Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2014-03-10 12:03:00
عدد الزوار: 613
 
أثرياء تتملكهم السرقة

تستيقظ الأميرة من نومها عند ساعات الظهر الاولى، تجد الخادمات بانتظارها لمساعدتها بإرتداء أجمل الملابس، تخرج من المنزل بأفخم سيارة لتذهب مع صديقاتها إلى أغلى المتاجر في رحلة تسوق، تشتري أحلى وأغلى الملابس والمجوهرات، وعند الدفع تعطي البائع بطاقات الإئتمان..وخلسةً تأخذ خاتم عن الطاولة وتضعه في حقيبتها...نعم سرقته.

فبالرغم من قدرتها على شرائه وشراء المتجر كله إن ارادت، إلاَ أنها تشعر بلذة عندما تأخذ الأشياء عن طريق السرقة،لأسباب لا أحد يعلمها. هذه الفتاة هي واحدة من الذين يعانون اضطراباً نفسياً، فهم لا يخططون لعملياتهم وقد يشعرون بالذنب، ولكنه لا يمنعهم من التكرار.

 

مثل هذه الحوادث تقع بشكلٍ متكرر، إنها ليست ظاهرة، ولكنها تحدث في كثير من الأوقات لأشخاص لا يتوقع المرء أن يقوموا بفعل مثل تلك الأمور. إنها تماماً مثلما حدث مع بعض ممثلات ونجمات هوليود اللاتي تم القبض عليهن بعد أن قمن بسرقة بعض الملابس والمجوهرات من محلات مشهورة ومعروفة في الولايات المتحدة الأمريكية.

فما الذي يجعل فنانة كبيرة وثرية تقوم بسرقة أغراض من متجر ، يعلم الجميع أنه مراقب بواسطة شبكة متكاملة من الكاميرات الخفية ، وهذه الكاميرات تتُابع كل من يدخل لهذه المحلات الشهيرة.

هذا الأمر يُسمى في الطب النفسي " السرقة المرضية"(Kleptomania) ، ويُعتبر اضطرابا نفسياً، يمكن إدراجه ضمن طيف الوسواس القهري ، حيث انه عمل قهري ، يقوم به الشخص بشكلٍ قسري ، ولا يستطيع أن يمنع نفسه عن التوقّف عن السرقة المرضية.

La kleptomanie  أوcleptomanie ، هي كلمة من أصل إغريقي تتكون من جزءين Kleptes أي السارق و Manie والهوس. فهي حالة نفسية يكون المصاب بها مدفوعاً إلى سرقة أشياء تافهة الثمن والقيمة، لا هو بحاجة إليها ولا هو بعاجز عن شرائها. بذلك يبدو هدفه هو السرقة لا المسروق! ومريض الكلبتومانيا يعرف أن السّرقة جريمة ويشعر بعدها بذنب واكتئاب، لكنّه يفشل في مقاومة اندفاعاتها كلما استبدت به، ويشعر بلذة عاجلة عند القيام بفعل السرقة.. ويرجح عدد من الأطباء النفسيين أن هذه الخلة المرضية تعود بالأساس إلى مجموعة من الاضطرابات التي لها صلة في الغالب بفترة الطفولة وهي حالة مرضية شديدة الندرة وأغلب المصابين بها من الإناث.

تجدر الإشارة إلى أنّ السرقة المرضيّة لا تتعلّق مطلقاً بالربح الماديّ أو بالقيمة الغالية للغرض المسروق، وإنما تنمّ عن توليد المتعة السريعة واللذة الآنية لإشباع نزوة دفينة بالحصول على شيء ما من دون معرفة الآخرين. وغالباً ما تنتشر هذه الظاهرة بسرقة أغراض ذات قيمة عاطفيّة أكثر منها ماديّة. وفي الكثير من الأحيان، لا يستعمل الشخص ما سرقه، وقد يردّه أحياناً - كما سرقه- من دون أن يقول لأحد!

