يعد فريق الغوص الكويتي التابع للمبرة البيئية التطوعية أحد النماذج المميزة للفرق التطوعية الكويتية، نظرا لما يقوم به من أعمال تطوعية مميزة تسهم بشكل مباشرة واساسي في المحافظة على البيئة البحرية.
"المستقبل" التقت رئيس فريق الغوص الكويتي وليد الفاضل لتتعرف منه عن قرب على أهداف الفريق وبداية نشاطه والمؤسسات التي تدعمه، وكذلك العقبات التي تعترض طريقه إن كانت هناك من عقبات.
أكد رئيس الفريق الكويتي وليد الفاضل بأن الفريق تأسس من مجموعة من الشباب الكويتي المتطوع للقيام بأعمال ومشاريع تساهم بحماية وتأهيل البيئة البحرية وذلك عام 1986م، ويهدف في رؤيته العامة إلى المساهمة في صناعة الوعي البيئي وتنامي روح العمل التطوعي محليا وعالميا.
وذكر الفاضل أن ان رسالة فريق الغوص الكويتي تختص حماية البيئة البحرية الكويتية، إنقاذا وتأهيلا من خلال المبادرة في تنفيذ مشاريع بيئية جادة بمهارات عالية ونشرها لزيادة الوعي البيئي محليا وعالميا، واشار إلى أن عدد اعضاء الفريق يصل غلى 40 عضوا بينما المسجلين في فريق الغوص الكويتي يصل إلى 200 عضو، وقال "هذا العدد الكبير لا نستطيع استيعابه لأسباب كثيرة لعل من بينها عدم توفر الأجهزة والأدوات لهم".
حماية البيئة وتشجيع الشباب.. هدفنا
وعن أهداف الفريق، ذكر الفاضل بان هناك عدة أهداف عامة لفريق الغوص الكويتي منها تأهيل وحماية البيئة البحرية، وتشجيع العمل التطوعي لخدمة البيئة، وكذلك إعداد كوادر وطنية ومتخصصة بالعمليات والمشاريع البحرية، وشدد رئيس الفريق الكويتي للغوص على أن رسالة الفريق تتمثل بالإهتمام بالعنصر الكويتي، وانتهاج سياسة التجربة، والاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين وإنجاز المشاريع البيئية الوطنية الجادة.
انجازات أكبر من أن تحصى
انجازات فريق الغوص الكويتي تحظى باحترام وتقدير كبيرين على المستوى الرسمي والشعبي، لما لها من تأثير كبير على تعافي البيئة البحرية، "المستقبل" سالت رئيس فريق الغوص عن انجازات الفريق العامة، حيث أكد بأن الانجازات على كثرتها ما كان لها أن تتحقق لولا دعم القيادية السياسية ممثلة بصاحب السمو الأمير الشيخ / صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح والحكومة ممثلة بكافة وزاراتها ومؤسساتها المختلفة، وأضاف " كرم و دعم القيادة السياسية ممثلة بسيدي صاحب السمو وسمو ولي عهده يعجزنا عن الحديث وذكره محامدهم الكثيرة وافضالهم التي لا تحصى على الفريق، وهي وعلى الدوام تدفعنا إلى مزيد من العمل والعطاء من أجل وطننا الغالي"، وأكد الفاضل بأن جميع وزارات الدولة تدعمهم بشكل كبير وتوفر كافة احتياجاتهم عند الطلب، سواء من خلال تسهيل وسرعة اننجاز الاجراءات الادارية، أو من خلال تزويد الفريق بالأجهزة العالية التكلفة، والتي لا يملكها ولا يستطيع توفيرها، وأضاف الفاضل " لولا الدعم الكبير الذي نلقاه من جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية وكذلك القطاع الخاص ممثلا بالبنوك وعدد من المؤسسات الأهلية لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، وما تمكنا من القيام بالأعمال التطوعية في الأماكن المختلفة".
وذكر الفاضل أن فريق الغوص الكويتي قام بـ 78 عملية تنظيف للبيئة الساحلية، و 12 عملية لإنقاذ الكائنات البحرية، فيما قام بانتشال أكثر من 566 قارب ويخت، ورفع أكثر من 155 طن من شباك الصيد من على الشعاب المرجانية، كمارفع أكثر من 165 طن من المخلفات الضارة من على الشعاب المرجانية، فيما قام الفريق بتركيب وصيانة أكثر من 76 مربط بحري لحماية الشعاب المرجانية، واشار الفاضل بأن الفريق قام قبل أسبوع بآخر عمليات الانتشال يحث قام بانتشال سفينة الاغنام الايرانية مقابل ميناء الدوحة، وذلك بتكليف من مؤسسة الموانئ الكويتية، وأوضح مضيفا "لدينا أجهزة ومعدات كثيرة ومكلفة بذات الوقت، فعلى سبيل المثال تكلفة الغواص الواحد تتراوح ما بين 500 دينار إلى 600 دينار، وتتجاوز تكلفة إجمالي المعدات إلى ما يزيد عن نصف مليون دينار كويتي، ومعدات الغوص مكلفة بطبيعتها، نظرا لملوحة البحر التي تسبب تلفها مع كثرة الاستخدام".
