Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2014-03-25 15:04:00
عدد الزوار: 700
 
فكّر بواقعية واطلب المستحيل فالقديم يموت، لكن الجديد لا يستطيع أن يولد

 ان لصوص التاريخ الذين تسللوا الى صفوف الثورات العربيه ونثروا بها فسادا ودمارا،وعندما نتحدث عن اللصوص والمتسللين فنحن لا نتحدث فقط عن افراد او مجموعات لابل عن انظمة حكم ودول اقليميه وعالميه تدخلت بشكل سافر في مسار الثورات والانتفاضات العربيه وحرفتها عن اهدافها ومطالبها المتمثله بدمقرطية البلاد وإنصاف العباد اللذين طال إنتظارهم لتغيُر الاحوال ،الى ان قررت الشعوب ان تأخذ المبادره وتتحرك نحو تغيير الاحوال واسقاط النظام وهذا ماحدث في عدة دول عربيه ثارت وقدمت التضحيات الجسيمه .

ولكن ثورات التغيير فيها ما زالت متعثره ومتمشكله في سياق صراع داخلي على السلطه وصراع اخر يأخذ بُعد إقليمي وعالمي في إطار فرض النفوذ او كسب حلفاء جدد يصونون مصالح هذه الدوله او تلك من بين الدول الاقليميه او الغربيه التي تتمنى ان تكون الانظمه العربيه الجديده اكثر رجعيه و تبعيه من سابقتها  من خلال زركشتها بديموقراطيه زائفه لا تعبر عن تطلعات الشعوب العربيه .والسؤال  الذي يطرح نفسه من هو المسؤول عن تعثر الثورات العربيه وعن هذا الدمار الهائل الذي لحق بالدول العربيه وعلى راسها سوريا؟؟

فمن المؤسف القول انه على مدى عقود من الزمن تشبَّع الوجدان والفكر العربي بنظرية المؤامره الخارجيه الى ان اصبحت القضيه إعفاء للذات من اي مسؤوليه وتعليق الامر وكل المشاكل والهفوات  العربيه على شماعة المؤامره الخارجيه وحتى لو افترضنا جدلا او  حقيقة بوجود المؤامره فلا بد من استراتيجيه لمواجهة هذه  المؤامره وقهرها ولا يكفي ان نحمل الامبرياليه والصهيونيه مسؤولية مايجري في العالم العربي والاركان لهذه الحجه ومن ثم نعود لممارسة  نفس الكذبه في كل مره يتعرض فيها العالم العربي الى نكسه او هزيمه او ازمه.. نعم للامبرياليه والصهيونيه دورا سلبي في الاحداث, لكنهما ليس وحدهما ولهما حلفاء ومشتقات داخل الدول العربيه والوطن العربي وهؤلاء الحلفاء هم من ورطَّ الثورات العربيه وادخلها في مرمى  فوضى السلاح والميليشيات وبلطجية الانظمه.

ففوضى القتل والدمار في سوريا  ليست اطراف المعارضه السوريه  فقط لا بل دول  اقليميه وعالميه ورطَّت الشعب السوري في بحر من الدم والدمار!!

وان ما يحدث  في الدول العربية اليوم من محاولات فاضحة ومفضوحة للسطو على الثورات وسرقتها عيانا جهاراً فى وضح النهار بغير حياء وبدون خجل لا يشكل سابقة غريبة فى عالم الثورات العالمية الكبرى المعاصرة بل يشكل الركيزة الرئيسية والأساسية فى مواجهة الثورات العاصفة العاتية التى اندلعت نيرانها بكل القوة والعنف على امتداد دول في حقبة الثورات العربية الدائرة من دولة إلى أخرى ،  حيث لعبت الدول الكبرى دوراً لافتاً في التسريع من سقوط نظام ما كما حدث في كل من مصر وتونس، عندما تأكدت هذه الدول من أن الثورة مستمرة وأن الجماهير لايمكن أن تتراجع، و كان يكفي رفع الغطاء عن هذين النظامين حتى تسقط من عليائها، بسبب أن استمرار تلك الأنظمة ووجودها مرهوناً إلى حد كبير برضا ودعم تلك الدول، لقد ضحت تلك الدول بالنظام القائم، في محاولة منها للمحافظة على امتيازاتها، وخوفاً، من خروج الوضع عن السيطرة. والدخول في المجهول، حيث أنه كثيراً ما قيل عن دور الدول الاقليمية المؤثر في تحوير مسار الثورات لتخدم مصالحها..

