بقلم خيرالله خيرالله
للكاتب نقول مقالك فيه المنطق سيد الموقف
تحت عنوان " لماذا يقود قاسم سليماني معركة تكريت؟" للكاتب "خيرالله خيرالله " نشرت في موقع جريدة "الراي الكويتية" تساءل فيها: هل تكريت مستهدفة بسبب وجود «داعش» فيها؟ لا شكّ أن التنظيم إرهابي ولا مفرّ من التصدي له. ولكن لماذا يقود قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، قاسم سليماني، القوات الحكومية العراقية والميليشيات التابعة لها وقوات أخرى ايرانية في معركة تكريت؟
وشدد الكاتب "خيرالله" على الجانب الأهم من الخطورة للتدخل الايراني في العراق معتبراً أنه "يتمثّل في وجود قائد ايراني على رأس مجموعة مذهبية تسعى إلى استعادة مدينة عراقية من تنظيم إرهابي. أمّا الجانب الآخر من المشكلة، فعائد إلى وجود رمزية لتكريت كمدينة ولما بعد مرحلة إخراج «داعش» منها".
واشار الكاتب إلى أن فحوى الرسالة الايرانية من تدخلها تشير إلى أنّ "حلول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مكان نوري المالكي، لا يعني أيّ تغيير جوهري، وأنّ سليماني وغيره من المسؤولين الإيرانيين، يستطيعون دخول العراق ساعة يشاؤون وكيفما يشاؤون ومع من يشاؤون من دون وجود من يعترض على ذلك. أكثر من ذلك، هناك نوّاب عراقيون على استعداد أن يكونوا حرّاسا شخصيين لسليماني، الذي ظهر في إحدى الصور مع عضو في مجلس النوّاب ينتمي إلى ميليشيا مذهبية، يرتدي قميصا اسود ويحمل رشاشا... ويلعب دور الحارس الشخصي له!"
وبالتأكيد بحسب اطلاعنا كموقع "المستقبل"على تفاصيل معركة تكريت وموقفنا الفهمي من هذه المعركة يتوافق مع ما قاله الكاتب "خيرالله" الذي استطاع ان يجيد تقدير ابعاد ومدى التأثير الايراني على العراق حكومة وقوى عسكرية لأن عندما شن الجيش العراقى حملة كبرى لاستعادة مدينة تكريت الرئيسية من تنظيم داعش فقد تفاجأت الولايات المتحدة بهذه الخطوة. كون المسئولون الأمريكيون لم يكونوا على علم بدرجة كبيرة بالتخطيط والتوقيت الخاص بتلك العملية، وقال البنتاجون إنه لم يقم بضربات جوية دعما لهجوم تكريت لأن الحكومة العراقية لم تطلب تلك المساعدة. وهنا يتببين أن عمق التدخل الإيرانى وعدم مشاركة الولايات المتحدة فى معركة تكريت إلى أن الحملة التى قادها التحالف لم تفعل الكثير لإضعاف النفوذ الإيرانى على الأمن العراقى.
وبالعودة الى مقال الكاتب "خيرالله" في "الراي"، فقد تحدث عن هشاشة المؤسسات العراقية، بما في ذلك رئاسة الوزراء والجيش العراقي. وقال أن هذا الجيش ظهر في مظهر الجيش الفئوي الذي يقبل أن يسيّره الإيراني من بعيد وقريب وإلى جانبه ميليشيات مذهبية سمّيت «الحشد الشعبي». أمّا العشائر السنّية العربية، فيبدو أفرادها أقرب إلى ممثلين ثانويين في مسرحية. إنّها مسرحية عنوانها الأوّل والأخير الحرب العراقية ـ الإيرانية المستمرّة منذ العام 1980 من القرن الماضي، وأنّه ليس صحيحا أنّ آيه الله الخميني اضطر إلى التناول من «كأس السم» ووقف هذه الحرب في العام 1988.
المصدر : الراي