يوماً بعد آخر تنفضح خيوط اللعبة الأميركية في صناعة تنظيم "داعش"، ويوماً بعد آخر يؤكد لنا من خلال العديد من التصريحات والتقارير تورط اميركا في ذلك، فقد رأى المبعوث الدولي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أن "الخطيئة الكبرى" كانت غزو أمريكا للعراق، الذي أدى إلى ظهور تنظيم "داعش" وحدوث انقسام في البلد. الابراهيمي الذي كان يتحدث في فعاليات "المنتدى الدولي للاتصال الحكومي" في الشارقة تطرق إلى التطورات في المنطقة والاحداث في سوريا والعراق، وقال إن "داعش كان التنظيم المعتمد من القاعدة في العراق، في حين أن جبهة النصرة هي التي كانت معتمدة في سوريا".
واضاف "لا يمكن أن نقفل على أزمة داخل حدودها، ولا بد أن تتمدد إلى خارج الحدود بوسائل مختلفة"، موضحاً انه "في سوريا أزمة كبيرة تتأثر بالخارج وتؤثر بالخارج، والآن كل من لبنان والأردن وتركيا والعراق تتأثر عبر ظروف خطيرة جداً بما يجري في سوريا، وكلما طال الوقت كلما ازدادت الأخطار على هذه الدول".
واعتبر الإبراهيمي أن "الخطيئة الكبرى والأم هي غزو العراق من قبل الولايات المتحدة في العام 2003، الذي أدى إلى انقسام البلد"، مؤكداً ان "داعش هو ابن القاعدة الذي كان يقوده "أبو مصعب الزرقاوي"، إن الأميركيين خلقوا الظروف التي أدت إلى وجود القاعدة في العراق".
وقال محلل سياسي فرنسي لــ "المستقبل"، بعد سؤاله عما اذا كانت واشطن تمول داعش؟ علينا ان نعترف أن إعلان واشنطن مكافحة الإرهاب تمثيلية زائفة، لأن المنظمات الارهابية لها المكانة في الخطط الاستراتيجية للبنتاغون. وان الادارة الامريكية استغلت ما سمي الربيع لتعيد رسم خريطة الشرق الأوسط لصالح المجموعات الارهابية من اجل غايات تخدم مصالها في دول تشكل منطقة حيوية للولايات المتحدة.
واعتبر المحلل السياسي الذي رفض الكشف عن اسمه، أن سياسات الغرب تهدف إلى تدمير دول وتشريد الملايين من الناس وفتح المجال أمام انتشار وتكاثر التنظيمات الإرهابية التي أصبحت تمثل تهديدا مباشرا لمواطني الدول الغربية، لأن الغرب غالباً ما استخدم سياسات خاصئة في تعاطيه مع الشرق الأوسط.
ورأي المحلل الفرنسي أن الحكومات الغربية لن تردعها اخطاؤها السابقة لأنها غارقة بالتفكير في مصالحها التي ستفعل اي شيء لتحققها.
وبسؤاله هل اسرائيل مستفيدة من تنامي التنظيمات الارهابية قال: أن اسرائيل مما لا شك مستفيدة فلو نظرتم الى حجم زيادة المستوطنات التي تؤكدها التقارير التي تنشر بالاعلام، وبالتأكيد وجود التنظيمات الارهابية جعل من القضية الفلسطينية لا تكون بالصدارة في أروقة الأمم المتحدة أو في خطابات زعماء العرب.