فالبرود والتردّد والحيرة واخرها الصمت كلها مفردات تصلح لوصف الحالة التي اتسم بها موقف الشعوب العربية حيال ما يجري في ساحة الثورات اليوم موقف سرعان ما «انطفأت» فيه تلك الحماسة والنشوة التي غمرت الشارع العربي مع «انفجار» الثورة فيه هذه الثورة التي رافق بدايتها تأبيد شعبي واسع اهتزّ على وقع دعوات العالم بأثره  الى إسقاط الانظمة لكن هذه التحرّكات السلمية دخلت اثر ذلك انعطافات أخرى انتهت بوضع الملف الربيع  العربي في فخ التدويل...

وهذه المتغيّرات انعكست بصورة جلية على موقف الشعوب العربية مما يجري... حيث فترت تلك الحماسة وبدا الشارع العربي وكأنه غير مدرك وغير فاهم أصلا لما يحصل في  الدول التي تعيش الثورات والواضح هنا ان دخول  الدول الاقليمية على خط الأزمة ا العربية و السورية تحديدا" أدى الى التباس موقف الشارع الذي وجد نفسه أمام معادلة مقيتة وبين خيارين أحلاهما مرّ... إما مباركة الثورة ومعنى ذلك مباركة اي تحرّك دولي... يدعم هذه الثورة بما في ذلك تدخل الغربي و امريكي بأخص الذي أصبح يقدّم نفسه بمرور الوقت على أنه من يحدد مصير الثورة من خلال قراراته وردود افعاله .

وإما معارضة التدخل الدولي ومعنى ذلك انك تقف في الخندق المناوئ للثورة... وسط هذا المشهد ازدادت الصورة ضبابية... وارتبكت ذهنية المواطن العربي البسيط وضاعت «بوصلته» التي ساهمت بعض الفضائيات العربية في التشويش عليها من خلال ما بثّته و اثنت عليه في ظهور اليد الاقليمية في خفق مكونات طبق الثورة .

فكان يتوقع ان تدخل الدول الاقليمية في موجة الثورات بإطلاق قرارات بعد سلسلة من الاتصالات السياسية التي تمهد للتحضيرات العسكرية و الدبلوماسية على ارض المعارك سواء" المعارك التظاهرية  او القتالية  لتنفيذ المطالب التي نادى بها ثوار التغير ، لكنها وضعت امالهاعلى نار حامية بعد ان تغير مسار الثورات و اكتشفت الشعوب ان الاتي كان افظع من الذي رحل وتغيير موازين القوى لمصلحة من دعم الغرب لتحقيق خططه، و هذا ما سبب انتكاسة لمصالح العرب والاوروبيين وإفشال مشروعهم.. فإن مجموعة من الدول الاقليمية والعربية ساهمت في تبني الاتحاد الاوروبي للمطلب الاسرائيلي”.

فأن الأوضاع في الوطن العربي لا يمكن أن تعود إلى الوراء، بعد كل ما حدث في ثورات واحتجاجات الربيع العربي، فما جرى هو زلزال سيستمر طويلاً نحو الديمقراطية . فبعد ثلاث سنوات على انطلاقة  الثورات لبد ان ندرس المدى الزمني الذي يمكن أن تنجزه ثورات واحتجاجات الربيع العربي في سبيل الإصلاح والديمقراطية، في ظل تغير مسيرتها و تشويه مضمونها من قبل  بعض الدول .فإذا اعتبرنا ان  هذه الثورات هي سطرٌ أول في فصلٍ أول، لكتابٍ عنوانه الديمقراطية والتغيير. يجب ان نتريث قبل إصدار شهادات التقدير و النجاح.

فعلى الرغم  من التفاؤل الغالب الذي ساد أجواء بعض الدول التي عاشت و عايشة الثورات ، فإن البعض الاخر أبدا خشيته على مستقبل الربيع العربي من اللعب بورقة الطائفية، بالإضافة إلى المحاولات المستميتة التي تبذلها الثورات المضادة (عبر المال السياسي) في إفشال هذا الربيع وإنهائه.

بالاضافة الى الدورالمُحبط الذي مارسته بعض تيارات الإسلام السياسي، وفشلها في إدارة بلدانها بعد أحداث الربيع العربي، ومحاولتها سرقة هذه الثورات من الشعوب».

