بقلم منى فهد عبدالرزاق الوهيب
عبارات كانت دارجة على الألسنة افتقدناها منذ زمن ليس ببعيد... ديني لا يسمح لي بكذا... كرامتي تثنيني عن تجاوز الحدود... مروءتي تمنعني عن ارتكاب الخطأ..، من كان يصدح بهذه العبارات ولا يخجل من قولها لأي شخص كان، فهو لديه أشياء عزيزة لا يمكن أن يتنازل عنها مهما كانت المغريات التي تقدم، ولديه أشياء كثيرة ليست للبيع. بهذه الكلمات التي نَحنُّ اليها بدأت الكاتبة "/ منى فهد عبدالرزاق الوهيب /" في مقال لها تحت عنوان "/ من يعيدها إلينا؟ /" وقالت الكاتب "/الوهيب/" إن الدنيا هي الأسئلة الموجهة إلينا من قبل حاجاتنا وطموحاتنا، وكل واحد من الناس يجيب عن تلك الأسئلة بطريقته الخاصة، والتي تبلورت لديه من خلال التربية التي تلقّاها، والأهداف التي يسعى إليها، والظروف التي يحيا فيها، كما هي دار الابتلاء والاختبار، والعقبات والأزمات والمشكلات التي تواجهنا في شتى ميادين الحياة. ووضحت الكاتبة "إن وجود المشكلات في حياة الناس ليس هو الشأن"،وحددت أنه "يكمن الشأن كله في تكرار المشكلات نفسها سواء كانت مع أنفسنا أو مع أشخاص آخرين". واعتبرت أنه من "الواضح هنا أن عقولنا تعاني من الارتباك في التعامل مع خبراتنا ومع المعطيات والمعلومات الواردة إلينا"، ولهذا عزت الكاتب بالاسباب إلى أننا "نكرر الوقوع في المشكلة نفسها، ومن هنا يبدو لنا أن كثيرا من الناس لا توجد لديها أطر مرجعية تستند إليها في فهم الواقع وفي بلورة المواقف المناسبة تجاه ما تراه وتسمعه وتعانيه، للحد من حجم ذلك الارتباك الذي تعاني منه العقول". واكدت الكاتبة أنه في "البداية علينا التزام الهدوء وهو ضروري جداً لمن أراد تحديد جوهر المشكلة التي يعاني منها، أو نوعيتها، أو حجمها، فالإنسان المضطرب يفقد بعضاً من توازنه العقلي والنفسي لإدراك المشكلة موضع الشكوى، لأن العجلة في هذه الأمور سيئة للغاية". كما اكدت على أننا "نحن نحتاج أن نفتش عن منهج للعلاج، إذ إن أكبر عقدة في التعامل مع المشكلات تكمن في العثور على منهج ملائم لطبيعة المشكلة، وقد لا نحصل دائماً على حلول مثالية، فلنؤمن أن لكل مشكلة حلاً". واشارت الى أن "الحل قد لا يكون مرضياً دائما، ولا يرقى لطموحنا، فلنوطن أنفسنا على ذلك، فشيء خير أفضل من لا شيء، حتى نستطيع أن نتعايش ونعيش مع من افتقد القيم والأخلاقيات التي تجعل من حياته وحياتنا أكثر سكينة واستقرارا". "/المستقبل/" انتهى م.ع.م |
المصدر : الراي