Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2014-05-12 14:32:00
عدد الزوار: 706
 
مخطوفات نيجيريا وإهمال الحكومة

"هناك ما بين 670 و740 ألف شخص يعيشون تحت وطأة العبودية في نيجيريا مما يضعها في المركز الرابع دولياً على هذا الصعيد"

جون ساتر

 

العبودية ، الاتجار بالبشر، الرق، الخطف والقتل...مصطلحات كنا نسمع بها فقط قبل قرون مضت، هاهي تظهر من جديد في القرن الحادي والعشرين، قرن العلم والانفتاح والتطور.

في حادثة ليست غريبة من نوعها، أقدمت جماعة "بوكو حرام" مساء الاثنين 14أبريل، على خطف 230 فتاة قاصرة وهن نيام من مدرسة داخلية في ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا.

للوهلة الأولى لفتنا العدد الضخم للمخطوفات، ف230 فتاة ليس بعدد قليل، انما هي كارثة اجرامية بحق تلميذات قاصرات تتراوح أعمارهن مابين 15 و 18 عاماً ، ذنبهم فقط أنهن يطالبن بحقهن في التعلم، بينما العصابات الخاطفة أي جماعة " بوكو حرام"هي  جماعة متطرفة تعارض تعليم الفتيات.

وقالت الشرطة النيجيرية إن “53 تلميذة استطاعن الهرب من المختطفين”، موضحة أن “جماعة بوكو حرام هددت ببيع الفتيات المختطفات للعمل كجاريات.

وهنا السؤال يطرح نفسه، هل يحق لأياً كان أن يحرم هؤلاء الفتيات من حقهن في التعليم؟ هل وصل التخلف والجهل الى هذه الدرجة؟

بوكو حرام

هي جماعة إسلامية نيجيرية مسلحة تدعي العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، وهي جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد المعروفة بالهوسية باسم بوكو حرام أي "التعليم الغربي حرام".

سميت هذه الجماعة بـ"طالبان نيجيريا" وهي مجموعة مؤلفة خصوصا من طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر.

تأسست الجماعة في يناير 2002، بدعوة إلى الديموقراطية وإلى تغيير نظام التعليم، وعرف عن الجماعة رفضها الاندماج مع الأهالي المحليين، ورفضها للتعليم الغربي والثقافة الغربية، والعلوم.

تتضمن هذه الجماعة القادمين من تشاد ويتحدثون فقط اللغة العربية، وعند تأسيسها في 2004 كانت الحركة تضم نحو مئتي شاب مسلم، بينهم نساء ومنذ ذلك الحين تخوض من حين لآخر مصادمات مع قوات الامن في بوشي ومناطق أخرى بالبلاد. عرفت هذه الجماعة بجرائم واغتيالات وتفجيرات عديدة وجرائم خطف وقتل ارهابية.

ردود الفعل حول مصير الفتيات المخطوفات

أما واقع الفتيات فهو أبشع من ذلك بكثير، اذ يصل الى قضية الاتجار بالبشر، فيتم بيع الفتيات في المزاد العلني بسعر زهيد جداً ( 15$)، وعموماً  فإنّ الفتيات اللاواتي يتم بيعهن للزواج أو العبودية ينتهي بهن المطاف عاملات منازل، يغتصبهن "أزواجهن" الذين يشتريهن أو يحصلون عليهن، وبعضهن يعملن تحت التهديد بالعنف، وأخريات يستغلين جنسياً لممارسة الدعارة.

ووفقا لمديرة الأبحاث العالمية في منظمة "ووك فري" فيونا ديفيد فإنّه "على ما يبدو فإنّ النية هي أن يتم بيع الفتيات في الدول المجاورة أو داخل نيجيريا نفسها."

وسرعان ما توالت ردود الفعل الدولية المنددة بعملية بوكو حرام والاستنكارات العالمية، مما دفع بعض القوى الغربية إلى تقديم المساعدة لنيجيريا. حيث اعربت الولايات المتحدة عن خشيتها من ان  جماعة بوكو حرام الاسلامية المتشددة نقلت الفتيات النيجيريات اللواتي خطفتهن  الجماعة من شمال نيجيريا قبل ثلاثة اسابيع الى خارج البلاد.

وجاء تصريح المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف بعد ان صرح مسؤولون محليون في شمال شرق نيجيريا انه من المرجح ان تكون الفتيات قد  نقلن الى تشاد او كاميرون المجاورتين لنيجيريا.