الأخطار كثيرة ومتنوعة
سألت "المستقبل" رئيس فريق الغوص الكويتي عن الاخطار التي يتعرض لها اعضاء الفريق أثناء تنفيذ مهامهم، فأجاب قائلا "الاخطار كثيرة ومتنوعة، حيث التيارات المالية الشديدة وتقلبات الطقس من الممكن أن تتسبب في خطر على حياة الغواصين، بالإضافة إلى أن الرؤية تكون عادة معدومة في المنطقة الشمالية لوجود الطمي النهري من العراق فيها، مما يجعل العمل هناك مخاطرة كبيرة".
وتابع الفاضل مبينا دائما ما نتبع كافة وسائل الأمن والسلامة، حرصا على حياة أعضاء الفريق، وأكد الفاضل "أن عمليات الانتشال التي تشكل خطرا على حياة الغواصين تلغى في الحال".
زيوت السيارات تلوث "جون الكويت"
يحارب فريق الغوص الكويتي الملوثات البيئية بكافة اشكالها المتنوعة، وعن أسباب التلوث في البيئة البحرية وكيفية علاجها، أجاب رئيس فريق الغوص الكويتي " من خلال تجربتنا في البيئة البحرية، هناك كميات كبيرة من الملوثات تلقى من قبل هواة الصيد ورواد البحر، فهناك كميات كبيرة من الأكياس البلاستيكية الملقاة على الشاطئ أو داخل البحر، كما أن هناك العديد من السفن التجارية ترمى الزيوت في البحر مما يؤدي إلى تلف البيئة البحرية، بالإضافة إلى المصانع التي ترمى مخلفاتها الصناعية من حديد وانقاض وأكياس بلاستيكية، بالإضافة مشروع الغزالي والذي يتسبب بتلويث جون الكويت بالزيوت نظرا لإلقاء محلات الزيوت ومغاسل السيارات في المنطقة الصناعية بالشويخ الزيوت في مجارير مياه الأمطار، مما يتسبب باضرار كبيرة للبيئة البحرية، وهو ما يؤثر على المخزون السمكي في جون الكويت .
المشاريع.. تنعش البيئة البحرية
وعن المشاريع التي قام بها فريق الغوص الكويتي، ذكر وليد الفاضل بأن الفريق يدتهد في تنفيذ المشاريعالتي من شأنها انعاش البيئة البحرية وتعويضها عن الدمار الذي يخلفه الانسان يوميا، واضاف الفاضل "الأصل في عملنا هو الانقاذ البيئي، فهناك الكثير من المشاريع التجارية التي تتم في البحر نحن لا نشارك فيه، نظرا لكونه يخرج عن اهدافنا الرئيسة وهي المحافظة على البيئة البحرية، وقد قمنا بإنشاء 25 محمية اصطناعية للشعاب المرجانية والأسماك ضمن محميات ( جابر الكويت البحرية )، و بالتعاون مع مؤسسة الموانئ الكويتية وبلدية الكويت وإدارة سوق شرق والإتحاد الكويتي للصيادين وكذلك لجنة إزالة التعديات التابعة لمجلس الوزراء، قمنا بتنظيف نقعة الشملان( نقعة سوق السمك ) في شرق، ، حيث اتممنا أربعة حملات كبرى لتنظيف النقعة.
وتطرق الفاضل إلى المشاريع البحرية التي قام بها الفريق داخل البحر، حيث أوضح أن فريق الغوص الكويتي قام بزراعة الشعاب المرجانية في مواقع مختلفة تفتقر فيها الشعاب عوضا عن مادمره الإنسان والطبيعة، ومنها زراعة ثلاثة مواقع في شعاب جزيرة أم المرادم وكذلك إنزال 10 مجسمات عنكبوتية وزراعة المرجان عليها، بالإضافة إلى إعادة زراعة الشعاب المكسورة مع تثبيتها بأفضل وسائل في شعاب جزيرة قاروه.