وجهة نظر علم النفس

يرى الاختصاصيون في علم النفس أن موضوع كهذا بالغ الأهمية ويتوجب علينا الوقوف عنده والنظر في أسبابه ودوافعه على اعتبارأن مثل هذه الحالات ليست إلا حالات مرضية ولا إرادية، وفي هذا السياق يوضح الاطباء «ان هنالك أسباباً كثيرة تدفع لهذا السلوك غير المألوف واللارادي منها ماهو نفسي، ففي حالات الكليبتومانيا يكون الدافع للسرقة هي السرقة وليس الشيء المسروق في حد ذاته وذلك لتهدئة التوتر والقلق الذين يشعر بهما الفرد فيعمد بذلك إلى انتشال وسرقة غرض بسيط ليشعر باللذة والراحة بعد فعل السرقة. ويرجح الاطباء أن يكون هذا الهوس بالسرقة مرتبطاً باضطرابات أخرى كالاكتئاب أو الإدمان. لكن المشكلة هي في عدم ضبط الاندفاع لدى الشخص المريض حيث يتصرف بدون تفكير و تخطيط مسبق.

وتتميز هذه الحالة عن أنواع  السرقة بشكل عام بجملة من السلوكيات المعينة:
تكرار عدم القدرة على مقاومة الرغبة في الإقدام على السرقة، وسرقة أشياء لا حاجة له فيها.
الشعور بالتوتر، مباشرة قبل اتمام السرقة
الشعور العارم بالمتعة والرضا وخاصة بالارتياح أثناء السرقة بدلا من الخوف.
عدم وجود أي نوع من الغضب والرغبة في الانتقام من مالك الشيء المسروق قبل القيام بالسرقة
تكرار سرقة أشياء معينة، و هذا التصرف صادر عن لا وعيهم.

مسببات المرض

 

لا يزال مسبّب هوس السرقة غير معروف حتى الآن. هناك العديد من النظريات التي تشير إلى أن التغيرات في الدماغ قد تكون من مسبّبات هذا الهوس. كما قد  يكون ذلك مرتبطاً  بإنخفاض مستويات مادة كيميائية في الدماغ هي السيروتونين (ناقل عصبي) التي تساعد على تنظيم المزاج والعواطف.  فإنخفاض السيروتونين يجعل الشخص عُرضة لسلوكيات متهورة.  وقد يكون هوس السرقة ذا صلة بإضطرابات الإدمان، ويمكن أن يتسبب إفراز الدوبامين - ناقل عصبي آخر- بذلك، كونه يولّد المشاعر الممتعة.

 

مســـــــــار المـــــــــرض

تبدأ المعاناة من اضطراب هوس السرقة في سن الطفولة.. لكن ليس كل الأطفال الذين يسرقون في سن الطفولة يصبحون أشخاصًا مصابين بهوس السرقة في الكبر أو المراهقة.

وعادةً ما يظهر الاضطراب في سن متأخر من البلوغ وعادةً ما تزيد نسبة النساء المصابين بالاضطراب الخاضعين للعلاج والتقييم النفسي عن الرجال المصابين الذين يرجع أغلبهم إلى السجن، ويظهر الاضطراب عند الرجال في سن 50 من العمر، بينما يظهر بصورة متفرقة عند النساء في سن 35 من العمر.

ويعاني المصاب من فشل في مقاومة الاندفاعات المتكررة للقيام بالسرقة مع فترات من اختفاء مثل هذه الاندفاعات تصل من أسابيع إلى شهور، ولكن تحسن مثل هؤلاء المصابين بصورة تلقائية من تلك الاندفاعات هو أمر مستحيل ونادر الحدوث..

ويعاني الكثير من هؤلاء المصابين من توابع تلك الاندفاعات على الناحية الوظيفية والاجتماعية خاصةً وقوع العديد منهم تحت طائلة القانون وتعرضهم للتوبيخ من أفراد المجتمع، ولكن المعظم من هؤلاء المصابين لا يملكون المشاعر لوضع تلك التوابع أو عواقب أفعالهم في الحسبان، فكل ما يسيطر عليهم هو القيام بفعل السرقة من أجل إشباع الدوافع المسيطرة عليهم.