واضافت ان واشنطن تقدم لنيجيريا “مساعدة في مكافحة الارهاب” على شكل تبادل  للمعلومات الاستخباراتية، ومستعدة لمساعدتها “باية طريقة ترى انها مناسبة”.

كما وصل فريق من الخبراء الاميركيين الى نيجيريا للمساعدة في العثور على التلميذات المخطوفات، حسبما اعلنت متحدثة باسم السفارة روندا فيرغوسون اغوستس التي اوضحت ان الفريق وصل من دون تحديد تشكيلته”.

وكان مسؤولون اميركيون أعلنوا سابقا ان واشنطن سترسل فريقا عسكريا بالاضافة الى خبراء من وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي “FBI”.

بالمقابل، وجه الفاتيكان نداء للافراج عن الفتيات، معربا عن تعاطفه” معهن وخشيته عليهن.

وفي تصريح لاذاعة الفاتيكان، اعرب المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو  لومباردي عن اسفه لأشكال العنف المرعبة التي تميز انشطة مجموعة بوكو حرام.

وقال ان “خطف ارهابيي بوكو حرام عددا كبيرا من الفتيات الصغيرات، يضاف الى  الاشكال الاخرى المرعبة للعنف الذي يميز منذ فترة طويلة نشاط هذه المجموعة في  نيجيريا”.

واكد الاب لومباردي ان “التنكر لاي احترام للحياة وكرامة الاشخاص -بمن فيهم  الابرياء والضعفاء والعزل- يستدعي ادانة شديدة. ويثير تعاطفا مشوبا بالحزن مع  الضحايا وتخوفا من الالام الجسدية والروحية وعمليات الاذلال غير المعقولة التي  يتعرضن لها”.

وخلص لومباردي الى القول ان الكرسي الرسولي “يضم صوته الى الاصوات الكثيرة  الداعية الى الافراج عنهن وعودتهن الى حياتهن الطبيعية”.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أن "فريقاً من الخبراء البريطانيين سيقدم المشورة والمساعدة إلى السلطات النيجيرية لمواجهة خطف أكثر من 200 تلميذة وصل هذا الصباح إلى أبوجا".

ويضم الفريق البريطاني دبلوماسيين وخبراء من وزارة الدفاع. وأضاف البيان أن الفريق "لن يأخذ في الاعتبار الحوادث الأخيرة فحسب، بل أيضاً الحلول من أجل مكافحة الإرهاب على المدى البعيد لمنع حصول هذه الهجمات في المستقبل وللتغلب على بوكو حرام".

وعرضت الصين وفرنسا أيضاً تقديم مساعدتهما عبر تقاسم المعلومات التي تجمعها أجهزة الاستخبارات والأقمار الصناعية، وإرسال متخصصين.

بدورها، عرضت اسرائيل على نيجيريا المساعدة في العثور على القاصرات، حيث نقل مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عنه قوله للرئيس النيجيري في اتصال هاتفي “تعبر اسرائيل عن الصدمة العميقة لهذه الجريمة ضد الفتيات”،مضيفا “نحن مستعدون للمساعدة في العثور على التلميذات ومحاربة الارهاب الوحشي الذي حاق بكم.”

من جهتها استجابت نيجيريا لاقتراح رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ارسال بعثة خبراء اسرائيليين في مجال مكافحة الارهاب الى نيجيريا لمساعدتها على العثور المخطوفات.

بينما وصفت السيدة الأولى " ميشال أوباما" خطف أكثر من 200 تلميذة في نيجيريا بأنه عمل “لا يمكن تصوره”، مؤكدة انه يمثل رفض المتطرفين لتعليم البنات في ظاهرة دعت الى محاربتها.

وقالت في الخطاب الاسبوعي، “كملايين الاشخاص في العالم اني اسوة بزوجي اشعر بالغضب والحزن بعد خطف اكثر من 200 فتاة نيجيرية” على يد جماعة بو كو حرام الاسلامية.
وأضافت عشية عيد الامهات ، “هذا العمل الذي لا يمكن تصوره ارتكب من قبل مجموعة ارهابية مصممة على منع الفتيات من تلقي التعليم”.

واوضحت اوباما وهي ام لابنتين “ما حصل في نيجيريا لم يكن حادثة معزولة، انها حوادث تقع كل يوم عندما تعرض شابات في العام اجمع حياتهن للخطر لتحقيق طموحاتهن”.

وذكرت حالة الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي التي اصيبت بجروح بالغة على يد طالبان بعد ان دافعت عن حق الفتيات في التعليم في بلادها.

