أظهرت التحقيقات الجنائية في حادثة استهداف الحافلة السياحية في طابا، أمس الأول التي قتل فيها 4 اشخاص بينهم سائحان كوريان، أن الهجوم هو تفجير انتحاري نفذه شاب، يشتبه في انتمائه إلى الجماعات التكفيرية في سيناء، فيما أكدت القوات المسلحة أنها قتلت 5 جهاديين واعتقلت 3 آخرين في عمليات مداهمة نفذتها في مناطق عدّة في شمال شبه الجزيرة المصرية.

وذكر مصدر أمني أن فريق المعمل الجنائي والمحققين التابعين لجهاز المباحث تمكنوا من تحديد الطريقة التي استهدفت الحافلة السياحية بالقرب من منفذ طابا الحدودي، أمس الأول، حيث تبين من التحريات والمعاينة التي استمرت ما يقرب من ثماني ساعات في موقع التفجير، ان انتحاريا فجر نفسه في الحافلة مستخدماً عبوة ناسفة بدائية الصنع.

وكان فريق تابع لمصلحة الطب الشرعي قد انتقل من القاهرة الى جنوب سيناء، مساء امس الاول، حيث قام بجمع الأشلاء لإجراء تحاليل الحمض النووي « DNA »، وذلك بغرض تحديد هوية الانتحاري. كما تم جمع بعض القطع المعدنية و"البلى" التي اخترقت حطام الحافلة لتحليلها ومساعدة فريق البحث في تحديد نوعية القنبلة والمواد المستخدمة بها.

وأشارت التحقيقات الأولية إلى ان الانتحاري انتظر حتى توقف الحافلة بالقرب من المعبر البري، وقد صعد الى الحافلة اثناء استعداد السياح للنزول منها، وفجر نفسه.وبحسب التحقيقات، فإن الانتحاري فشل في الوصول الى منتصف الحافلة، بعدما منعه المرشد المرافق للوفد من ذلك، ما اضطره إلى تفجير نفسه أمام الباب الأمامي.وكشفت المعاينة عن أن آثار القنبلة ظهرت بوضوح على جانب واحد من الحافلة، حيث يوجد باب الصعود والنزول، بينما الجانب الآخر لم تصله إلا بعض النيران، وهو ما يدل على أن العبوة كانت بدائية الصنع. كما بيّنت المعاينة أن العبوة لم تكن تحتوي على كميات كبيرة من المواد المتفجرة، خاصة أن المحال السياحية القريبة من موقع الجريمة لم تتأثر بالتفجير، كما أظهرت أن العبوة كانت تحتوي على بعض القطع المعدنية و«البلى» التي اخترقت حطام الحافلة. وتعد هذه إحدى الطرق السهلة لتصنيع العبوات الناسفة.

ورجَّح فريق البحث أن يكون منفذ التفجير ذا صلة بالجماعات التكفيرية والجهادية المنتشرة في شمال سيناء، لأن مكونات العبوة الناسفة التي استخدمها هي المكونات ذاتها للعبوات التي تستخدم في استهداف حافلات المجندين والضباط في العريش والشيخ زويد.وقال مصدر أمني من فريق البحث ان خطورة هذا الهجوم تنبع من أن انتحارياً هو من نفذ عملية التفجير، بعدما اعتادت العناصر التكفيرية على زرع العبوات على الطريق، مشيراً الى ان ذلك "يعد تطوراً نوعياً في خطط الحركات الجهادية في سيناء".

وحاول فريق المعمل الجنائي العثور على اي دليل من بين اشلاء الضحايا او الملابس التي ما زالت موجودة في مكان العملية. لكن مصدراً أمنياً أكد صعوبة الوصول الى تحديد هوية المنفذ سريعاً خاصة انه لا يوجد مِن المصابين مَن استطاع ان يدلي بأوصافه، حيث لم يشاهده اي منهم الا المرشد الذي كان يرافقهم، والذي توفي فور وصوله الى المستشفى متأثرا بجروحه. كما ان كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة والفنادق المحيطة بموقع الحادث لم تلتقط اي تفاصيل للمنفذ، ولم تسجل الا لحظة التفجير.إلى ان الأدلة الجنائية جمعت أشلاء الانتحاري التي تناثرت قرب موقع الحادث، وقد تبيّن ان عمره 25 سنة تقريباً، ومقاس قدمه 44، حيث عثر على فردة الحذاء التي كان يرتديها.

واطمأنت وزيرة الصحة إلى حالة المصابين بعد زيارتهم في المستشفى ظهر امس، وذلك بعد الانتهاء من إجراء سبع عمليات لسبعة مصابين بشظايا في أماكن متفرقة في أجسامهم.

كذلك، تفقد وزير السياحة موقع الحادث وطالب محافظ جنوب سيناء بالتنسيق مع وزارة الداخلية لتشديد الاجراءات الامنية في الفنادق والتجمعات السياحية ومعالجة اي قصورأمني.

في هذا الوقت، أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب احمد محمد علي، في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على موقع "فايسبوك"، إن القوات المسلحة تمكنت من قتل خمسة تكفيريين والقبض على ثلاثة آخرين خلال مداهمات أمنية في شمال سيناء.