بات الارهاب اللاعب الاكبر على الساحة الدولية دافعا المصالح الاقليمية والدولية المتصادمة الى التلاقي على عنوان واحد وهو ضربه سواء مباشرة عبر تدخل عسكري او عبر خبرات تقدم للقوى التي تقف في وجهه من اليمن الى العراق و سوريا.
فهامش المناورة وتقاسم المصالح اضحى مهددا بفعل هذا التنظيم الذي يجتاح المنطقة عسكريا وفكريا و ينذر بتمدده من الشرق الى الغرب، وما المبايعة الاخيرة لجماعة بو كوحرام النجيرية المتشددة لتنظيم داعش سوى دليل بسيط الى تفشي داعش كظاهرة خطيرة يستحال اسئصاله اقله في المدى القريب.
لا تبدل في المشهد الاستراتيجي من حيث الاصطفافات الدولية، الا ان مراقبون كثر يؤكدون ان هنالك تلاق تكتيكي دفع خصوم الامس الى رسم شراكة جديدة اطارها تقليص حدود داعش الى الحد المعقول وليس القضاء عليه لاعتبارات عديدة اهمها ان هذه الورقة تتخذ من جهات اقليمية ودولية كمعبر لتحقيق اهداف تتمثل بحدود النفوذ والصراع القائم بين دول المنطقة في ظل تشعب الخيارات وتعدد ساحات الصراع.
خطر التنظيمات الاصولية الممتدة من اليمن الى العراق وسوريا بدء يشكل دافعا اكبر للتقارب الايراني – الاميركي، فمشاركة قائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني مباشرة في معارك صلاح الدين ونشر الصور العلنية له تشكل بالتاكيد رسالة ايرانية قوية لخصومها في المنطقة، وتظهر الموافقة الضمنية للولايات المتحدة على تدخل علني وفاعل اكثر من اي وقت لطهران على الارض العراقية، وبدلالة اكبر فان واشنطن اضحت مقتنعة بان إيران تملك عناصر القوّة على الأرض ما يسمح لها استظهار مشيئتها كلاعبة لها خصوصيّتها، وتحديدا في ما يخص امكانياتها في ضرب داعش وتقليص نفوذه بداية في العراق، اضف لذلك شبكة العلاقات الايرانية مع القوى العراقية الشيعية منها وحتى السنية، ما يجعله الطرف الاكثر تاهيلا من غيره في محاربة داعش ودفع خطره.
التماهي بين واشنطن وطهران قد لا يسري على ملفات ساخنة اخرى في المنطقة ، الا ان بداية تبلوره على الارض العراقية وما سيؤمن ذلك لواشنطن من شريك جدي يحمي مصالحها الامنية والاقتصادية هناك يدفع الاثنين معا للبحث عن خطوط تحاور في ساحات اخرى بدات بالتفاهم على ضرب داعش ولا نعلم على اي تفاهمات اخرى سترسو.