قال مصدر مطلع في وزارة الخارجية الأميركية لـ «الأنباء» ان هناك دعوة وجهت إلى وفد من المعارضة السورية لزيارة العاصمة الأميركية والإدلاء بشهادات حول الموقف في سورية وحول توجهات الجبهة الإسلامية او جبهة الثوار السوريين التي تضم عددا من المنظمات الإسلامية.

وطبقا لمسؤول الوزارة فإن الزيارة جاءت بمبادرة من الخارجية الأميركية لتمكين المجلس التشريعي من التعرف على منطلقات الجبهة الأيديولوجية والسياسية وهو أمر يتيح لإدارة الرئيس باراك أوباما إقناع أعضاء الكونغرس الذين يعارضون تسليح المعارضة السورية بدعوى تطرفها بضرورة الموافقة على تقديم أسلحة نوعية لتلك المعارضة.

وقال المسؤول ان هناك إحساسا متزايدا في أوساط الإدارة بفشل موسكو في تنفيذ تعهداتها بالعمل على إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بمغادرة دمشق.

وفهم من تصريحات المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان موسكو تتعلل بانها غير قادرة على إقناع الأسد بترك السلطة لإفساح المجال نحو تشكيل حكومة انتقالية على نحو ما ورد في بيان مؤتمر جنيف الاول.

غير ان المسؤول أضاف: «نعتقد ان موسكو لم تحاول بقدر كاف تنفيذ تعهداتها التي قدمها سيرغي لافروف الى جون كيري».

وكانت دلائل متعددة قد أوضحت ان واشنطن تدرك الآن ان الدرب الديبلوماسي لن يصل الى اي حلول تذكر لإنهاء الأزمة السورية وانه يتعين أولا تعديل موزاين القوى على الأرض حتى يتسنى للرئيس السوري ان يصغي لدعوات التجاوب مع الجهود الديبلوماسية.

وقال المسؤول الأميركي: «لا شك لدينا الآن في ان الأسد يرفض مغادرة دمشق وهو أمر يعني ان الدرب الديبلوماسي قد لا يصل إلى أي نتائج».

وكان مؤتمر جنيف - 2 قد تعثر بعد ان أبدى وفد النظام السوري رفضه لمناقشة اي قضايا باستثناء ما اسماه مكافحة الإرهاب.

واقترح المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي مناقشة أجندة متعددة العناصر تتضمن عنصرا ينص على وقف العنف والإرهاب بالإضافة الى مناقشة المرحلة الانتقالية والمؤسسات والحوار الوطني.

وفيما وافق وفد المعارضة على اقتراح الإبراهيمي فإن وفد النظام السوري رفض الاقتراح بمناقشة الهيئة الانتقالية كونها تعني تسليم السلطة.

وأدى مسار المناقشات إلى إقناع الديبلوماسيين الأميركيين بأن الرئيس الأسد يهدف إلى تحويل مؤتمر جنيف الى مضيعة للوقت وبأن موسكو لم تنفذ الاتفاق الذي توصل إليه لافروف وكيري والذي مثل حجر الأساس لإطلاق العملية التفاوضية.