فلسطين- أن تزور القدس يعني ان تحمل ختم اسرائيلي على جواز سفرك. أمر يستفز الكثيرين ممن يرفضون التطبيع او الاعتراف بالاحتلال. يكفي ان يُذكر اسم الاحتلال لتقشعر ابدان هؤلاء، فكيف اذا اضطروا لمحادثة جنود الاحتلال والحصول على ختمه لدخول معلم ديني من صلب المعتقد الاسلامي اي الى القدس التي تحوي المسجد الاقصى. وكيف يمكن لهؤلاء ان يقبلوا الختم الاسرائيلي على جواز سفرهم لزيارة ارض عربية، اسلامية اسمها القدس الفلسطينية. ان تزور القدس يعني بمفهوم الكثيرين من رافضي الكيان، ان الزيارة هي تطبيع مع العدو، وهي اولى الخطوات للاعتراف به، ولشرعنة وجود ما زال مرفوضا حتى اليوم في الضمير العربي. كثيرون هم المدافعون عن زيارة القدس بحجة انها تطبيع مع القدس ودعم للمقدسيين وللصمود الفلسطيني، ربما نياتهم صادقة وزيارتهم هو الدعم الخالص لذاك الصمود الاستثنائي للفلسطينيين في الارض المحتلة، لكن كيف يمكن القبول بحمل "نجمة داوود" شعار اسرائيل على جواز السفر؟ وكيف يمكن السماح لهؤلاء الجنود بتفتيشهم عند الدخول الى ارض هي حقنا وهي عرضنا وهي قضيتنا؟ اليس ذلك اعتراف بالاحتلال. جدل فقهي بين علماء الدين اثارته شرعية زيارة القدس في ظل الاحتلال لكن الاتجاه العام هو تحريم زيارة القدس عن طريق الاحتلال نظرا للمكاسب والمصالح السياسية التي يمكن ان يستفيد منها العدو. رأي فيه الصواب، رأي يتوافق مع روح الشارع العربي، ومع معتقداته الناكرة لوجود العنصر الاسرائيلي الدخيل في ارضنا. "/المستقبل/" انتهى ا.ع المصدر: مركز فهد السالم لحوار الحضارات والدفاع عن الحريات |