الرباط – أحمد برطيع: لا يعرف أحد هذه المرأة التي غزت شمال إفريقيا بلا جيش ولا محاربين، كانت تدك جنبات الركح الواسعة، رغم تحلق الزوار، والكل يتساءل من تكون هذا الراقصة المائعة؟ وفي أحشائه يتلذذ بقوامها. اكتشف الجميع في الصبح أن المرأة التي رقصت أمس شبه عارية على مسارح العاصمة الرباط تدعى جينييفر لوبييز، الدلوعة الأمريكية هاجموها أنها، تخشى على خدش مؤخرتها فأمنت عليها بملايين الدولارات ولم تتورع في خدش حياء الآمنين في بيوتهم عندما اقتحمتها عليهم منتصف الليل، بلباس من إستبرق يوخز العيون المحملقة.. أب .. ينهر إبنه ويأمره لتغيير القناة غاضبا من مشاهدة هذه الراقصة، ثم يتسلل إلى غرفة نومه يعانق تلفازه الصغير مناديا زوجته للالتحاق به ثم ينغمسان في موجة ضحك مستمتعين بمشاهدة الرقص الأمريكي. إبن.. يكفهر وجهه أمام والديه وأخواته البنات.. معاتبا إياهم على مشاهدة هذا العري، ثم يحوقل، ويبسمل متأبطا هاتفه ومداعبا صديقته برسالة قصيرة "التحق دجيني في الساحة وسط العاصمة" ويخرج للمتابعة المباشرة، شابة متحجبة !! ملتزمة !! لا تترك الكتاب، تكثر من قناة "إقرأ" و"ما أنا بقارئ" تنغص ليلة الأسرة بوعظ عن عذابات القبر وأهوال الحشر، وتنسحب إلى الخم السحري الذي تشارك فيه حميميتها مع ملتزم آخر !! أدمن أفلام الأكشن، وتدعوه إلى رؤية "فسق" بنت لوبييز. مواطن آخر !! وأي مواطن..نصفه جاهل الباقي متعب !! استيقظ ضميره الأخلاقي المتعب بعد مشاهدة رقصة الكانغرو لجيني، فاستيقظت معه نزعة الظلام في داخله، كمش بعض القطع النقدية وتوعد الراقصة مسجلا دعوى ضدها في محاكم المملكة الشريفة بتهمة "نشر الفرح" على محيا المغاربة ليلة كاملة، فعاد ليعكر أمزجتهم بنشر خبر استدعاء بين لوبييز للمحاكمة في المغرب !!! آ لن ينتهي هذا العته أبدا؟ وزير !! يرفع شعار النهي عن المنكر في وجه القناة التي نقلت الحفل المباشر لجينيفير، ويرفع التماسا إلى الهيئة العليا للسمعي البصري مستفسرا إياها عن حيثيات النقل التلفزي، بينما هو يقضي ليلة ماجنة في المقاعد الأمامية مع "نايس بيبل" مستفيدا من منصبه كوزير وصي على التلفزيون فقط، أما الساحات العمومية في العاصمة فهي ملك للناس. هذه بعض صور النفاق الاجتماعي الذي يعيشه المغرب، من منا لا تبهجه جينييفر لوبييز؟ من منا لا يحتفل بالفن الراقي لماجدة الرومي ونتسابق على حفلاتها في مسرح الرباط؟ من منا لم يسع إلى استفزاز إليسا هنا في الرباط ليرى تغنجها الأنوثي؟ أعداء الفرح .. انفجروا بعيدا.. نحن نحب الفرح.. لا تبحثوا عنا.. فإن وجدتمونا سنكون أقسى مما تتصورن، دعوا الناس تحتفل أم أن الاحتفال لا يليق بالشعوب؟ ويكفيها فقط الكثير من الحزن والنكد. "/المستقبل/" انتهى ع.د |
المصدر : المستقبل