فإن الربيع العربي يعني الكثير، فهو جاء، بعد 100 عام من اتفاقية سايكس-بيكو التي تشكلَ وفقها الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى، نشهد الهزة الأولى لهذه الاتفاقية الاستعمارية، غير أننا أيضاً نشهد حرباً طائفية بالوكالة تدار في العراق والشام، ونشهد تصادماً إقليميّاًً. لكن الصورة لاتزال متقلبة، ومازلنا في المخاض، فهل هذه بداية لتشكيل شرق أوسط على أسس ديمقراطية؟، وهل ما يجري يشبه ما حصل في أوروبا من العام 1618 إلى العام 1648 عندما كانت هناك حرب طائفية بين البروتستانت والكاثوليك، ولعد ذلك بدأ فصل الدين عن السياسة وزرعت بذرة تكون الدولة القومية التي نضجت مع قيام الثورة الفرنسية في 1789؟ أم هل ان الربيع العربي يشبه ما حصل في أوروبا في العام 1848، عندما اندلعت ثورات وانتفاضات في آن واحد في العديد من الدول الأوروبية، ورغم انها فشلت لكنها أسست لأوروبا الديمقراطية بعد 20 أو 30 عاماً؟ فهل نشهد انتقالاً نحو الديمقراطية بعد فترة من الزمن؟

فبعض المحللين السياسين  يتحدث عن أن ما يحصل هو صراع بين الديني والليبرالي، بين العلماني والإسلامي، بين العسكري والمدني، بين الشباب وجيبل الماضي، وأن هناك تقلبات كثيرة لابد أن تحدث لتغربل المسيرة قبل تستقيم، وهل هذه كلها دليل على صحة من قال إننا لانزال في البداية؟

واذا ذهبنا الى إن ساحة الربيع العربي هي شأن الدول العربية و قضيتهم  .الا إن الأمر المستغرب هو أن أي نظام عربي أو حتى النخب لم تأخذ هذه الثورات بجدية، وهي كانت تحذر من حدوث ما حدث في الربيع العربي، وركزت على الحوافز التي أطلقت هذه الظاهرة العربية، بمعنى أن ليس هناك أية دولة عربية كانت محصنة منه، فهو بدأ في تونس وانتصرت الثورة وفي 25 يناير/ كانون الثاني وصل إلى مصر وبعد أقل من شهر كان في البحرين، ما يعني أنها ليست حالة محلية.

كما أن هناك وشائج مشتركة ووجداناً مشتركاً، والأمر الذي لم تكن النخب منتبهة إليه، هو أنه، وعلى مدى سنوات، تشكلت شبكات بين الشباب العربي في مختلف البلدان، ولم تكن الحواجز تفصل بينهم، وهو ما جعل الشباب في الدول المختلفة يتلقفون ما جرى في تونس.

وأن هناك أسباباً هيكلية في بنية الأنظمة السياسية كانت من بين الأسباب الرئيسية لهذه الثورات والحركات، وهذه الأسباب لا يمكن إصلاحها بالطرق الاعتيادية، إما بالثورة عليها أو بالتغيير الجذري في النظام، أو باصلاح هيكلي في تركيبة النظام.و هذا ما بنية عليه امال الانتفاضات.

أما  السبب الثاني في محورة البوصلة للثورات، فهو أن القوى التقليدية لا تستطيع حشد الجماهير وراءها وأصبحت نخبوية فقط. اما السبب الثالث هو التفكير خارج الصندوق، أي التفكير خارج الأمور الاعتيادية، ففي مصر مثلاً كانت الدعوة إلى النزول المليوني ولم يكن أحد يصدق نزول الملايين، وخارج الصندوق بمعنى أن المرجعية هي للشعب وليست للشخص الذي يخرج نتيجة الصندوق. فهناك فشلاً في التنمية البشرية، وفشلاً في الحفاظ على الهوية فضلاً عن الأمور المعيشية، فالموضوع ليس موضوع ديمقراطية فقط.

فان تدخل بعض الدول الاقليمية في الربيع العربي جعله ربيع وحشي نتجت عنه ضرب الاقتصاد، وكأن الثورة يمكن أن تكون بـالورق  وهذا حدث؛ لأن هناك تركة ضخمة متراكمة نتيجة سياسات الأنظمة، وأعتبر أن هذه المرحلة هي مرحلة قومية جديدة بعد مرحلة عبدالناصر التي أطلق فيها الحركة القومية.

فالحديث عن الربيع العربي اليوم، يختلف عن الربيع العربي في 2011، في الأيام الأولى، الكل اعتقد أن المنطقة أصحبت مهيأة لنقلة شبه كاملة للديمقراطية، وكان يبدو أن هناك مسافة لا تزيد على شهر في تونس، وأسبوعين في مصر.

النموذجان التونسي والمصري، بقدر ما أعطيا المنطقة قدراً من الحماس، فقد عمّما طريقة سهلة للاعتقاد بأن إسقاط الأنظمة أو إصلاحها جوهرياً يتم عن طريق الدعوات في الفيسبوك وتويتر، ومن ثم يكون الاحتشاد في الميادين فقط، وكأن الأمر كله يتم بهذه البساطة.