حملات توعوية.. متواصلة
وبشأن الحملة التوعوية التي يقوم بها الفريق لطلبة مدارس وزارة التربية يوم الثلاثاء من كل أسبوع، ذكر الفاضل بأنها تأتي انسجام مع رسالة وأهداف الفريق الكويتي، وتتطلع إلى نشر الوعي البيئي لدى النشىء، بغية تكوين جيل مهتم بالبيئة منذ نعومة أظفاره ويحافظ عليها، واضاف الحملة المتنقلة لتنظيف الشواطئ تمتد لأربعة أشهر تم خلالها استقبال أكثر من (300) طالبا وطالبة من مختلف مدارس الكويت، بالإضافة إلى جمعيات النفع العام والجهات الحكومية والخاصة والجمهور العام، وذلك بالتعاون مع بلدية الكويت و وزارة الصحة ووزارة التربية وشركة المشروعات السياحية، وقد حضرت "المستقبل" أمس الثلاثاء حملة توعوية أقامها فريق الغوص لمدرستي خالد بن الوليد وعبدالعزيز الرشيد في مقهى سليمان الشميمري في منطقة شرق، حيث قام رئيس فريق الغوص الكويتي بتقديم عرض متكامل عن اهداف ومهام ورسالة فريق الغوص لأبنائه الطلبة، توجه بعدها الطلبة إلى شاطئ شرق لتنظيفه مصحوبا من عدد من اعضاء فريق الغوص والمربيات المشرفات.
واشار رئيس فريق الغوص الكويتي إلى نشر الوعي الثقافي بالبيئة يشمل اقامة بورش تدريبية والمشاركة في المعارض المختلفة، ناهيك عن بالعديد من الزيارات المدرسية والمحاضرات للتوعية بأهمية المحافظة على البيئة، وإصدار العديد من المطبوعات والنشرات التوعوية.
الجوائز عالمية ..اعتراف بالتميز
وعما اذا كان الفريق قد فاز بجوائز عالمية تقديرا لجهوده المميزة في حماية البيئة البحرية ونشر الوعي الثقافي، أوضح الفاضل بأن جهود الشباب الكويتي المتطوع لخدمة بلده لم تكن من أجل الحصول على الجوائز أو المكافآت، وإنما جاءت كمبادرة منهم من أجل تقديم جهد متواضع لبلدهم عوضا عن لعن الظلام، واضاف "بدلا من الجلوس في "الديوانية" وإلقاء اللوم على الجهات الحكومية أو المسؤولين، فضلنا المبادرة في تقديم عمل من شأنه خدمة البيئة البحرية، فـ "إشعال شمعة خير من لعن الظلام"، وبالفعل تمكنا وبدعم كبير من القيادة السياسية والجهات الحكومية والقطاع الخاص من عمل الكثير من الأنشطة والمساعدة في تخليص البيئة البحرية من الكثير من الاضرار الناتجة عن مخلفات الانسان وإهماله في بعض الاحيان"، ولفت الفاضل إلى أن الفريق حصل على ثلاثة جوائز عالمية في حماية وتأهيل البيئة البحرية من منظمة الأمم المتحدة، وذلك نال جائزة فورد عن برنامج فورد لمنح المحافظة على البيئة،وحاز فريق الغوص الكويتي على أعلى تكريم دولي لمنظمة ( NAUI ) العالمية لجائزة الإنجاز البيئي العالمي لعام 2000 م – 2009م وعمل نصب تذكاري باسم الفريق عند مدخل مقر المنظمة بأمريكا، بالإضافة إلى الحصول على جائزة المملكة العربية السعودية الدولية للإدارة البيئية، وأكد الفاضل بأن فريق الغوص الكويتي يضم 30 شابا كويتيا متطوعا لخدمة البيئة البحرية يوصل الليل بالنهار لتقديم شيء يسير لوطن قدم الكثير لأبنائه.
تعاون وثيق مع المؤسسات الدولية
وعن المشاركات العالمية للفريق وكذلك التعاون مع المنظمات الدولية، ذكر رئيس فريق الغوص الكويتي أنهم حريصون على مد جسور التعاون مع مختلف المؤسسات الرسمية والأهلية التي تعنى بالحفاظ على البيئة عربية كانت أو دولية، وذلك لنقل تجارب الفريق وتبادل الخبرات في الحفاظ على الحياة الفطرية البحرية من خلال الزيارات المستمرة وعمل الشراكة العالمية مع اﻟﻤﺨتصين بهذا اﻟﻤﺠال، ولتكوين شراكة دولية لجميع محبي البيئة البحرية من الغواصين والمنظمات الخاصة في مجال حماية البيئة البحرية لنشر أكبر قدر ممكن من التوعية اللازمة لحماية البحر وكائناته، واضاف الفاضل بأن الفريق عمل شراكة مع أكثر من 40 منظمة اقليمية ودولية مهتمة بالبيئة البحرية، كما أن الفريق لديه الكثير من المشاركات العالمية مثل المشاركة في مؤتمر ديما العالمي التابع لمنظمة ( NAUI ) في الولايات المتحدة الأمريكية، واللجنة العلمية للإتحاد العالمي للغوص ( CMAS) في إيطاليا، والمركز العلمي العالمي ( Seamarc ) بجزر المالديف، بالإضافة أن لديه تعاون مع جامعة ( Queensland ) أستراليا، وكذلك مركز (Aware ) بريطانيا، ناهيك عن جمعيات الغوص في دول مجلس التعاون الخليجي