 

العـــــــــــــلاج

تختلف سياسات العلاج من شخص إلى آخر حسب حاجة المصاب لذلك.

العلاج السلوكي : يمكن استخدام العلاج السلوكي بالاستبصار للأشخاص الذين يعانون من احساس بالذنب وتأنيب الضمير، لوجود دافع قوي لديهم لتغيير سلوكياتهم، مثل العلاج التنفيري الذي يهدف لتقليل ردة الفعل او تقليل ردة الفعل بصفة عامة.

الخطوة الأولى تبدأ بإعتراف الشخص بوجود مشكلة كي يتمّ العمل على حلها. لكن للأسف، يبقى أنّ نسبة الأشخاص الذين يُقدمون على العلاج من تلقاء نفسهم لهذه المشكلة، ضئيلة جداً.

يتضمّن العلاج أدوية خاصة منظّمة للمزاج ورادعة للإدمان ومضادة للإكتئاب، إضافة إلى جلسات علاجيّة ليتمكّن المعالج من إكتشاف سير العلاقات الإجتماعيّة والتعامل مع الأهل، ليساعد المريض على فهم السبب وتخطّيه. كما تلعب العائلة والمحيط دوراً إيجابياً مسانداً. قد يتعرّض المرء لإنتكاسات بعض العلاج، لكنها لا تدوم وهي مرحلة إنتقالية عابرة.

 

العلاج العقاقيري: أثبتت دراسات عدة عدمية وجود نتائج جيدة لاستخدام عقاقير مثل مركبات مضادت استرجاع السيروتنين الانتقائية أو مضادت الإكتئاب ثلاثية الحلقة، ترازودون ليثيوم، ECT نالتركسون.

 

نجوم كليبتومان

لم يقف ظهور هذه الحالة على طبقات معينة من المجتمعات وإنما تعدّى ذلك ليمسّ من هم أكثر شهرة وثراء ومعرفة بين الناس.


ليندسي لوهان، واحدة من بين مشاهير هوليوود الذين يعانون من السرقة المرضية، والتي تم اتهامها بتهمة سرقة مجموعة من المجوهرات بقيمة 360.000 اورو وذلك اثناء مشاركتها في عرض تابع لمجلة انكليزية.    

ميغان فوكس، افادة ميغان فوكس أثناء حديث لها كيف أنها كانت تعاني من حالة السرقة المرضية في فترة مراهقتها ما بين سن 14 و 15من خلال ترددها على المحلات وسرقة مساحيق التجميل وتعرضها إلى المسائلة القانونية والمحاكمة.


 وينونا ريدر، واحدة من بين المشاهير المهووسين بالسرقة، حيث قام صاحب محل مجوهرات مشهور بإعارتها مجموعة من المجوهرات بقيمة 100.000 أورو لحظور حفل بمدينة مدريد الأسبانية. لكنها لم تقم بإعادة المجوهرات في الوقت المحدد، وادعت أنها قامت بتسليمها إلى مكتب الاستقبال. وبالعودة إلى كاميرات المراقبة لم يتبين ذلك.

فاتسلاف كلاوس، رئيس جمهورية التشيك الذي سرق قلم فضي موضوع على الطاولة على مرأى ومسمع من عشرات الصحفيين والشخصيات السياسية خلال مؤتمر صحفي.

 

قد لا تكون مرضاً خطيراً انما تضع صاحبها في مواقف محرجة، لأنه لا يبدو نشالاً أو حرمياً.

أما السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الموضوع، هل سنشهد مستشفيات مختصة بمرضى السرقة النفسية ؟ وهل ستفتتح السجون قسماً خاصاً بهم؟

 

المصدر: مركز فهد السالم

Addthis Email Twitter Facebook
 
 
 
 
 
Al Mustagbal Website