 BRINGBACKOURGIRLS#

طالب عدد من المشاهير بعودة ال276 تلميذة النيجيرية حسبما نقلت مجلة "هاف بوست".

وبدأت الحملة التي أطلقها المشاهير من خلال إظهار دعمهم على وسائل التواصل الاجتماعية بالهاشتاغ #BRINGBACKOURGIRLS

ميشيل أوباما، ملالا يوسفزاي وهيلاري كلينتون، لسن سوى بعض من كثير من المشاهير المشاركين في الحملة، وقام هؤلاء بحث القوات الحكومية لاستخدام التدخل العسكري من أجل تحرير الفتيات، وإرجاعهن سالمات.

حيث كانت مدرسة الفتيات سمحت لهن بتقديم الامتحانات النهائية، واتخذت قرارا بفتح المدرسة للامتحان، ولم يكن اتخاذ القرار سهلاً لأنه تم وسط مخاوف أمنية، في حين بقيت معظم المدارس في البلاد مغلقة.

وفي الوقت الذي نجت فيه بعض الفتيات، لا تزال العديدات منهن قيد الاحتجاز، وتشير التقارير إلى إجبار بعض الفتيات على الزواج القسري.

عائلات الفتيات المخطوفات شكلن جماعات للبحث، بينما رصدت الشرطة النيجيرية مبلغ 300 ألف يورو كمكافأة لمن يساعد في العثور على الفتيات، ولكن حتى اللحظة لا تزال تلك الجهود بلا فائدة تذكر.

الحكومة النيجيريا تجاهلت تهديدات بوكو حرام باختطاف الفتيات

أعلنت منظمة العفو الدولية، أن الجيش النيجيري أبلغ مسبقاً بهجوم جماعة "بوكو حرام" الذي أدى إلى خطف أكثر من 200 تلميذة في منتصف أبريل، لكنه لم يتخذ أي تدبير فوري لمنع ذلك.

وقالت المنظمة في بيان إن "شهادات قاسية جمعتها منظمة العفو الدولية، تكشف أن قوات الأمن النيجيرية لم تتحرك على إثر تحذيرات تلقتها بشأن هجوم مسلح محتمل لبوكو حرام ضد المدرسة الداخلية الحكومية في شيلبوك، والذي أدى إلى عملية الخطف هذه". وقالت المنظمة إنها تلقت معلوماتها من "مصادر موثوقة".

وأضاف البيان أن "منظمة العفو الدولية تلقت التأكيد  بأن المقر العام للجيش في مايدوغوري أبلغ بهجوم وشيك بعيد الساعة 19 (18:00 تغ) في 14 أبريل، أي قرابة أربع ساعات قبل أن تشن بوكو حرام هجومها" في مدينة شيلبوك في ولاية بورنو (شمال شرق البلاد).

لكن الجيش لم يتمكن من جمع القوات الضرورية لوقف هذا الهجوم "بسبب الموارد الضعيفة التي لديه وخشية مواجهة مجموعات مسلحة (إسلامية) أفضل تجهيزا في غالب الأحيان"، بحسب منظمة العفو الدولية.

"رصد" موقع الفتيات المختطفات في نيجيريا

 في خبر ربما يمنح بعض الأمل لعائلات الفتيات ، أعلن مسؤول نيجيري بارز أنه تم تحديد الموقع الذي تحتفظ فيه جماعة بوكو حرام بأكثر من 200 تلميذة نيجيرية اللاتي اثار اختطافهن سخطا دوليا.

وقال كاشيم شيتما حاكم ولاية بورنو، التي شهدت عملية الاختطاف، إنه أرسل التقارير التي رصدت موقع الفتيات إلى الجيش للتحقق من صحتها.
وشدد على أنه لا يعتقد أن تكون الفتيات قد أخذن عبر الحدود إلى تشاد أو الكاميرون.

 

فان أسر الفتيات في وضع لا يحسدن عليه، فهم في حالة من الترقب والقلق والفجيعة، تحت شعور من الأسى وضعف اهتمام الحكومة ببناتهم بسبب فقرهم كما يقولون.

أحداث العنف التي تعيشها نيجيريا اليوم، حالها كحال دول كثيرة فقيرة تمارس عليها أشكال العبودية بمختلف أنواعها، تجعل منها واقعا مؤلما وفضيحة صارخة في عالم اليوم، حيث فشلت الجهود الدولية حتى الساعة في القضاء عليها.

اعداد: علا الكجك

Addthis Email Twitter Facebook
 
 
 
 
 
Al Mustagbal Website