ابرز اهتمامات الصحف الروسية الصادرة في موسكو: محلياً القبض على 31 من أعضاء "حزب التحرير" بوسط روسيا. الإفراج عن آخر المحتجزين الروس في ليبيا. غروشكو: لا آفاق لضغط ناتو على روسيا عبر تعزيز قواته في شرق أوروبا. الكرملين: مباحثات قمة موسكو حول أوكرانيا كانت جوهرية ومعمقة. ناتو يعلن دعمه الكامل لجهود هولاند وميركل للتسوية في أوكرانيا. لندن: لا نخطط لإرسال أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا. سلوفاكيا تعارض تزويد أوكرانيا بالسلاح.
في الشأن المحلي، أفاد المكتب الإعلامي لهيئة الأمن الفيدرالية في جمهورية باشكيريا الروسية بأن قوات الأمن ألقت القبض على 31 شخصا من أعضاء تنظيم "حزب التحرير الإسلامي" المحظور.
وأوضح المكتب يوم الخميس 5 شباط/فبراير، أن "المشتبه بارتكابهم جرائم جرى وضعهم في السجن الاحترازي"، حتى تتخذ المحكمة التدابير القانونية بشأنهم.
تجدر الإشارة إلى أن المحكمة العليا في روسيا أصدرت في عام 2003 قرارا يحظر نشاط "حزب التحرير" في البلاد ويقضي بإدراجه في قائمة المنظمات الإرهابية.
اما بشأن المحتجزين الروس في ليبيا، اشارت الصحف الى أعلان السفير الروسي في ليبيا إيفان مولوتكوف أن سلطات طرابلس أفرجت عن آخر المواطنين الروس الذين كانت قد احتجزتهم في مطار غدامس على الحدود مع الجزائر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وأشار إلى أن الروسي المفرج عنه موجود حاليا في أحد الفنادق اللبيبية، وهو لا يملك أية وثائق ثبوتية، مما يعطل عملية مغادرته ليبيا.
وأضاف أنه نظرا للوضع الراهن في البلاد، "فإنه من السابق لأوانه القول إنه قد تم تحريره نهائيا"، مشيرا إلى أن السفارة تفعل كل ما بوسعها لتمكينه من مغادرة ليبيا.
كما ذكر مولوتكوف أن المواطنين الروسي والطاجيكستاني، المطلق سراحهما اخيرا، غادرا الأراضي الليبية.
وكان 7 من أفراد طاقم طائرة تابعة لشركة "روت آفيايشن" الإماراتية احتجزوا يوم 14 تشرين الثاني/نوفمبر في مطار غدامس جنوب غربي ليبيا، بينما تم إطلاق سراح 4 منهم في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وجرى الإفراج عن روسي وطاجيكي يوم الأربعاء الماضي.
والأزمة الأوكرانية تصدرت عناوين الصحف الروسية اليوم وتطرقت الى مباحثات قمة موسكو حول أوكرانيا، وأعلن الكرملين أن المحادثات التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حول التسوية في أوكرانيا كانت جوهرية ومعمقة.
وفي ختام اللقاء الذي استغرق أكثر من خمس ساعات قال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن العمل يجري حاليا على وضع وثيقة مشتركة بشأن آلية تطبيق اتفاقات ميسنك للتسوية في أوكرانيا.
وأشار بيسكوف إلى أن الحديث يدور حول وثيقة "تضم مقترحات الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو والمقترحات التي تمت بلورتها اليوم، وتلك التي أضافها الرئيس فلاديمير بوتين". وأوضح أن مشروع الوثيقة سيعرض فيما بعد على جميع الأطراف للمصادقة عليه.
هذا وأفاد بيسكوف بأن زعماء دول "مجموعة النورماندي" (روسيا، أوكرانيا، ألمانيا، فرنسا) سيجرون محادثات هاتفية الأحد القادم لاستخلاص نتائج القمة الثلاثية في موسكو.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وصلا إلى موسكو مساء الجمعة 6 شباط/فبراير ليبحثا الأزمة الأوكرانية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان هولاند وميركل أجريا الخميس 5 فبرار محادثات مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في كييف حول الوضع في جنوب شرق أوكرانيا وسبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في المنطقة.
وقبل توجهه إلى كييف الخميس، أعلن هولاند أنه أعد مع ميركل مبادرة جديدة لإنهاء النزاع المسلح في أوكرانيا، يريدان بحثها مع كل من الرئيسين الأوكراني والروسي.
وأشار هولاند إلى أن هذه المبادة تستند إلى مبدأ وحدة الأراضي الأوكرانية، مضيفا أنه والمستشارة الألمانية لا يريدان الاكتفاء ببحث مبادرتهما، بل "وضع نص مقبول من جميع الأطراف".