هذا التفكير مشروع، وعمل عليه الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي، ثم مؤسسات المجتمع المدني، وفي نهاية الأمر سقط النظام، أؤ رأس النظام، في تونس ومصر.فالمنطقة العربية لم تعمل شيئاً لتبدأ للانتقال السهل أو حتى الصعب نحو الديمقراطية، وخلقت بعد ذلك معوقات كبيرة في طريق الانتقال السياسي.

صحيح أن الهم القومي واحد، للشعوب لكنه لم يكن كذالك بالنسبة للانظمة وللروؤساء وقد بدأ الربيع العربي على طريقة سقوط أحجار الدومينو، وهذا دليل على أن في حركات الربيع العربي خواص مشتركة، مع أن هناك حديثاً لا يمكن التغافل عنه، من أن ما جرى في الربيع العربي هو جزء من الحراك العالمي. ما جرى في تونس ومصر أوهمَ الناس بسهولة الوصول إلى شيء في حراكهم، غير أننا دخلنا الآن في منطقة معقدة على الأقل.

مشكلة ما حدث في العالم العربي أن العامل الموضوعي كان قابلاً للانفجار، وما حدث كان سيحدث إما عاجلاً أو آجلاً. ليست الثورات وحدها المسئولة عن الفوضى الموجودة بسبب ما جرى في الربيع، أنا أحمل الأنظمة المسئولية الأكبر، لو كانت هناك استجابة حقيقية لتطلعات الشعوب، لما كانت الاستجابة الشعبية بهذا الحجم.

أن الانفجار لم يأتِ في وقت فيه قوى سياسية منظمة تقوده إلى الاحتمالات الأفضل، أما في حالة الشباب فقد حصلوا على التمجيد باعتبار أنهم القوة المحركة للثورات، وهذا الأمر ليس مقتصراً على هذا الحراك، فكل الحراكات القومية واليسارية والتقدمية، كان الشباب هم العنصر المحرك والدافع لها، لكن يجب ألا نحمّل الشباب أكثر من طاقتهم، ومواقع التواصل الاجتماعي لم تنتج ثورة.

نحن الآن إزاء وضع يمكن أن نقول عنه إن «القديم يموت، لكن الجديد لا يستطيع أن يولد»، واعتقد أن هذه المسألة يمكن أن تطول أو تقصر، ويمكن أن يكون للدول الاقليمية دور مهم في الذهاب إلى حل في مدة أقصر، أو تنتج عن هذه الثورات انقسامات حادة، ولا يمكن أن نغفل أن القوى المتضررة من التغيير لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي، ففي البلدان البيروقراطية هذه القوى قوية، والقوى التي لا تريد التغيير، توجه طاقتها من أجل إعاقة مسار التغيير، ومنع القوى الحديثة من أن يكون لها الدور المؤثر في صناعة الأحداث.

فالربيع العربي اليوم واقع  بيّن هشاشة الأنظمة وهشاشة المجتمعات والأحزاب السياسية، والنخب، والأنظمة كانت ضعيفة بحكم الاستبداد وقوانين الطوارئ وأمن الدولة تسبب في هشاشة النخب التي لم تستطع تكوين تراكم خبرات بسبب أجواء القمع، والتبعية الخارجية و الاقليمية.

بالاضافة الي البروز الواضح لنظرية المؤامرة، هناك عوامل داخلية تختمر وتسبب الأزمات الموجودة والفشل التنموي، فالعامل الخارجي  لعب دورا" رئيسيا" ليحقق توازن القوى العالمية والإقليمية، التي لديها مصالح في المنطقة. و تسعى لتحقيقها خلف غطاء دعم الثورات لخدمة الشعوب بينما هي في الحقيقة لخدمة مصالحها.فلا يمكن أن يقوم تغيير حقيقي دون أن يكون هناك وضوح في الدور الإقليمي أو الدولي، ولا يمكن أن نغفل هذا الدور في التغيير.

فهذه الحركات أو الثورات افتقدت إلى وجود قيادة حقيقية تقود الشارع، في هذا المجال تناسينا كثيراً وجود الإسلام السياسي في وسط الربيع العربي، ولا يمكن إغفال هذا الجانب في وسط هذا الربيع، وقدرته على تحشيد الشارع بالآلاف.

