أخذني الفضول بعدما أخبرني بعض الأصدقاء بما يسمي بالتسريبات وقررت متابعتها علي أحد القنوات الفاشلة التي تبث من تركيا أو ربما قطر وتساءلت يعني ايه تسريبات ؟ وأيه دوافعها وخلفيتها؟ ولماذا التسريبات في ذلك الوقت الذي تجاهد فيه مصر للنهوض؟

فشاهدت واستمعت  لبعض  هذه التسريبات والتي بدا  عليها أنها قديمة فبعض هذه التسجيلات  يعود لأيام الرئيس  مرسي  وعدلي  منصور و تبث  علي أنها تسجيلات  حديثة تم تسريبها في وقتنا الحالي ، مثل تسريب جاء فيه صوت وزير الداخلية مع أحد الضباط في أجتماع  الداخلية  بأقسام الشرطة  وبدا  فيه  انه كان  يشتكي  للوزير عن  سوء  المعاملة مع المواطنين داخل أقسام الشرطة  وشرطي آخر  كان يشتكي  من سرقة سيارته وقال  للوزير أن  أحد  المسئولين  بالشرطة قال له اذا  كان لك سكة  مع البدو والعرب  هترجعلك عربيتك  فرد عليه الوزير  وقال  أنا  الكبير بتاعك وهرجعها لك، لا اري فيه ما يشين  وحديث عادي جدا.
وفي  آخر تسريبة  اذاعتها  القناة  الفاشلة  كان عن كلام يمكن ان يقال  في اي مكان أو بالمقاهي وكان عن  علاقة  القيادة  المصرية  بدول الخليج  وأموالها  وتمويلاتها  في  نظري  كان كلام  ايضا عادي  وكلنا  نردده  ولايعيب ذلك  دول الخليج  نعم  هم لديهم  كنوز  ولديهم  المال مثل  الأرز فما  المشكلة  في ذلك؟
فهم دول  غنية  وهذا الكلام لايقلل من شأن  من قاله  ولايوجد  سبة  في هذا الكلام  ولاضرر  ولا ابتزاز  ولا مصالح  ولا اتفاقات تسيء  لهذه الدول الصديقة خشينا  مثلا أن نسمع تسريبات  لمؤامرات عسكرية كبيرة أو اتصالات تآمرية مع حكام طهران، أو أسرائيل أوترتيبات سرية مع زعيم تنظيم داعش، وإذ بها مجرد دردشات، فما  حدث من هذه القناة  الغير  مهنية يهدف الي بث روح العداوة  والفتنة  بين مصر  وحلفائها  من دول الخليج وهذه النوعية  من الأعلام  الأصفر يقوم علي  الفتن  والفضائح  لكنها  لاتدوم طويلا  لأنها  تفقد مصدقيتها  سريعا  والمشاهد الفطن  والمتابع  الجيد  بنفسه  سيكتشف كذب  وتزوير واللعب في هذه التسجيلات  كما أكتشفتها  بنفسي  عندما  أستمعت  لتسريبة قالها  وزير الداخلية مثلا  "الرئيس مؤقت و شوية  وماشي "دلالة  علي ان التسريبات  قديمة  وليست لها  علاقة بوقتنا  الحاضر
فمهما  ظن  الاعلام نفسه  قويا فأنه لن يستطيع التأثير طالما لاتوجد عنده قضية أو مصداقية .
هناك  حملة شرسة علي مصر وقيادتها  السياسية  ولن يهدأ بال  الأعداء  طالما  مصر  تصعد وتعود وتضمد جراحها  فمصر  تواجه حربا  واسعة  من  اربعة أضلاع  قطر  وتركيا  واسرائيل  وأمريكا  الذين يحاولون  بشتي  الطرق  شل  حركة  مصر  وأقتصادها  وشعبها ونحن  نعلم جيدا  المؤامرات  التي  تحاك  حولنا  ونعلم  أن هناك المزيد من الإرهاب الممول من الأن وحتي  مارس القادم  والذي سوف يعقد فيه المؤتمر الاقتصادي  العالمي بشرم الشيخ والذي يعد  بمثابة  ذراع مصر الواقي  لكني  أدعو الله  ان يحمي  مصر  من كيدهم وحقدهم  وان يعقد هذا المؤتمر بسلام وياتي ثماره  الطيبة  علي  مصرنا . لكن  حتي هذا اليوم  فاننا نطالب  الأمن  بالحذر  والتأمين  لكل  المنشآت والفنادق  والميادين ليل  نهار حتي  نفوت عليهم  فرص التخريب  والدمار المقبوض ثمنه  من فئة ضالة  فاقدة  للضمير وروح الوطن  تعمل  من أجل مصالحها  الشخصية  غير  مراعية  لحقوق دول الجوار
استقرار مصر مسألة حيوية لأمن واستقرار دول الخليج كلها، والعالم العربي. و ضرب الاستقرار من قبيل العبث السياسي، سينعكس سلبا علي المنطقة بأكملها.
في الحقيقة ان التسريبات  كانت أفضل  دعاية لمصر وما حاولت  ان تقدمه قطر وأعوانها  انقلب  عليهم جميعا  وترابط  الجميع  أكثر ودعاياتهم  الفاشلة اظهرت  مدي  ضعفهم  وخوفهم وصغر قامتهم  ودول الخليج  تعي  وتفهم  ما يدور حولها  من مؤمرات تستهدف الأنظمة العربية كلها  ويعلمون جيدا  أن  مصر هي شريان  الحياة  لهم جميعا  لذلك دعم مصر  لم يات من فراغ وأنما من قناعة  وثقة في أن أمن العرب  جميعا يبدأ  من المحروسة  .