بقلم عبدالمحسن أحمد حاجي
لا تزال معضلة التربية والتعليم في عالمنا الإسلامي تشكل منعرجا حاسما في الخروج من دائرة التخلف التي دخلت فيه مؤخراً، فالتعليم من جهة يعايش وضعية معقدة من التحولات التي حدثت في صلب الحياة الإنسانية المعاصرة، وهو بالتالي يواجه فيضا متدفقا من التحديات المصيرية، التي تنأى به عن دوره الحضاري في زمن يختنق بتحولات العولمة والإعلام وثورة التقانة والمعلوماتية؛ والتعليم من جهة اخرى قضيّة حيويّة تهمّنا جميعا، وتتصدّر قائمة أولويّاتنا ليس على الصعيد التربويّ فحسب، وإنّما على الصّعيد العالمي، لان أمم اليوم تعيش في قرية عالمية تمتد جسور التواصل بين أطرافها بقدر تمكنها من أداء وظيفتها التربوية وإتقان مهارتها في التحكم في دواليب اقتصاداتها.
واذا كان التعليم يعاني اشد المعاناة في عالمنا العربي – الاسلامي، بالتالي فإن التربية الأخلاقية للمواطن العربي باتت في بعض المجتمعات تنذر أن قنبلة مؤقوتة وستنفجر، وخاصة ان شبابنا اليوم اخذوا من الغرب الانحلال الاخلاقي الذي حاول الكاتب " عبدالمحسن أحمد حاجي" تحت عنوان " ناقوس الخطر يدق.. المقاهي سرقت أبناءنا"، كتب هذه المقال بعد رأى في احد المقاهي مشهدا وصفه بالمقزز، وحول نفسه لرسولا للأسر الغائبة والغيبة عن ابنائها وبناتها، قائلا: "أن هذه المشاهد لم تكن لتحدث لو كانت الرقابة الأسرية حاضرة، لو كان البيت قائما على التربية الصحيحة والمنهج القويم، لو كان الأب والأم على توافق تام وتباحث يومي وسؤال مستمر للأبناء عن التحركات والأصدقاء".
وتساءل الكاتب: هل هو الترف الذي قاد هؤلاء لينسوا كيف بنيت الكويت بسواعد أجدادهم، وعرق آبائهم؟ أم أنه المال الذي وضع في جيوبهم ولم يشعروا يوما بمرارة جمعه؟ أم هو الإهمال الذي يلقونه من المجتمع وغياب الفرص الحقيقية للإبداع والعمل؟ أم انها البطالة وانتظار طابور التوظيف الذي أنهك كاهلهم ودفعهم للتسكع وارتكاب الأفعال المنافية للأدب والحشمة؟ أم أنه الجهل الذي جعل منهم لقمة سائغة في أفواه أصدقاء السوء؟".
واكد الكاتب أنه "بعد أن نفعل الرقابة ونزيد جرعاتها، علينا أن ننتشل هذا الشباب التائه ونمنحه أملا في مستقبل واعد، من خلال فتح باب القطاع الخاص والجمعيات التعاونية للاستفادة من قدراتهم وسد الفراغ الحاصل في بعض الأعمال ومنحهم راتبا مقابل الخدمة التي يقدمونها، أو من خلال تشكيل مجموعات تعنى بمتابعة الأبناء وإرشادهم إلى الطرق الصحيحة للسلوكيات الحياتية، دون استثناء أي شاب أو فتاة، إضافة إلى إطلاق الدورات التدريبية وإشراكهم في صناعة المستقبل والقرار من خلال اختيار ممثلين عنهم للتواصل مع أعضاء مجلس الأمة ونقل همومهم ومشاكلهم والعمل على حلها تشريعيا".
وقال الكاتب: "إن تطوير الذات وتوجيه القدرات وإشعار الشباب بقيمتهم وأهميتهم وانتشالهم مما هم فيه ستجعلهم طاقة بالإمكان الاعتماد عليها في كل شيء، فالجيل الذي نراه اليوم تائها، لن يستطيع بأي حال من الأحوال أن يحافظ على مكتسباتنا وهذا يدفعني لدق ناقوس الخطر وإطلاق النفير العام للجميع ليقوم بمهامه على أكمل وجه فالاستثمار في الشباب هو أفضل استثمار على وجه الأرض".
واكد الكاتب أنه "قبل توجيه اللوم إلى الجهات المعنية في الدولة، فإن المسؤول الأول هو البيت الذي يخرج منه ذلك الشاب أو تلك الفتاة، وهنا لا أعمم على الجميع، لكن من رأيتهم في ذلك المقهى، وكل من على شاكلتهم".
وبلهجة شديدة قال الكاتب: "لسنا مستعدين أن نخسر المستقبل، ولا أن نرى أبناءنا يرتمون في أحضان الفساد والانحلال الخلقي، فالمسؤولية عامة وعلى الجميع التعاون، ومن المهم أن أذكر أن كرة الثلج مخيفة، ولكن إذا استطعنا منعها من أن تكبر فلن تهدم ما بنيناه على الإطلاق، وهذه الصرخة ليتها تجد أذنا تسمعها، وقلبا يعي خطرها".
ونقول للكاتب ان كلامك هذا يجعلك رسولا للأسر ماسياً لأن ما نقلته في مقالك هو الخطر بعينه الذي يهدد اجيالا بأكملها، واذ اننا ندعو الجهات المعنية في الدولة أن تضع حداً لهذه الممارسات اللاخلاقية لنربح مستقبلاً مقبلاً مزدهراً..
شكرا للكاتب .. شكرا للرسول الماسي " عبدالمحسن أحمد حاجي ".
المصدر : الأنباء