بقلم حسن الهداد
للهداد نقول حروفك حروف ذهب ولآمست الواقع
نشر الكاتب " حسن الهداد" مقالا تحت عنوان " لا تقفزوا.. فالواقع يجاوبكم" أقل ما يمكن أن يقال عنها أنه اصاب الواقع فيها حيث انطلق في كتابة مقاله من باب المنطق والفهم طارحاً أكبر مشكلة تعاني منها الكويت ألا وهي المعارضة التي تخرج عن الخط الإصلاحي في حال وجود الفساد فقط تساءل في مقاله: "هل من ينادي بالحكومة المنتخبة في ساحة الإرادة كردة فعل ستحل مشاكلنا؟ وهل المعارضة الحقيقية مجرد فزعات انتقائية لبعض رموز السياسة أم أن عملها الحقيقي يتمثل بمشروع وطني؟ وتابع في شرح مفهوم المعارضة قائلاً :"انها تعارض الفساد من خلال طرح مشاريع إصلاحية بهدف تصحيح الاعوجاج مع حرصها على احترام القانون والدستور والحفاظ على أمن وسلامة البلد من أي عبث، وغير ذلك مرفوض مهما كانت المبررات، لأن الخطأ لا يعالج بخطأ أكثر فداحة.
وأكد في مقاله على أن حرية التعبير في ساحة الإرادة حق مشروع للكل، مشدداً على أن مطلب ساحة الإرادة المتمثل بالحكومة المنتخبة للأسف لا يرتقي للواقع الذي نعيشه وغير مجد.. ولا يصح القبول به ما دام مكانه الفعلي يكمن في قاعة عبدالله السالم فحسب، ويجب أن يأتي وفق الأطر الدستورية وغير ذلك يعتبر كلاما فارغا من محتواه ولا يصلح للنقاش، لاسيما أن المطلب أساسا مرفوض من معظم أهل الكويت كون مستقبله مخيفا لاعتبارات كثيرة، أبرزها تتمثل في ثقافة المجتمع التي مازالت قابعة تحت سلطة التعصبات وفقدان الوعي السياسي الواضح في الممارسة الديموقراطية.
اذا ما كتبه الكاتب "حسن الهداد" في مقاله يؤكد أن ما يسمى "معارضة" بحسب مفهومي أنا الشخصي يتفق مع ما كتبه "الهداد" لأننا لم نلحظ في اداء المعارضة إلا ما يؤكد خروجها عن الاطار الفهمي لمبدأ المعارضة، حيث لا يمكن اعتبار التخبط في الطرح وسيلة لمعالجة المشاكل، او حمل شعارات كيدية يعبر عن معارضة حقيقية فما نراه هو معارضة كيدية لا ترتقي الى المستوى المطلوب.
وبالعودة الى مقال "حسن الهداد" فقط قال ما يؤكد أن "المعارضة هذه فاقدة الصفة" قائلا: "من لا يعرف أصول المعارضة فما عليه إلا أن يبتعد عن ساحتها حتى لا يصور للمجتمع بأن كل معارض يعتبر فوضويا في فكره وتصرفاته، الأمر الذي قد يتسبب في انعدام الثقة لكل من يسعى للإصلاح، ويصبح المعارض الحقيقي منبوذا أمام المجتمع".
واعتبر الهداد : "هناك كثير من الحقوق ضاعت نتيجة جهل أصحابها الذين لا يدركون كيفية التعامل مع الأحداث بحكمة وحنكة، والسبب أن أنصار رموز السياسيين لا يعارضون من أجل إصلاح وطن بقدر ما هم يمارسون تقديس الأشخاص وكأن رموزهم معصومون عن الخطأ، وهذا الأمر دائما ما يكون لصالح أطراف أخرى تستفيد من أساليب أتباع المعارضة التي تتخبط نتيجة تحديات لا يدركون مخاطرها على الساحة السياسية".
وختم بمقولة.. "الكويت أهم منا جميعا، والمعارضة الصادقة دائما ما تبني أركانها من أجل بناء وطن وليس فزعات مكشوفة".
ونحن نقول للهداد علّ الجميع يقرأ ما كتبته من حروف فهي حروف الذهب ولآمست الواقع، تحية لقلمك.
المصدر : الأنباء