قد نختلف حول طبيعة هذه القيادة أو مستوى اختبائها حول الخطوط الخلفية والفرص التاريخية عبر سرقة الثورات كما يقال في مصر، ولكننا وجدنا في تونس وجود التيار السياسي وقدرته على الوصول للسلطة، بغض النظر عن وصول الإخوان في مصر، وانقلاب الناس عليه، وكذلك كما حدث في البحرين، صحيح أن ما حدث في البحرين كان حركة عفوية شبابية، ولكن التيار الإسلامي لعب دوراً واضحاً في مجريات الأحداث بدعم خارجي و تنفيذ اقليمي ممنهج.

 فثلاث سنوات من الربيع العربي ولأزلنا في المرحلة الأولى ممّا يجري، فهل نحن أمام إخفاق أم تعثر طبيعي؟

يجب أن ننظر إلى ما حدث في السنوات الثلاث الماضية من خلال نظرة تاريخية بمعنى الماضي والحاضر والمستقبل، والماضي ليس صغيراً، بل أنت تتحدث عن قرون من حكم الاستبداد والاستغلال البشع، أوجد أفكاراً بين العامة كلها سلبية ومشكلات كبيرة، وعندما تأتي الشعوب العربية وتخرج على ذلك، ما يعني أنها كسرت حاجز الخوف لأول مرة، وإذا أخذت هذا، ستنظر إلى الثورات عبر التاريخ العربي.

والشعوب العربية ضحّت بالكثير من الدماء من أجل محاربة الاستعمار بالإضافة إلى القيام بثورات وانتفاضات ولكن الإشكالية الأكبر أن كل هذه الثورات والانفجارات تصعد ولكنها تموت لأنه ليس هناك من يأخذها ليبني بين هذا الانفجار والانفجار الذي يليه، فقيادة ما بين الثورات غير موجودة.

.والسؤال، هل نتعامل مع ثورة في دولة أو ثورات في أمة؟ والإجابة واضحة هي أننا نتعامل مع ثورات في أمة مما يعني ثورات عديدة ومتأثرة مع بعضها البعض والدليل أنها عندما تراجعت في مصر كانت النفوس متأثرة في الدول الأخرى والعكس أيضاً جرى.

 فالتحارب الطائفي في الشام والعراق بالإضافة إلى ما يجري في الخليج من ضخ مالي من أجل الحشد الطائفي، ألا يعتبرانه أحبط الربيع العربي. فكل تحرك يقام اليوم قادم من الخارج، على شكل اجنداة يحدد فيها مهام الدول الاقليمية التي يحركها الخارج كلعبة شطرنج لتنفذ مأربه.

فإن المال الغربي-العربي لعب بشكل سيئ كبير ضد الثورات العربية، والمال الذي يصرف الآن لإيجاد نكسة حقيقية في مصر لترجع كما كانت من خلال دفع الأموال ضد أي حراك تقدمي طوال تاريخها.

وأحد النواقص أن هناك مجتمعات لا توجد فيها تعقيدات مثل هذا المجتمع الذي توجد فيه انقسامات طبقية وطائفية وإثنية وغيرها، وأي ثورة تواجه هذا التعقيد لابد أن يصعب تحركها ولكنها تنظفه في النهاية.

وفي السيرورة التاريخية فإننا مازلنا في بداية البدايات والذين يحاولون التقليل من الحراك العربي إما من المصلحيين والانتهازيين الذين لا يريدون التغيير أو القوى الخارجية التي لا تريد أي تغيير إذ إننا في الاتجاه المعاكس للثورات.

كل الحركات في الدول العربية على مدى التاريخ كانت تحمل شعار حتى حركات الجيوش التي كانت تقوم بعمليات انقلاب كانت ترفع شعارات معينة ولكنها شعارات لا تنتج ديمقراطية.التي تحولت تحت مسمى - الإسلام السياسي الذي يروج للاهداف والغايات السياسية تحت غطاء الدين.  لتغيب المشاركة وتسيطرالمغالبة.

ووصلنا إلى مرحلة استيأست الشعوب الأمل، وتأملنا من الربيع العربي أن يفتح الباب ولكن بعد ثلاث سنوات نشاهد تعقيدات ضخمة فمثلاً في ليبيا كان الشعب يريد بناء النظام، بعكس بعض الدول العربية التي كانت تطالب بإسقاط النظام، ومن الدروس المستفادة من الربيع العربي هي أننا أمام حركة احتجاجية لها مطالب ممزوجة فهي خليط من مطالب شتى لم تجتمع في يوم من الأيام في الدول العربية .والنوى الصلبة لها هي الطبقة الوسطى هي التي كانت لها مطالب حقوقية وفي الديمقراطية ولكن الطبقات الأخرى غيّرتها بشكل كبير.

اعداد ليال بجيجيه

 

Addthis Email Twitter Facebook
 
 
 
 
 
Al Mustagbal Website