: هكذا خاطب النبي موسى معلمه الخضر، وهما على متن سفينة، بعد أن أحدث الأخير ثقبا فيها، لحكمة غابت عن كليم الله، الذي بادر في استغراب بسؤال لمعلمه الذي طالما نهرنه أنه لن يستطيع معه صبرا.

بعد تبيان الحكمة من خرق السفينة أدرك موسى أن فوق كل ذي علم عليم، وأدرك أن الحياة ترتبط بالتعلم والاكتساب، والحكمة توجد حيث لا يدري الناس أحيانا.

خرقها الخضر لأنه كان معلما حكيما، يعرف أن خرقها لن يغرقها وكاف لتجنيبها مصادرة الملك الظالم للسفينة، التي يعتاش منها أناس ضعاف.

لكن، من نعنيه اليوم بمقالنا، ليس معلما، ولا نبيا، بل رئيس وزراء بلد مسلم، عانى الأمرين للوصول إلى الكرسي لكي يحكم، من معارض إلى إصلاحي إلى موالي للقصر إلى منبطح يصرح: الملك هو من يحكم.

هذا اللمز والغمز فيه الكثير من الكلام، وهو من قال قبل أيام أن الانقلابيين انقرضوا من هذا البلد، ويعني اليساريين الراديكاليين الذين كانوا ينادون بتأسيس الجمهورية المغربية لكنه حلم كالأضغاث.

رئيس الحكومة الإسلامي، الذي كان أيام المعارضة يدافع عن الضعفاء، ويكسر مقاعد البرلمان على الحكومات الأخرى، فعل في هذا الشعب الذي دافع عنه ما لم يفعله الفرعون في قوم موسى، لدرجة الشك في نياته، خصوصا أن رئيس الحكومة من الناس الذين لا يمكن الثقة بهم كباقي التيارات الدينية، فهو الذي أخذ قرارات مصيرية لو أخذتها حكومات سابقة لانزاح الصراع يمينا أو يسارا.

هذا الوزير، قال أنه لن يتحالف مع حزب التجمع الوطني للأحرار واتهم وزير الخارجية الحالي بأنه لص وفاسد، ثم يشكل معه حكومة كحليف رئيس واللص صار وزيرا للخارجية في حكومته.

كما اكتشف أن التعليم المغرب ينتمي إلى قطاع الخدمات، ودعا إلى خصخصته، مع العلم أنه القطاع الوحيد الذي لا زال في يد الدولة، وأكد أنه على الدولة أن تتخلص من التعليم العمومي، وأن يصبح خدمة مدفوعة الثمن، في الوقت الذي شجعت فيه الحكومات السابقة على التمدرس الإجباري المجاني.

الوزير الأول، تاجر بأحلام المعطلين، وعدهم بالتوظيف المباشر وخصوصا الدكاترة وأصحاب الشواهد العليا الذي حصلوا على حكم قضائي يجبر الحكومة على إدماجهم فورا، وبمجرد ما اعتلى الكرسي، تنكر قائلا: الحكومة لا يمكنها توظيفكم مباشرة

نفسه الوزير الأول، من رفع أسعار المحروقات لتصل إلى سقف دولار للتر الواحد من الكازوال، رغم أن البترول في أدنى مستوياته، وخاطب أصحاب السيارات: هل أنتم تركبون السيارات وتريدونني أن أدفع عنكم فوارق الأسواق العالمية للكازوال.

الوزير لم يستثني النساء، بل خاطبهن، أن المكان الطبيعي لهن هو البيت، فثارت عليه، وذكروه أنه لولاهن ما دخل القبة البرلمانية ولا أطلق تلك السبة العنصرية، حيث شبههن: كثريات البيت للزينة فقط.

هذا الرجل في صراع منذ اليوم الأول، مع إدريس لشكر أمين عام حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي وصفه بالسفيه، نفسه الرجل في حرب مع خصمه حميد شباط أمين عام حزب الاستقلال الذي انسحب من الائتلاف الحكومي ووصفه بالكذاب، وهو أيضا من اتهم قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العمري بمشعل الحرائق،  وهو نفسه من تكلم بكلام بذيء أمام نساء حزبه، وهو الذي امتنعت النقابات في عهده على الاحتفال بفاتح ماي، عيد العمال، واحتفل هو ليحتج ضد نفسه.

هذا الرجل، يكفي أنه إسلامي لتفهم أنه جاء ليلقي الشكوك في النفس، لأن الوزير الأول يحكم ويسود، بينما هو يسود ولا يحكم. وكلما اشتدت عليه الحرب لجأ إلى الملك وهدد بذكره، وأنه لا يفعل شيئا بغير إذن الملك، مع العلم، الملك هو الوحيد الذي أجمع عليه الشعب من حيث الجد والعمل، بتحركاته الشعبية والدبلوماسية الدولية، في الوقت الذي يركن رئيس الوزراء ووزرائه إلى مقاعدهم الوثيرة، ومنهم من تجرأ وأنشأ غرفة نوم وحمام في مكتبه بمبلغ 300 ألف دولار، وفي عهده مارس الوزيرين الحب في دهاليز الحكومة.

لا أدري هل رئيس الحكومة يُصلح أم يهيئ لشيء لا ندركه، فالسفينة التي تحملنا جميعا ويخرقها من لا يسوقها يعني يريد إغراقها.

الرئيس فعل كل شيء، بقي شيء واحد: أن يلقي بربان السفينة في البحر، والذي يجهله أن الربان سباح ماهر.

"/المستقبل/" انتهى ع.د

المصدر : المستقبل

Addthis Email Twitter Facebook
 

تصنيفات :

 

كلمات و مفاتيح :

 
 
 
 
أخبار ذات صلة
 
Al Mustagbal Website