وفي ختام المحادثات في كييف، امتنع زعماء الدول الثلاث عن أي تعليق على نتائجها، فيما ذكر مسؤول في الرئاسة الأوكرانية أن اللقاء أثمر في بلورة "مقترحات جديدة نوعيا" بتسوية النزاع المسلح في شرق البلاد.
من جانبها، قالت المستشارة الألمانية قبيل توجهها إلى موسكو الجمعة إنها غير متيقنة تماما بأن تؤدي المحادثات في العاصمة الروسية إلى التوصل لوقف إطلاق النار.
وكانت برلين أكدت سابقا أن البنود الـ12 لاتفاقية مينسك حول وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا ستكون أساسا لمفاوضات ميركل وهولاند مع بوتين.
فيما أعرب يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، عن أمل موسكو في أن تأخذ الخطة الفرنسية الألمانية بعين الاعتبار مقترحات فلاديمير بوتين بخصوص التسوية في أوكرانيا.
وكان الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أعلن في مؤتمر صحافي الخميس أن اللقاء الثلاثي قد يوضح مسألة إرسال قوات دولية لحفظ السلام إلى أوكرانيا.
من جانبهما، أعرب ممثلا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين (المعلنتين من طرف واحد) عن أملهما في أن تسهم محادثات موسكو في بناء جسور الحوار المباشر بين كييف والجمهوريتين، وتدفع السلطات الأوكرانية نحو تبني المنهج السلمي.
كما تناولت الصحف الموقف الررسي من تعزيز قوات ناتو في شرق أوروبا، حيث أعلن المندوب الروسي الدائم لدى ناتو ألكسندر غروشكو أن تعزيز قدرات حلف شمال الأطلسي على الحدود مع روسيا في شرق أوروبا محاولة للضغط على موسكو، مؤكدا أن الرد الروسي سيكون مناسبا.
وقال غروشكو للصحافيين يوم الجمعة 6 شباط/فبراير، "إنه لا توجد أية آفاق لمثل هذا الضغط على روسيا"، مؤكدا أن القرارات التي اتخذها وزراء دفاع دول ناتو في اجتماعهم يوم الخميس تخلق توجها سلبيا جدا في مجال الأمن، وأن الحلف سيمارس سياسة المواجهة في المستقبل القريب. وأوضح أنه سيصعب تجاوز التداعيات السلبية لهذه القرارات وهذه السياسة.
وأكد غروشكو أن الكرة الآن في ملعب ناتو وموسكو تتوقع منه طرح اقتراحات خاصة باستعادة الثقة المتبادلة للتعاون في حل القضايا الدولية، لأن الحلف هو الذي قرر وقف التعاون بين الجانبين.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو تقوم بحل المسائل المتعلقة بحوادث التقارب الخطر بين طائرات روسيا وناتو من خلال قنوات ثنائية مع ممثلي الحلف، مؤكدا أن كل تحليقات الطائرات العسكرية الروسية تجري وفقا لقواعد المنظمة الدولية للطيران المدني، دون أن يشكل ذلك أية عقبات للملاحة الجوية التجارية الدولية.
من جهة أخرى أكد غروشكو أن قيام دول ناتو بتزويد أوكرانيا بالسلاح أمر مرفوض قد يؤدي إلى عواقب خطيرة لا يمكن التنبؤ بها.
وقال: "إن ناتو يلعب دورا مضرا للغاية في الأزمة الأوكرانية بموقفه السياسي ودعمه العسكري التقني لكييف ومحاولاته تحميل روسيا المسؤولية عن تفاقم الوضع"، مشيرا إلى أن ذلك يؤدي إلى "تأجيل" إيجاد حل سياسي للأزمة.
وبدوره أعلن الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ أنه يدعم بالكامل الجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لتسوية النزاع المسلح في جنوب شرق أوكرانيا.
وفور وصوله إلى ميونيخ للمشاركة في مؤتمر دولي حول الأمن الجمعة 6 شباط/فبراير، وصف الأمين العام للحلف الوضع في أوكرانيا بـ"الحرج للغاية"، معربا عن مساندته لمحاولات كل من برلين وباريس لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة هناك.
وكان ستولتنبرغ أعلن سابقا عن ترحيبه بزيارة هولاند وميركل إلى كييف ثم إلى موسكو، حيث من المقرر أن يجريا محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكانت موسكو قد أعلنت أنها تنتظر من هذا اللقاء نتائج ملموسة تأخذ في عين الاعتبار مقترحات بوتين السابقة بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية.