يبدو أن تركيا ستكون احد الأهداف الجديدة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش»، حيث حذرت وكالة الاستخبارات التركية من أن عناصر من التنظيم دخلوا البلاد لشن هجمات ضد بعثات ديبلوماسية تشارك بلادها في التحالف الدولي، أو للانتقال إلى أوروبا لشن هجمات، وان حوالى ثلاثة آلاف ينتظرون في سوريا والعراق.
وفي واشنطن، اختتم الرئيس الأميركي باراك أوباما، أعمال القمة الدولية لمحاربة التطرف، بالدفاع عن الغرب، داعيا إلى رفض ما يبثه المتشددون من أن الدول الغربية تحارب الإسلام، ومطالباً العالم الإسلامي بمكافحة التفسيرات الخاطئة للدين.
حيث حذرت وكالة الاستخبارات في تقرير داخلي، عناصر الشرطة والأمن من أن متشددين من «داعش» دخلوا البلاد، وأنهم يخططون لمهاجمة بعثات ديبلوماسية في أنقرة واسطنبول.
مشيرةً إلى أن ثلاثة آلاف عنصر من «داعش» يتطلعون لدخول تركيا عبر حدودها الجنوبية، بعد فشلهم في الاستيلاء على مدينة عين العرب (كوباني) السورية. وأضافت «من المعتقد أن بعض المتشددين، من بينهم قادة كبار يخططون لشن هجمات، دخلوا تركيا بالفعل، ويقيمون في بيوت آمنة»، من دون تحديد عددهم.
حيث أن متشددين من الخبراء في الهجمات الانتحارية والتفجيرات يعدون لهجمات على بعثات في اسطنبول وأنقرة لقوات التحالف التي تتدخل في سوريا».وأن بعض المتشددين، ممن يحملون الجنسية السورية أو من الفلسطينيين دخلوا تركيا كلاجئين، يعتزمون أيضا العبور إلى بلغاريا لتنفيذ هجمات في دول الاتحاد الأوروبي.
يذكر أن تركيا شهدت عدة تفجيرات خلال العام الحالي، كان آخرها قبل أسبوع قرب بلدة سوروج في محافظة شانلي أورفة الحدودية، حيث انفجرت عبوة مخبأة أسفل سيارة بالقرب من حاجز تفتيش تابع للشرطة. وتنفي أنقرة الاتهامات الغربية لها بأنها تدعم التكفيريين، وسمحت لعدد كبير منهم بالعبور عبر أراضيها إلى سوريا.
إلى ذلك، وقعت أنقرة وواشنطن على اتفاق لتدريب وتجهيز المسلحين السوريين «المعتدلين». وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في أنقرة إن السفير جون باس وقع الاتفاق مع مساعد وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي اوغلو.
ودان أوباما، في ختام مؤتمر لمحاربة التطرف والجماعات «الجهادية» في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، تسويق المنظمات الإرهابية فكرة أن الغرب يحارب الإسلام، واصفا إياها بأنها مجرد «كذبة بشعة»، مجدداً مناشدة العالم محاربة التطرف. وأعلن أوباما، أمام ممثلين عن 60 بلداً، أن «هناك تاريخاً معقداً بين الشرق الأوسط والغرب، ولا ينبغي أن يكون أحد بمأمن من الانتقاد بشأن سياسات بعينها، لكن فكرة أن الغرب في حرب مع الإسلام هي كذبة قبيحة. وكلنا بغض النظر عن معتقداتنا علينا مسؤولية رفضها. ومن ثم فإن الجاليات المسلمة، وبينها الباحثون وعلماء الدين، عليها مسؤولية أن تتصدى ليس فقط للتفسيرات الملتوية للإسلام ولكن أيضا للكذبة بأننا نخوض بشكل ما صراعا للحضارات»، معتبرا أن «هذا الاعتقاد هو الأساس الذي يبني عليه الإرهابيون إيديولوجيتهم التي يحاولون من خلالها تبرير الإرهاب».
وذكر أوباما بدعوته، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى القضاء على التطرف، مطالبا جميع الدول بتقديم «اقتراحات ملموسة» خلال الدورة المقبلة في الخريف. وأعلن إن بلاده «ستقوم بالمزيد لمحاربة الإيديولوجيات البغيضة. واليوم، أدعو بلدانكم إلى الانضمام إلينا» في هذه المعركة، مشددا على ضرورة «مواصلة حربنا ضد المنظمات الإرهابية».
وفي السياق حذر من استغلال الإرهابيين والجماعات المتطرفة للأوضاع الصعبة، لا سيما الاقتصادية، التي يعيشها بعض الناس، من أجل تجنيدهم. وقال «حين يشعر الشباب أنهم مسجونون في دائرة الفقر، وحين لا يكون هناك فرص للتعليم ولا فرص لمساعدة عائلاتهم، فهذا يؤدي إلى عدم الاستقرار والفوضى، ويؤدي إلى تجنيد بعضهم في صفوف هذه الجماعات الإرهابية». وأضاف «علينا أن نوفر فرص التعليم خاصة للبنات، وأن نمنح الفرصة للنساء، فالمجتمعات لا تنجح من دون مشاركة المرأة».